كم هل نحتاج؟؟

من الوهَن إلى الهَوان تكتب الخيبة حكاية حزن كبيرة. تكتبها بقلم النار ذاك النازف حِبره في صمت وبإصرار…

هل نتكلم في النهار أم بات الليل مسكننا مؤمنين أنّ الكلام الساخط وحده ليس إلّا غباراً خماسياً في أيام القرّ؟

هل نستمر في بناء قصور وفيلات جلّ تكلفتها من خيرات بلادنا ولا يحقّ لنا الاقتراب من أسوارها أم نكتفي بالتقاط صور تذكارية بقربها؟

هل ندرّب سكاكيننا على تقشير التفاح أم ندربها على تقطيع الصبّار استعداداً لخوض المعارك المصيريّة التي تنتظرنا؟

هل نعالج مشاكل العيون التي تؤرق أبناءنا إثر إدمانهم على شاشات التلفزة والجوالات وتعلقهم بألعاب العنف مثل البوبجي أم نتركها دون علاج كي لا ترى أفلام الرعب المعدّة لها في المستقبل القريب؟

هل نسير بأحذيتنا البالية كي نحافظ على حذائنا الجديد والذي تعبنا أياماً وليالي للحصول عليه بسبب ثمنه الباهظ والذي يعادل نصف دخلنا أم نسير على رؤوسنا من مبدأ التغيير وكي لا تتاح لنا رؤية ما حولنا بغير تجميل ولا بهرجة؟

هل نقلّد جدنا عباس بن فرناس أم نقلّد جدنا يوسف العظمة أم بات التقليد بحد ذاته عملة ذات َوجهين لا تصلح لأيّ زمان ومكان؟

هل نغني سكابا يا دموع العين سكابا ونحن نلوّح للطائرات الحربيّة التي تطرب السماء بصوتها الأخّاذ حتى غشاء الطبل في أذنينا لم يقاوم جمال الصوت فتمزّق وتلاشى هياماً بصوتها أم نغني نحنا زلم الجد الجد، جبل عالي نهدو هد فهي كلمات متعوب في اكتشافها وإيصالها للمواطن المحظوظ، فبارك الله بكاتبها فقد عجزت الرادارات الحديثة عن اكتشافها وتحديد موقعها؟

هل نكون من المؤيدين لمن يقتلنا ببطء ويصدر قوانين وضرائب على مدار الساعة. فالناجي الوحيد حتّى اللحظة من هذه الضرائب هو الأوكسجين الذي نتنفسه أم نؤيد من يقتلنا بفظاظة متذرعين أنّ الموت السريع أطيب فهو شهقة يعقبها توقف في عضلة القلب؟

هل نحزن على طفل غادر الحياة لحظة وصوله، فقد لفت الانتباه إليه بحرارته وقد خارت قواه، وأعلنت ساعة حياته دقيقتها الستين على بعد أنفاس ذابلة تصدر عن فم خانته القدرة على الصراخ، أم نقول له الأفضل لك أنّ مشوارك في الحياة كان أقصر من أن يقاس فلترقد بسلام؟

تُرى كم هل وهل وهل نحتاج؟ قررت أن أجمع كل العبارات التي تنطوي تحت الـ هل وأخصص لها معجماً صغيراً يفي بشرح الـ هل وتبعياتها…

صباح برجس العلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى