مواقف الرجال.. وسقطات الأنذال

الأمين شوقي خيرالله

من كتابهِ «قصّة الحزب» صفحة 150 هذه المعلومات، ننقلها كما وردت، آملين من فرع الحزب في النبي عُثمان أن يدوّن لحضرة الأمين المُميز محسن نزهة ما يُمكن أن يضيفه على ما أوردهُ الأمين شوقي خيرالله.

ل.ن

« في غوانتنامو سجن الرمل- بيروت، لبنان- الشبيه بغوانتنامو المير بشير- لبنان، عانيتُ مع الرفيق محسن نزهة 1 ، في انفرادات البناية الأولى، كما الرفقاء البعيدون في الزنزانات الأُخرى وبالبنايات الأخرى، دون أن نعرف مكانهم بالضبط، عانينا معاً همجيةْ الوحش البشريّ الخسيس، وكيف كان عبيد العبيد، بقيادة أنذلهم سامي حشيمة، يُطعمون الجراذين والقطط من قلب وعاء الطعام، وتحتَ أعيُننا، قبل أن يعود أحدهم فيلبط المُتبقي في البرميل ليأكل «العكاريت» القوميّون من بعد الجراذين والقطط.

تلك ثقافة الشعبة الثانية بإمرة أنطون سعد وزعران الشعبة الملعونة. فنصوم اليوم بعد اليوم صامتين حتى يُلتقَى بشرٌ ضباط وجنود مختلفون في معتقل / محقدة / مقحبة / المير بشير وسجن الرمل / بيروت. في المير بشير كان زبانية المير القديس يخلطون «القراونة» مع البول والبحص والزبل أمام عيون المساجين الجياع. ثمّ يلبطون الوعاء لبطاً بأرجلهم للأسرى ليأكلوا. فلا يأكل أحد. والأدهى أنَّ الضباط كانوا يرون ويسكتون ويشاركون تحت إشراف عريف أو رقيب من الشعبة الثانية، كيلا يُتّهموا بالتحيّز للحزب وللانقلاب. وحدهم ميشال عون وضباطهُ كانوا النقيض. ولكم تساءلنا كم سيبقى ضابطا حقيقيّاً أم جُندياً من ينفّذ تلك الهمجية، أو يحميها، أم يقبل بها، في وطنٍ مُستقلّ أو غير مستقل أم في المستعمرات. ترقّبوا «لعنة غوانتنامو» وجنوب افريقيا على لبنان طالما لم يُعاقب الباقين أحياءً وأمواتاً في قبورهم من مجرمي مقحبة المير بشير والشعبة الثانية وسجن الرمل. ولا غضاضة اذا ما جلدنا يوماً ما عضامَ الموتى عبيد العبيد الكثر من همج ومجرمين. فلتتوقف أقلام العبودية في معارك الحرية عن هجاء غوانتنامو وحده! لبنان الأخضر الحلو ليس وطن هؤلاء الأنذال. لبنان الحلو لا يتحمّل مستنطقا عدلياً- اسمهُ عندي- ولا أنساه – وبعيني رأيتهُ – وربما لإخافتي!! رأيتهُ يخنق بحذائهِ موقوفاً يستجوبه. داسهُ في فمهِ حتى اختنق. ومات خنقا بالحذاء. ثُمَّ أطلقوا النار عليه لأنه «حاول الهرب». حصل ذلك وسواه مرّات في مكتب التحقيق في مستوصف المير بشير وحوله ضباط وجنود يحرسونه ويضحكون.

هوامش:

1 – محسن نزهة: مُنحَ رُتبةَ الأمانة، كانت مواقفهُ في المعتقلاتِ والسجون، بعد الثورة الانقلابية، بطولية ومميزة، مُقيم حالياً في بلدتهِ النبي عُثمان، للاطلاع عنه أكثر، الدخول إلى قسم من تاريخنا على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى