وزير الدفاع الإيراني: لم يتم إسقاط أي طائرة مسيّرة لنا روحاني يعلن جاهزية بلاده لمفاوضات عادلة وإسقاط أي طائرة أميركية تخرق مجالها الجوي

قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إنه «في حال أفرجت بريطانيا عن ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة لدى سلطاتها في جبل طارق، فإن إيران ستردّ بالمثل حيال الناقلة البريطانية التي احتجزتها في مضيق هرمز».

ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن روحاني قوله، أمس: «مضيق هرمز ليس مكاناً للمزاح أو التلاعب بالقواعد الدولية للملاحة البحرية»، مضيفاً: أن «المسؤولية الرئيسية عن حماية مضيق هرمز، والخليج الفارسي تقع بشكل رئيسي على إيران والدول المجاورة، وليس للآخرين صلة بهذا الأمر».

وأضاف أنه إلى «جانب حماية مضيق هرمز والخليج الفارسي، تعمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية كذلك على حماية المجاري المائية الأخرى في العالم، بما في ذلك باب المندب والمحيط الهندي».

وتابع الرئيس الإيراني، «اعتقد أنه يتوجب على العالم أن يشكر الحرس الثوري لحمايته وحفظه الأمن في مضيق هرمز»، واصفاً احتجاز القوات الإيرانية للناقلة البريطانية بأنه «عمل احترافي ومقتدر».

وأكد «نحن لا نسعى إلى زيادة التوتر مع الدول الأوروبية، إذا التزموا بتعاملاتهم ضمن إطار القانون الدولي وتراجعوا عن إجراءاتهم غير القانونية، مثل الإجراء غير القانوني الذي قامت به حكومة جبل طارق، فإنهم سوف يتلقون جواباً مماثلاً منا على ذلك».

كما أعلن روحاني أنه «إذا اخترقت الطائرات الأميركية المسيّرة المجال الجوي الإيراني مجدداً فستلقى الرد السابق نفسه»، مؤكداً أنّ طهران «لن تسمح لأحد بأنّ يخل بالأمن في الخليج الفارسي ومضيق هرمز وباب المندب، والمحيط الهندي، ونحن لا نسعى إلى التوتر والصراع العسكري»، على حد تعبيره.

وكشف الرئيس الإيراني عن أنه «خلال المفاوضات النووية كان وزيرا الخارجية السعودي والإسرائيلي يترددان إلى فيينا وجنيف لتأخير الاتفاق». وذكر أنّ «السعودية وإسرائيل بذلتا جهداً كبيراً كي لا نحصل على نتيجة من مفاوضات جنيف».

وفي هذا السياق، قال إنّ «الاتفاق النووي كان ثقيلاً على قلوب الإسرائيليين والرجعيين في المنطقة».

وشدّد على أنّ «إيران جاهزة دائماً لمفاوضات عادلة وقانونية ولكن لن نستسلم تحت ذريعة المفاوضات»، وفقاً لروحاني. ورأى الأخير أنّ «بعض الدول تؤدي دور الوساطة لتسهيل الحوار الخاص بالاتفاق النووي وأنه هناك اتصالات ومراسلات في هذا الصدد». كما أكد أنّ «الحكومة الإيرانية لن تضيع أبداً فرصة المفاوضات من يدها».

وأعلنت إيران، في وقت سابق، أمس، على لسان محمد كلبايكاني، مدير مكتب المرشد الأعلى في إيران، أن «لندن أرسلت وسيطاً لإيران لـ»المطالبة بالإفراج عن ناقلة النفط المحتجزة لدى الجمهورية الإسلامية»، والتي اعترضتها البحرية الإيرانية بدعوى خرقها لقوانين الملاحة.

وقال كلبايكاني: «بريطانيا أرسلت وسيطاً لتفرج الجمهورية الإسلامية عن ناقلتها النفطية المحتجزة في مضيق هرمز».

وتابع: «الدولة التي كانت في الماضي تعيّن الوزير والمحامي في إيران وصلت اليوم إلى مرحلة أرسل فيها وسيطاً وتتوسّل للإفراج عن ناقلتها النفطية».

واحتجزت إيران ناقلة نفط بريطانية «استينا إمبيرو» الخميس الماضي، قالت إنها اصطدمت بقارب صيد. واقتادت قوة من البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني الناقلة البريطانية إلى ميناء بندر عباس، وعلى متنها 23 من أفراد الطاقم.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، إن «إيران اختارت طريقاً خطيراً ومزعزعاً للاستقرار في الخليج عقب احتجاز ناقلة النفط الإيرانية غريس 1 في جبل طارق قبل نحو أسبوع».

وذكر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أنه «لا طريق أمام أطراف الاتفاق النووي سوى تنفيذ التزاماتهم».

وأضاف «أعداؤنا وصلوا إلى قناعة بأنه لا يمكن إجبار الشعب الإيراني على قبول الذل من خلال تضخيم شبح الحرب الوهمي».

وقال إنّ «الهدف الأميركي من اعتماد سياسة الضغوط القصوى ضدنا هو تحريك الداخل وإيجاد اعتراضات وتركيع النظام».

من جهته، قال وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، أمس، إنه «لم يتم إسقاط أي طائرة بدون طيار إيرانية»، وذلك بعد أن أعلن الجيش الأميركي أنه اتخذ إجراء ضد طائرتين إيرانيين في الأسبوع الماضي.

وأضاف حاتمي «لقد نشرنا صورة للطائرة الأميركية بدون طيار التي أسقطناها»، متابعاً «إذا ادعى أي شخص أنه أسقط طائرة مسيرة لنا، فليظهر ذلك»، مؤكد أنه «لم يتم إسقاط طائرة بدون طيار إيرانية».

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد ادعى، الخميس الماضي، أن السفينة الحربية الأميركية «بوكسر» قد أسقطت طائرة إيرانية مسيرة في مضيق هرمز، بعد أن اقتربت منها نحو 900 متر، ولم تكترث للتحذيرات الموجهة لها حسب قوله.

وقال ترامب «جرى تدمير الطائرة المسيرة على الفور».

وأضاف أن «الطائرة المسيرة كانت تشكل تهديداً للسفينة الأميركية». كما دعا ترامب الدول الأخرى لـ»حماية سفنهم».

لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نفى أن تكون لدى طهران أي معلومات حول فقدان طائرة مسيرة لها في منطقة الخليج.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى