بيدرسون من دمشق: المحادثات مع المعلم جيدة جداً وأحرزنا تقدماً

أكد المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، أنه أجرى في دمشق مباحثات وصفها بـ «الجيدة جداً» مع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم.

وقال بيدرسون، في تصريحات للصحافيين، أمس: «لقد انتهيت من المحادثات مع المعلم وكانت جيدة جداً وأعتقد أننا أحرزنا تقدماً»، لافتاً إلى أنّهما سيعقدان اجتماعاً آخر.

وأعرب بيدرسون، لدى وصوله لدمشق الثلاثاء، عن أمله في دفع العملية السياسية خلال زيارته لدمشق، بالإضافة إلى إنهاء العنف في إدلب.

وقال بيدرسون، في تغريدة على «تويتر» الثلاثاء: «يسرني أن أعود إلى دمشق، ونأمل أن نتمكّن من دفع العملية السياسيّة إلى الأمام مع اللجنة الدستوريّة، ونتمكّن من إيجاد طريقة لإنهاء العنف في إدلب، ومواصلة العمل على المحتجزين والمختطفين والمفقودين».

من جهتها، أكدت الخارجية السورية أن المباحثات مع بيدرسن تمّت في أجواء إيجابية وبناءة، مشيرة إلى أنه تم تحقيق تقدم كبير والاقتراب من إنجاز اتفاق حول لجنة مناقشة الدستور.

وشدّدت الخارجية السورية على أن وجهات النظر كانت متفقة بين الجانبين على أن العملية الدستورية هي شأن سوري وهي ملك للسوريين وحدهم، وأن الشعب السوري هو وحده من تحق له قيادة هذه العملية وتقرير مستقبله من دون أي تدخل خارجي.

وتأتي زيارة بيدرسن الرابعة إلى دمشق بعد زيارة قام بها إلى موسكو الأسبوع الماضي، بحث خلالها مع المسؤولين الروس مسألة اللجنة الدستورية السورية.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه بيدرسون في موسكو أن تشكيل اللجنة الدستورية خطوة مهمة لبدء التسوية السياسية في سورية.

إلى ذلك، دعت سورية وروسيا الاتحادية الولايات المتحدة إلى التوقف عن عرقلة عملية عودة المحتجزين السوريين من مخيم الركبان في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية حيث تنتشر قوات احتلال أميركية ومجموعات إرهابية مدعومة منها.

وذكر بيان صادر عن اللجنتين التنسيقيتين السورية والروسية حول عودة اللاجئين أن «الوضع الإنساني في مخيم الركبان يتدهور بسرعة وفي ظل هذه الظروف نشعر بقلق بالغ إزاء انخفاض وتيرة خروج المهجّرين من المخيم بسبب رغبة الإرهابيين المؤتمرين بإمرة واشنطن في الحفاظ على قاطني المخيم دروعاً بشرية لأطول فترة ممكنة».

وأشار البيان إلى أنه «بغية تحقيق هذا الهدف يقوم الإرهابيّون المنتشرون في المخيم ومحيطه بفرض مبالغ مالية كبيرة على المحتجزين مقابل المرور في منطقة التنف حتى ممر جليغم في ريف حمص الشرقي».

ولفت البيان إلى أن «مواصلة الولايات المتحدة وحلفائها احتلال أراضٍ سورية يطيل عمر الأزمة فيها ويعيق جهود التسوية».

وتحتجز قوات الاحتلال الأميركية في منطقة التنف آلاف المدنيين وتتعاون مع مجموعات إرهابية تنتشر في مخيم الركبان تعمل على ابتزاز المهجرين والسيطرة على معظم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى المخيم ما يفاقم الأوضاع الكارثية للمدنيين ويهدّد حياة الكثيرين منهم وخاصة الأطفال وهذا الوضع يشابه ما يعانى منه قاطنو مخيم الهول في الحسكة الذي تسيطر عليه ميليشيا «قسد» المدعومة من واشنطن حيث النقص الكبير في مقوّمات الحياة ما يؤدي إلى تزايد أعداد الوفيات بين المدنيين وخاصة الأطفال.

وفي سياق متصل، أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان مواصلة دعم بلاده لسورية في حربها ضد الإرهاب حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى أراضيها كافة.

ونقلت وكالة ارنا عن عبد اللهيان قوله أمس خلال لقائه سفير سورية لدى طهران الدكتور عدنان محمود إن سورية قامت بخطوات مهمة وجيدة في مجال تثبيت الاستقرار المستدام والحفاظ على وحدة أراضيها، مشيراً إلى أن تحركات الإرهابيين في إدلب ومساندة أميركا وكيان الاحتلال الإسرائيلي لهم أمر يتعارض مع الأمن والاستقرار في المنطقة.

بدوره أكد السفير محمود أن الموقف الإيراني من الإجراءات الأميركية القسرية أحادية الجانب ضد سورية هو دليل على قوتها واقتدارها، مشدداً على أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين دمشق وطهران في مواجهتهما الحرب الاقتصادية ضدهما.

ميدانياً، فشلت الجماعات الإرهابية في كسب أية مواقع جديدة على خارطة السيطرة الميدانية، بعد مهاجمتها مواقع الجيش السوري والأحياء السكنية للقرى والبلدات في ريف اللاذقية.

وكانت التنظيمات الإرهابية شنت هجوماً كبيراً على مواقع الجيش السوري في ريف اللاذقية الشمالي معتمدة على خطوط إمداد مفتوحة مع الأراضي التركية، وعلى قصف صاروخي ومدفعي كثيفين من خلف الحدود الشمالية.

ونقل عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن وحدات الجيش السوري تمكنت من إحباط هجوم عنيف شنته المجموعات المسلحة، مساء الثلاثاء، على محاور عدة في ريف اللاذقية الشمالي، موضحاً أن مجموعات عدة تابعة لتنظيمات «أنصار التوحيد» و»حراس الدين» و»الحزب الإسلامي التركستاني» هاجمت مواقع الجيش السوري على محاور الدرة وعطيرة في ريف اللاذقية الشمالي، حيث عمل الإرهابيون على استهداف مواقع الجيش بعدد كبير من القذائف الصاروخية والمدفعية معتمدة على خطوط إمداد خلفية تمتد من ريف إدلب الجنوبي الغربي المتاخم للحدود السورية التركية، شرقاً نحو مناطق «الدرة وعطيرة» الحدوديتين مع تركيا.

ويعتبر هذا الهجوم الأعنف منذ عامين على مواقع الجيش السوري، الذي تمكّن من استيعاب الهجوم بعد أكثر من 5 ساعات من الاشتباكات، فقام بشنّ هجوم معاكس تمكّن خلاله من استعادة السيطرة على كافة النقاط التي أخلاها مؤقتاً إثر الهجوم المدفعي والصاروخي الكثيف، ليعيد خارطة السيطرة إلى ما كانت عليه قبل الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 80 مسلّحاً وتدمير آلياتهم، وكذلك بعض عناصر وضباط من الجيش السوري.

وأكد مصدر أن معظم القذائف الصاروخية والمدفعية التي استهدفت مواقع الجيش السوري كان مصدرها من داخل الحدود التركية، على اعتبار أن مواقع الجيش السوري التي هوجمت تقع على الحدود الإدارية بين محافظة اللاذقية والحدود التركية، مما يؤكد وجود تعاون تركي كبير مع المجموعات المسلحة لمهاجمة هذه المواقع.

وتأخذ المجموعات المسلحة على محور ريف إدلب الجنوبي الشرقي من نقاط المراقبة التركية مظلة وحماية لها، وتقوم بنشر منظومات الصواريخ الطويلة والقصيرة بالإضافة للمدفعية والمدرعات، التي تقوم باستهداف مواقع الجيش السوري بحماية واضحة من الأتراك.

وتصاعد في الآونة الأخيرة الدعم التركي العلني للتنظيمات الإرهابية المسلحة في إدلب وجبهات المنطقة منزوعة السلاح بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش السوري من خلال العملية العسكرية التي يخوضها لاستعادة هذه المناطق، وبرز ذلك في نقل تعزيزات عسكرية كبيرة مكوّنة من مئات المصفحات والآليات وآلاف المقاتلين التابعين لما يسمّى بالجيش الوطني الموالي لتركيا في عفرين باتجاه جبهات القتال مع الجيش السوري، كما تحوّلت نقاط المراقبة التركية في شمال حماة وجنوب إدلب إلى مظلات تحتمي بها التنظيمات الإرهابية وتنطلق في هجماتها باتجاه مواقع الجيش من هذه المظلات، كما دخلت القوات التركية مباشرة على خط الهجمات الإرهابية من خلال قصفها لخطوط دفاع الجيش السوري تزامناً مع هجمات الإرهابيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى