عن الحب

كالميت في رداء شخص حي.. يسيئون استخدامه وممارسته والتعبير عنه والحديث فيه.. يستسهلون الوصول إليه فيجعلونه في متناول اليد ويتباهون بالعيش فيه، كثيرة هي الأسماء المستعارة التي يطلقونها عليه، ولكن، هل جميعهم يدركون لفظه الجلل ما يعنيه!!!

لم يكن الحب يوماً أعمى بل على العكس يمتلك كامل الرؤية، ليس بنسبة مئوية وإنما 100/100.

لم يكن يوماً إدمان بنسبه احتياج وإنما علاقة احترام بكامل الالتزام، هو ليس فخاً من زخرفة وإنما لوحة فسيفسائية لا تكتمل إلا بجميع أجزاء قلبك كل قلبك، دون أي أجزاء مفقودة.

الحب ليس استحواذ أو ملكية، يقول ما هو الصح لا يبحث عن من هو الصح.. يريد أن نكون لا أن نصبح.. أن نكون سعداء، لا فقط أن تجعليني سعيداً أو تجعلني سعيدة.

الحب ليس أنانية تحتفظ لك بإيصالات أفعال ومآثر قديمة لتذكرك بها عند الضرورة، لا يسجل عليك نقاطاً ولا ينتظر من تلك النقاط تحقيق نتيجة، فالطرفان لديه فريق واحد وما يتوق إليه هو الفوز بالعلاقة.

الحب كالموسيقا يمنح روحاً للكون وأجنحة للعقل ورحلات لا حدود لها إلى الخيال، لا يعرف القيود فهو فضاء وحرية، لا يقطف أزهار القلب بل يسقيها، يسقيها بالنور الذي لا يعرف الاختباء أو المواربة.. الحب حق لا جدل.. حقيقة ليس شيئاً مزيفاً أو حالة أو ظاهرة…

الحب بناء لا هدم فيه.. دفء لا احتراق يشقيه.. لذة لا وجع يتقصده ليؤذيه.. سكون وسكن.. انفجار مطمئن.. غذاء وعلاج وشفاء..

إن أردت البحث عنه يوماً أخرج من قوقعتك الفكرية وتفتّح مع براعم حيويته لتعيد التعرف على سمفونيته ومهاراته والفنون التي تجدّده وتحييه وتغذيه، وإن كنت على استعداد له ابدأ بإصلاح ما كسرته والتراكمات التي أفسدتها بحقه.. بجرعة تسامح.. وسعة قلب واستيعاب فكر.. وتعاطف مع جهل.. ومغفرة..

والأهم عدم قول كلمة «أحبك» ولا همهمتها على شفاهك دون احترامك المغزى وكل ما تعنيه!!..

ريم شيخ حمدان

سورية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى