الموقف سلاح

ـ في مشهد مزدوج نقلت وسائل الإعلام العالمية صورة مغادرة وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل لمؤتمر الحريات الدينية المنعقد في واشنطن فور بدء الوزير «الإسرائيلي» إلقاء كلمته بينما أظهرت صور الضحكات المتبادلة بين وزير خارجية البحرين والوزير «الإسرائيلي».

ـ في موقفين واحد يعبّر عن الشعور بالكرامة وآخر يعبّر عن الذلّ يظهر الوزيران اللبناني والبحراني، فالوزير اللبناني عبّر عن نبض الشعوب العربية ومنها شعب البحرين الذي خرج يتظاهر احتجاجاً على صفقة القرن التي جرى افتتاح الترويج لها من مؤتمر استضافته حكومة الوزير البحريني الذي لم يفرح لموقفه مواطن عربي واحد بل أفرح قلوب المستوطنين وأشعرهم بزهوّ القوة والانتصار فيما جيشهم وحكومتهم يهزمان أمام شعب فلسطين وقوى المقاومة.

ـ قبل أكثر من ثلاثين عاماً قال الشهيد الشيخ راغب حرب إنّ الموقف سلاح، وهذا ما يدركه كيان الاحتلال الذي يعيش مواجهة على مساحة العالم مع حركة المقاطعة التي تضمّ الآلاف من الأكاديميين والجمعيات الحقوقية وجمعيات المتسهلكين ويستخدم الاحتلال في مواجهتها صوراً مشابهة لتلك التي تجمع وزراءه بوزراء عرب ليقول إنّ أصحاب القضية التي يتضامنون معها عبر المقاطعة يقودون التطبيع مع الاحتلال بينما تستقوي حركات المقاطعة بصور تشبه مغادرة الوزير اللبناني للمؤتمر الذي يحضره بمجرد أن يبدأ الوزير «الإسرائيلي» الكلام للتأكيد على فعالية سلاح المقاطعة.

ـ الحرب مع الاحتلال هي حرب مفاهيم ورموز ومواقف… وهذه واحدة من مسارحها ومنصاتها يمارس خلالها أطفال وشباب ورياضيون وطلاب من مختلف البلاد العربية تعبيرهم الشجاع عن مواقف شعوبهم، ولن ينجح الاحتلال بالادّعاء أنّ مواقف الشعوب يختزلها قلة من أمثال هذا الوزير المطبّع.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى