ماكرون لروحاني: العقوبات الأمیركیّة على إيران أحادية وغير مقبولة وظريف يؤكد مواصلة تخفيض الالتزامات النووية والاستعداد للحوار مع السعودية

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الإيراني حسن روحاني أمس، أنّ «العقوبات الأمیركیة على إيران أحادية وغير مقبولة».

وقال ماكرون في اتصال أجراه مع روحاني «سنبذل كل جهودنا من أجل تأمين مصالح إيران في الاتفاق النووي».

من جهته أشار روحاني إلى أنّ «طهران ترحّب دوماً بكل حوار وحل عادل في سبيل حل القضايا»، مشدداً على أنّ «الإرهاب الاقتصادي الأميركي معادٍ للإنسانية».

كما أوضح روحاني لماكرون خلال الاتصال أنّ «تطبيع العلاقات النفطيّة والمصرفية مع إيران، يُعَدّ الخطوة الأولى المنتظرة من أوروبا»، مؤكداً أنّ بلاده هي «المحافظ الرئيسي على أمن وحرية الملاحة في المنطقة».

وأضاف روحاني «بعد خروج أميركا من الاتفاق النووي لم نشهد إجراءً جديّاً من قبل أوروبا في هذا المجال، وإنما بعض الشركات الأوروبية خرجت من إيران تنفيذاً للعقوبات الأميركية الأحادية».

كما اعتبر الرئيس الإيراني أنّ أميركا «لن تجني أي فائدة من الإجراءات العدائية ضدّ إيران، واستمرار هذه الظروف هو نتيجة خاسر خاسر للجميع».

ظريف

بدوره، جزم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بأن «إيران ستنفذ الخطوة الثالثة من قرار خفض التزاماتها النووية اذا لم تفِ الدول الأوروبية بتعهداتها».

وقال ظريف بعد اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني إن «الإجراءات التي اتخذتها أوروبا حتى الآن لا تتناسب أبداً مع تعهداتها»، مشدداً على أن القناة المالية «انستكس» يجب «ألا تكون أداة لتنفيذ أوامر أميركا كما يجب أن يجري تفعيلها بالكامل وإدخال عائدات النفط الإيراني فيها».

وأكد ظريف «الاستعداد للحوار مع السعودية إذا كانت هي جاهزة». وقال وزير الخارجية الإيراني، أمس، إن «الإمارات دولة جارة كما السعودية والبحرين»، معرباً عن أمله في أن يتقلّص عدد أعضاء فريق «ب» ويقتصر على نتنياهو وبولتون.

وفي معرض ردّه على أسئلة الصحافيين بعد ختام اجتماع مجلس الوزراء، وحول التغيير في نهج الإمارات تجاه القضايا الإقليمية، صرّح وزير الخارجية قائلاً: «لقد ذكرنا دائماً أننا مهتمون بعلاقات حسن الجوار، دولة الإمارات جارتنا كما هي السعودية والبحرين».

وأضاف ظريف أن «المسؤولين الإيرانيين قالوا دائماً إننا مهتمون بعلاقات حسن الجوار، إذا غيّروا سياساتهم وتوقفوا عن التدخّل في الشؤون الداخلية للدول».

وبشأن طلب بومبيو إجراء محادثات مع وسائل الإعلام الإيرانية، أفاد جواد ظريف بأن زيارته إلى الولايات المتحدة هي «لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، وهناك، تطلب وسائل الإعلام الأميركية مني إجراء مقابلات، وأنا أرد بشكل إيجابي على بعض تلك الطلبات على أساس احترامي للشعب الأميركي»، مشدداً على أن بلاده لا تعادي الشعب الأميركي، ولكنها ترفض سياسات الحكومة الأميركية.

وبيّن ظريف أن «معظم المقابلات التي أجراها لم تبث بشكل مباشر، وجرت جميعها في مقرّ إقامته لأنه لا يسمح له بالذهاب إلى الاستوديوات».

وأوضح الدبلوماسي الإيراني أن «بومبيو بدأ حالياً سياسته الدعائية، فيما كانت هناك طلبات عديدة لإجراء مقابلات مع المسؤولين الأميركيين، والتي رفضت كلها»، مضيفاً: «لكنه الآن يريد أن يقول إننا لا نستطيع التحدث إلى الشعب الإيراني، وهي خدعة تافهة للغاية، لأنه كانت لديهم الفرصة للتحدث مع الشعب الإيراني لكنهم رفضوها».

موسوي

كذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن «الخطوة الثالثة التي ستتخذها إيران في تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، ستكون الفرصة الأخيرة لأعضاء الاتفاق لتنفيذ تعهداتهم»، مشيراً إلى أنّ «طهران تنتظر لترى نتائج المبادرات التي بدأتها فرنسا».

وقال موسوي إن «الخطوة الثالثة لإيران في تقليص تعهداتها في الاتفاق النووي ستكون الفرصة الأخيرة لأعضاء الاتفاق لتنفيذ تعهداتهم».

وأضاف «حتى هذه اللحظة، فإن الخطوة الثالثة هي على أجندة الجمهورية الإسلامية الايرانية لتقليص تعهّداتها وقد لا تتأخر طهران أكثر من ذلك لتنفيذها».

وتابع موسوي «إذا لم يتم تأمين مصالح إيران فستتخذ طهران الخطوة التالية، وإذا لم يتم إنجاز أي شيء، فلن تمدّد إيران خطواتها بعد ذلك».

وأردف موسوي «لقد رأينا المبادرات التي بدأتها فرنسا، وسوف ننتظر لنرى نتائجها».

بروكسل

فيما كرّر الاتحاد الأوروبي دعوته إلى «احترام حرية الملاحة البحرية في الخليج»، لافتاً إلى أنه «ليس طرفاً في محادثات تُجرى بين الولايات المتحدة وبعض الدول بشأن إرسال قوات بحرية إلى الخليج»، وأشار إلى أن «الوضع متوترٌ في المنطقة ومن المهم عدم العمل على تصعيد التوترات».

برلين

من جهتها، رفضت ألمانيا طلباً من الولايات المتحدة للمشاركة في خططها لتأمين الملاحة البحرية في الخليج ومضيق هرمز.

وأكد نائب المستشارة الألمانية أولاف شولتس، أن «الأولوية يجب أن تكون لخفض التوتر». وشدّد على أن «برلين تجري اتصالات مكثفةً مع فرنسا وبريطانيا بشأن الخليج».

وفي سياق متّصل، أعلن المتحدث باسم الخارجية الألمانية تعيين السفير الألماني السابق في طهران برند اربل رئيساً جديداً للآلية المالية للتعامل الاقتصادي والتجاري مع إيران.

اجتماع خفر السواحل

الإيرانية والإماراتية

وفي سياق متصل، عُقد اجتماع في إيران بين خفر السواحل الإيرانية والإماراتية أمس، للمرة الأولى منذ عام 2013.

إذ حلّ بالأمس، وفد عسكري يضم 7 من كبار مسؤولي خفر السواحل الإمارتيين في طهران للمشاركة في الاجتماع السادس للتعاون الحدودي بين خفر سواحل البلدين. ولا يبدو الأمر مفاجئاً، فقد كشف مستشار المرشد الإيراني حسين دهقان قبل أيام، أن «السلطات الإماراتية أوفدت مندوبين إلى طهران للحديث حول السلام في ظل التوترات التي تعصف بمنطقة الخليج».

وقال قائد خفر السواحل الإماراتي، محمد علي مصباح الأحبابي، عقب اللقاء مع نظيره الإيراني إنه «يجب على دول المنطقة أن تتعاون من أجل الحفاظ على أمن الخليج وبحر عمان».

واعتبر أن «تدخل بعض الحكومات في الخطوط الأولى للملاحة هو سبب لعدم الاستقرار في المنطقة»، وأضاف «تجب مواصلة الاجراءات المشتركة والتنسيق من أجل الحفاظ على أمن التجارة والسلامة البحرية».

من جهته، شدّد قائد خفر السواحل الإيراني، العميد قاسم رضائي، على «وجوب عدم السماح لباقي البلدان أن تمس الأمن في المنطقة ويجب الوقوف في وجههم»، معبراً عن «العلاقات التاريخية بين البلدين في مختلف المجالات».

وقال رضائي إن «التهريب مشكلة كبيرة بالنسبة لحرس الحدود وهذا الاجتماع نقطة تحول من أجل الوصول إلى الوضع الأمني المرجو».

ومن المفترض أن يبحث الإيرانيون مع الإماراتيين التعاون الحدودي وتسهيل وتسريع التبادل المعلوماتي بين البلدين.

وتأتي الزيارة الإماراتية بعد مفصل هام وهو حادثة إسقاط الطائرة الأميركية «غلوبال هاوك» فوق محافظة هرمزغان. عدم الرد الأميركي على الحادثة، دفع الإمارات إلى تغيير رؤيتها المتعلقة بالقدرة الأميركية على لجم طهران، كما أن الإماراتيين تفاجأوا من الحس الهجومي للإيرانيين في وقت تراجع فيه الأميركي إلى الخلف، ما سيجعلهم في مرمى الاستهداف، دائماً.

اللافت أيضاً في توقيت الزيارة الإماراتية أنها تجري في لحظة تسعى فيها طهران إلى إنشاء تحالف بحري يضمن سلامة الملاحة في الخليج، في وجه تحالف عسكري تسعى الولايات المتحدة لتشكيله للهدف عينه، بعد حوادث الناقلات التي بلغت ذروتها عقب احتجاز الناقلة البريطانية «stena impero» من قبل حرس الثورة الإسلامية.

تجدر الإشارة إلى أن التبدّل في الاستراتيجية الإماراتية في المنطقة بدا واضحاً لدى إعلانها تخفيض عديد قواتها في اليمن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى