«عشق الصباح»

يستبدّني الحنين إليك وقد أمضيت أيامي في محراب البوح حائراً.. أنتشي بريحة الأرض كلما هطلت الغيوم مطرها ويسكرني ماء العناقيد المعتق في خوابيك القديمات وكأني متعبّد أبحث عن «نهر الكوثر».. أفتّش عن فردوس الطمأنينة المفقود.. أنحت في صخر اللغة عن كلمات تشبهني أكتبها حكايا عشقي.. يا ليل.. انكفأت على وجعي يحاصرني هذا الصمت المقيت! ما كنت أعلم أن مساراتي الواضحات تؤدي إلى «جمر مواقد الحزن».. أتدري يا بحر… لي فؤاد تحرّقت جوانبه كرسائل العشاق القديمات «توزّعته جهات الدنيا» وأضناه الشوق وكواه الحنين بعضه في «قريتي معان» يسكن الضوء.. ونتفة منه محاصرة في «ادلب».. وبعضه يمشي على أرصفة ياسمين الشام.. وبقية تركتها الدنيا متعبة بالهموم تتكئ على كتف البحر مركونة على حافات حاكورة الليمون والرمان غارقة بالتأمل والانتظارات… تلك مسارات الحزن التي صرتها يا بحر… وانا على حافات ثمالات العمر.. كأني على سفر؟!

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى