بورتريه

رنا صادق

بين الكلمة والصورة تآلف عميق، فبالكلمة ترتقي الإنسانية وبالصورة يجسّد المبتغى، فكيفما اذا جمعت اللوحة بين كلمة الحق والمنطق لدى الزعيم أنطون سعاده وصورته!! صورة للزعيم كانت كفيلة بأن تغيّر مسار آسيا الحراش الشابة الفنّي، الذي ارتقى من الفنّ الكلاسيكي في التنفيذ إلى عملية خلق جديدة ابتكارية في تأصيل الفنّ إيجابياً.

شباب اليوم خلاّقون، مبدعون قادرون على إنتاج فنّي من رحم الجذور والمعتقدات، دون إغفال قضاياهم، ومقاومتهم وأرضهم، فأي إنتاج فنّي يصبّ في خدمة هذه الأمة وتفعيل دور الشباب كبنية حقيقية لمحاربة العدوان، والاحتلال وكلّ أشكال الاضطهاد، نحن داعمون له كمؤسسات إعلامية وصحف لا تنطق سوى بالحقّ والكلمة على خطى سعاده.

آسيا الحرّاش، رسامة مبدعة خلقت خطّاً جديداً في الرسم أنتج لها كادراً، لكنها تعمل حتى تتطوّر إبداعها أكثر مع الفنّ التشكيلي، حتى لا تدخل مرحلة الركود الفنّي. «البناء» التقت آسيا وتحدثت معها عن تجربتها الفريدة مع الخطّ العربي والرسم التي بدأت بصورة الزعيم وتباعاً إلى بورتريهات أشخاص آخرين.

بدأت بالرسم بعد انقطاعها فترة قصيرة بسبب دراستها. بين اللغة العربية والرسم جمعت صوراً أو بورتريهات لأشخاص تركوا بصمة تاريخية قومية مقاومة، أو للفنانين من الزمن الجميل.

وتقول آسيا: أردت الجمع بين الخطّ العربي والرسم، لأهمية الخطّ العربي بالنسبة إلي، ولأن الرسم هو الطريقة التعبيرية الأفضل في التصوير والتصوّر، حيث استطعت أن أتكلم بلغة فنية جديد سمحت لي أن أمارس مهنة وموهبة في آن.

الكلام المقتبس من أغانٍ ثورية، اقتباسات فردية للشخص، أو أقوال مأثورة هي نتاج اللوحة التي تبين خطوط الوجه وتفاصيله، ومع كل قفلة أو ترويسة تذهب آسيا إلى مساحةٍ جديدة تملأها باصطفافات قلمها.

وتضيف: تعرّف اللوحة على صاحب الصورة، الزعيم مثالاً، من خلال صورته وأقواله التي أضعها ضمن اللوحة. صورة الزعيم أول تجربة لي، ومن بعدها قرّرت أن أقوم بها كعمل لي. وعملت على تطوير هذا الفنّ من خلال التنويع في أنواع الكتابات، تغيير الخطّ، وتقويته أحياناً بحسب احتياجات الوجه.

مواقع التواصل وتسويق اللوحة

من أهم الأماكن اليوم لتجارة أي منتج جديد كان فنياً أو استهلاكياً، عرضه على أسواق مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أظهرت أنها اليوم محط أنظار الجميع في الاستخدام، التجارة، الشراء والتسلية… فهي أداة تؤمّن احتياجات الأفراد بكافة الأعمار، إلى حين تأمين مستلزماتهم. وكانت لآسيا تجربة فريدة في هذا المجال، حيث تقول: السوشيل ميديا اليوم تتربّع على عرش الأهمية في التسويق. فلولاها لما كان لأحد أن يسمع بالأعمال الفنية والتجارية وغيرها. هي مساحة للجميع لعرض وتسويق منتجاتهم بالطريقة التي يجدونها مناسبة. سمحت لي من خلال حسابي على الانستغرام من تأسيس علاقات مع أفراد جدد، خارج لبنان وعلى نطاق تسويق عام. كما هي حسابات لانتاج الدعايات من خلال الفيديوات الفنية التي أرفقها برسمي مع أغنية، الأمر الذي يشجّع الأفراد للتعرف أكثر على ما أقوم به، خصيصاً أنه رسم باليد.

كل جديد… منتقد!

من المعروف، أن كلّ جديد غير مرحّب به في المدارس الفنية الكلاسيكية، التي تعتمد على أصول الرسم الأساسية، لكن، هذه المدارس لا تعي أن تطور الزمان يحتّم على أهل الفن ابتكارات جديدة من خلال الطرق الكلاسيكية، مع مراعاة الأسس؟

وعن ذلك تقول: عادة كل ابتكار جديد يترافق في بدايته مع موجة انتقادٍ، لكنني لم أقابل ذلك، بل العكس فأصداء ما أقدّمه كانت إيجابية على الدوام، لأن ما أقوم به جديد، غير تصويري، أضع ذاتي فيه.

إلى ما بعد الخطّ العربي

لا تقف آسيا عن حدود الرسم بالخطّ العربي، فكل إنتاج فنيّ، بحسب رأيها، يحتاج إلى تطوير دائم، كي يتماشى مع الاحتياجات، كي لا يدخل في مرحلة فقدان الوعي. وتقول: حتى لا يموت الفنّ عليّ أن أعمل بجدّ حتى أجد نفسي مستقبلاً ضمن ابتكارٍ جديدٍ يحقّق نجاحاً كنجاح الخطّ العربي في الرسم، من خلال إما إدخال الألوان، لإعطاء حياة أكثر للوحة.

آسيا الحرّاش، رسّامة جمعت بين الخطّ والتفاصيل، تحاول أن توصل الأفكار عبر لوحاتها، ويمكن الحصول على أعمالها الفنية والتواصل معها على حسابها على الانستغرام: .black white art portraits

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى