سعد: لدى أحزابنا أولويات… التمسك بالخيارات الوطنية والحرص على السلم الأهلي والوحدة والوقوف في خندق الدفاع عن لبنان بمواجهة العدو الصهيوني والإرهاب وقوى الاستعمار

عقد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية اجتماعه الدوري أمس الإثنين في مركز الحزب السوري القومي الإجتماعي، بحضور ورئاسة رئيس «القومي» فارس سعد.

استهلّ اللقاء وزير الدولة لشؤون مجلس النواب الحاج محمود قماطي الذي هنّأ باسم اللقاء سعد بانتخابه رئيساً للحزب القومي، متمنياً له النجاح في مسؤولياته.

كلمة رئيس «القومي»

ثم ألقى سعد كلمة قال فيها: بداية، أرحب بكم في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأشكركم على تهنئتي بانتخابي رئيساً للحزب، وأغتنمها مناسبة لأشدّد على أهمية دور الأحزاب في الحياة الوطنية والسياسية، خصوصاً أنّ لدى أحزابنا أولويات ثابتة، تبدأ من التمسّك بالثوابت والخيارات الوطنية، وبالحرص على السلم الأهلي والوحدة الوطنية وصولاً الى وقوفها سنداً في خندق الدفاع عن لبنان بمواجهة العدو الصهيوني والإرهاب وقوى الاستعمار.

أضاف: نحن نرى في موقف الأحزاب المتمسك بالثوابت التي ذكرت، فرصة حقيقية من أجل صون الاستقرار الداخلي ومن أجل الدفاع الحقيقي والفعلي عن سيادة لبنان، والتمسك بخيار المقاومة لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولردع العدوانية «الإسرائيلية»، وتمكين لبنان من استخراج الغاز والنفط من حقوله البرية والبحرية.

ولأننا في رحاب شهر تموز، تموز أنطون سعاده الذي اغتالته المؤامرة الاستعمارية الصهيونية وأدواتها المحلية، وتموز انتصار المقاومة على العدو، هذا الانتصار الذي لم يؤدّ الى هزيمة العدو وحسب، بل صنع معادلة ردع، جعلت العدو يحسب ألف حساب لأيّ عدوان يقوم به على لبنان. وهو الانتصار الذي أعاد رسم خارطة المواجهة بين أصحاب الحق وبين الغزاة المحتلين.

في هذا الشهر التحية للمقاومة ولكلّ المقاومين لا سيما الشهداء منهم الذين رووا الأرض بدمائهم الزكية.

كما أغتنم هذا اللقاء، لا لأطلق مبادرة، بل لأؤكد أمامكم انّ مسؤوليتنا ومسؤولية الأحزاب مجتمعة، أن تكون فلسطين في رأس سلّم الاولويات، وأن نضاعف الجهود من أجل تحريك الشارع في لبنان وأمتنا والعالم العربي وكلّ العالم الحرّ نصرة لفلسطين في مواجهة الاغتصاب والاحتلال ولإسقاط كلّ مفاعيل صفقة القرن التي ترمي الى تصفية المسألة الفلسطينية. فلتكن هذه أولوياتنا كعناصر دعم ومؤازرة لمقاومتنا في وجه الاحتلال والعدوان.

وتابع رئيس الحزب قائلاً: إني على يقين بأننا في صمودنا وثباتنا ومقاومتنا سنبلغ أهدافنا في التحرير، ونحن لسنا عاجزين عن بلوغ هذه الأهداف بدليل مسيرتنا النضالية في مقاومة الاحتلال، وبدليل ما تمتلك هذه المقاومة من قُدرات وإمكانيات عبّر عنها سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلته قبل يومين.

ونؤكد بأننا أصحاب حق ولن يُثنينا عن حقنا لا عقوبات أميركية تَمس سلطان السيادة اللبنانية ولا تآمر أنظمة التطبيع والتأسرل.

يقيننا أننا سنحرّر فلسطين والجولان وكلّ الأجزاء المحتلة من أرضنا، وبأنّ المقاومة منتصرة دائماً كما انتصرت في تموز وكما انتصرت الشام على الإرهاب ورعاته، وكما ينتصر أبناء شعبنا في فلسطين على الغطرسة الصهيونية بصمودهم وثباتهم وتضحياتهم.

بيان اللقاء

بعد ذلك، ناقش اللقاء التطورات والمستجدات السياسية، وتوقف المجتمعون تحديداً عند الذكرى الثالثة عشرة للعدوان الصهيوني على لبنان في تموز 2006 ودلالات انتصار المقاومة على العدوان، والمواقف الهامة التي أعلنها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلته على قناة «المنار» في ذكرى حرب تموز كما توقفوا عند العقوبات الأميركية الجديدة التي استهدفت مسؤولين في حزب الله من بينهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد والنائب أمين شري.

وفي نهاية الاجتماع أكد الحاضرون على ما يلي:

أولاً: يؤكد المجتمعون أنّ انتصار المقاومة على العدوان الصهيوني في حرب تموز عام 2006 شكل انتصاراً تاريخياً واستراتيجياً، ونقطة تحوّل نوعية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، حيث أحبطت المقاومة الباسلة أهداف العدوان بعدما حاول جيش العدو احتلال جزء من الأرض اللبنانية، مدعوماً من الدول الغربية وغالبية الأنظمة العربية، ولكنه فشل في تحقيق أهدافه بفِعل التضحيات الكبيرة للمقاومين الأبطال وصمود جيشنا وشعبنا.

ثانياً: أشاد المجتمعون بالمواقف الهامة التي أعلنها السيد حسن نصرالله في خلال مقابلته الأخيرة، لا سيما لناحية تعزيز معادلات الردع التي حققتها المقاومة في مواجهة العدوانية الصهيونية وأطماع الكيان المحتلّ في ثروات لبنان من نفط وغاز ومياه.

وتوقف المجتمعون عند الفقرات المتعلقة بخارطة ثقل التواجد الصهيوني السكاني والاقتصادي والحكومي والعسكري والتقني والنووي داخل الكيان المحتلّ، وقدرة صواريخ المقاومة بكلّ أنواعها على تدمير هذه الأهداف في ايّ حرب يمكن أن يشنّها العدو على لبنان.

كما توقف المجتمعون عند تركيز السيد نصر الله على تنامي قدرات المقاومة كمّاً ونوعاً، وامتلاكها قدرات هجومية في البر والجو إلى جانب العديد من المفاجآت التي تخبّئها المقاومة للمنازلة الكبرى، ما يشكل تحوّلاً هاماً في قدرات المقاومة ويكرّس توازناً جديداً، ستكون له آثاره وتداعياته الإيجابية على معركة تحرير فلسطين المحتلة ولجم العدوانية الصهيونية، وتوفير المزيد من الحماية للبنان والحفاظ على ثرواته من الأطماع الصهيونية.

ثالثاً: يؤكد المجتمعون إدانتهم ورفضهم للعقوبات الأميركية الجديدة والقديمة على حزب الله والتي طالت أخيراً النائبين في البرلمان اللبناني محمد رعد وأمين شري، واكدوا أنّ هذه العقوبات إنما تشكل اعتداء سافراً على لبنان، دولةً وبرلماناً وشعباً، وتنتهك السيادة اللبنانية. من هنا يرى المجتمعون أنّ التصدي لهذه العقوبات مسألة مرتبطة بالدفاع عن سيادة لبنان، خصوصاً أنّ فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحدث عن أنّ لبنان واقع تحت استعمار مالي أميركي، الأمر الذي يشكل تحدياً يوجب على الدولة اللبنانية استعادة سيادتها واستقلالها، لانّ الاستقلال المالي هو الضمانة للاستقلال السياسي والسيادة الوطنية، ولهذا فهي مطالبة برفض الالتزام او التعايش مع هذه العقوبات والعمل على تحرير لبنان من الوصاية الأميركية بكلّ أشكالها.

ويرى المجتمعون أنّ القوى التي تدّعي ليل نهار السيادة والاستقلال مطالبة اليوم بترجمة ذلك عملياً برفض العقوبات على نواب لبنانيين منتخبين من الشعب.

رابعاً: يطالب المجتمعون الحكومة اللبنانية بالمسارعة إلى التراجع عن قرار وزارة العمل المسيء والمجحف بحق الأشقاء الفلسطينيين، وبالتالي احترام حقهم في العمل والعيش الكريم، انطلاقاً من علاقات الأخوة التي تربط بين لبنان وفلسطين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى