من سعاده إلى الرفيق الناهض نقولا بك

الرسالة التي وجهها حضرة الزعيم إلى الرفيق الناهض نقولا بك، غنية بالتوجيهِ القومي الاجتماعي الذي يصح لكل منا أن يقرأها بتمعن وأن يُجسّد ما وردَ فيها من معانٍ قومية اجتماعية.

يجب التنبه إلى أن سعاده كان، في كثير من المناسبات، يتوجهُ إلى رفقائهِ بعبارات الثناء. فكما يتوجه إلى الرفيق نقولا بك بالرفيق الناهض، نراه يصفُ الرفيق ابراهيم حبيب طنوس 1 ، بالرفيق الحي.

الرسالة الموجهة إلى الرفيق نقولا بك بتاريخ 17 أغسطس آب :

إلى الرفيق الناهض نقولا بك،

وردني كتابك المؤرخ في 25 مارس الماضي متأخراً قليلاً فوجدتُ فيه نفس رجل حر قد انضم إلى صفوف الحرية والواجب والنظام والقوة التي لا تعرف بين الحرية والعبودية وسطا.

لم يؤخر جوابي الشخصي إليك سوى ظروف العمل ومتطلباته. ولكن ثق أنّي أُرحبُ بك إلى هذه الصفوف التي اذا كانت أطرافها لما تتلاحم التلاحم المطلوب ففي وسطها بنيانٌ مرصوص، راسخٌ لا يزعزهُ شيئاً. وإذا كان التلاحم يتم بشيئ فبمثل الروحية الظاهرة في كتابك.

في سنطوس 2 ، رفقاء قلائل لا أعرف مبلغَ روحية كل منهم ومدى إخلاصهِ ليمينهِ ولعقيدتهِ ولنظام منظمتهِ ومقدار فهمهِ للحركة السورية القومية وكم تختلف، في الاساس والشكل، عن الأحزاب والجمعيات التي عرفتها سورية قبل أن تعرف الحزب السوري القومي.

ان من يدخل المنظمة القومية يدخل ليُذيّبْ شخصيتهِ وليكون تحت تصرف الإدارة القومية وأوامر الرؤساء الذين يُعينون بموجب دستور وقوانين سيصل إليك نسخة منها ليطّلع عليها القوميون هناك، ولا يطّلع عليهم سواهم. وقد بلغني أن بعض الرفقاء في سنطس فكّر في جعل فلان أو فلان مديراً والأصح، أن راموا خير المنظمة، أن يتركوا هذا الأمر للمراجع العُليا، وإنما لهم حق الاقتراح ولكن متى يجري التعيين فعليهم التقيُّد بالأمر الذي يُقصدُ بهِ صلاح الفروع التي بها تقوم المنظمة. أنّي أُفضّلُ أن أرى رفقاء سنطس عاملين بروح النزاهة والتّجرد وبقواعد النظام. فإن منهم من قام يعترض على سير «سورية الجديدة» ويذيع عنها ما يذيعه أعداء الحزب، غير مُقدّر خطورة الأمر الذي أقدمَ عليه وأقل شأنهُ أنه أما أن يكون عداوة خارجية اندست بين الصفوف القومية أو فساد داخلي وكلاهما شر.

فاذا رأى الرفقاء في سنطس أن يجتمعوا ويتداولوا ويضعوا ضبطة يوقعونها جميعهم ويبدون فيها ما يرتأون لتنظيم شؤونهم فليتم شملهم وتتوحد روحيتهم وتتمازج أفكارهم ويصيرون مع باقي الرفقاء النظاميين يداً واحدة وإلا فما شأنهم، ولاي شيء انضموا إلى الحركة القومية؟ ألّا عادة تمثيل ما يجري في الجمعيات التي أصبحت هزءًا؟ أم ليسلّموا أمرهم لزعامة تُدبّر شؤونهم وتنظر في أحوالهم؟

وأعلم أيها الرفيق، وليعلم الرفقاء في سنطس، أننا في مُعتركِ جهادٍ يجب أن ننسى فيهِ كُلَّ شيء ما عدا النظام والطاعة بثقة كُليّة وإلّا فشلت الصفوف وتضعضع الأمر.

أُهنئكَ بالخطوة الفاصلة التي قمت بها لتسير مع أبناء النور القومي نحو عهدٍ جديد فلتكن موفّقاً في مساعيك.

ولتحيَ سورية

التوقيع: انطون سعاده

الهوامش:

1 – ابراهيم حبيب طنوس: اقرأ النبذة المعممة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

2 – سانطوس: مدينة ساحلية في ولاية «سان باولو» عرفت الحزب منذ أولى سنوات التأسيس. زارها سعاده وإليها توجّهت به الباخرة، كلما وصل أو غادرَ البرازيل. اذكر من رفقائنا فيها بهيج فرح شهدا، ونعمان جابر، وكلاهما من مدينة حماه وكانا استمرا ناشطين حزبياً، والتقيت بهما أكثر من مرة عندما توجهت إلى البرازيل. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى