موسكو: سورية تخرج من عزلتها تدريجياً وبمشاركة واسعة في معرض دمشق الدولي.. و«أستانا 13» تناقش الوضع في إدلب.. والعراق ولبنان يشاركان بصفة مراقبين

أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، أن نحو 30 دولة أكدت مشاركتها في المعرض الدولي في دمشق، مشيرة إلى أن سورية تخرج من العزلة تدريجياً.

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي «البلاد تخرج تدريجياً من العزلة. إذ أكدت نحو 30 دولة مشاركتها في معرض دمشق الدولي السنوي في دورته الـ61، المقرّر عقدها في أواخر آب/ أغسطس – أوائل أيلول/سبتمبر».

وأشارت إلى أن المعرض يلعب دورًا مهمًا في دعم الاقتصاد الوطني، وجذب استثمارات إضافيّة إلى البلاد، مضيفة أن السلطات السورية تواصل برنامجها لإقامة حياة سليمة، على الرغم من الصعوبات.

يعد معرض دمشق الدولي من أعرق المعارض في منطقة الشرق الأوسط، ويقام منذ عام 1954، بمشاركة عشرات الدول من مختلف قارات العالم وآلاف الشركات السورية والعالمية.

إلى ذلك، شهدت عاصمة كازاخستان، نور سلطان، أمس استئناف مباحثات «أستانا» حول سورية، بدورتها الـ»13» للدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران ، وبمشاركة وفدي الحكومة وفصائل معارضة الرياض وانقرة والدوحة.

تكهنات كثيرة حول الجولة الـ13 من مشاورات أستانا بشأن الأوضاع في سورية، التي يشارك بها لبنان والعراق للمرة الأولى بصفة مراقبين، إذ يرى مراقبون أن الجولة الجديدة هي استكمال للجولات السابقة، ولكنها لن تكون حاسمة بالنسبة لعدد من الملفات وعلى رأسها اللجنة الدستورية.

وقال عمار الأسد، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب السوري «الدولة حريصة على أي حوار أو لقاء يختص بإنهاء الإرهاب وإطلاق حوار داخلي بين السوريين، وأستانا 13 هي استكمال للجولات السابقة في ظل التهرّب التركي من كل الاتفاقات والوعود التي تم التفاهم عليها في سويتشي بشأن مناطق خفض التصعيد».

وقال مصدر مطلع، لوكالة إنترفاكس الروسية، إن المشاركين في المفاوضات، ركزوا اهتمامهم في اليوم الأول، على الوضع في إدلب. وقد أعرب ممثلو الدولة السورية، عن قلقهم من الوضع السائد في إدلب.

وقالت وزارة الخارجية الكازاخستانية، التي ستختتم اليوم الجمعة، إن المشاركين في المباحثات، سيركزون الاهتمام بشكل رئيس، على الوضع في إدلب وفي شمال شرق سورية، إضافة إلى المسائل المتعلقة بتشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية في سورية.

وكانت الوزارة قد أفادت في بيان لها، بأن «الموفد الأممي في سورية، غير بيدرسن، لن يحضر المحادثات المقبلة لأسباب صحية، حيث سيرأس وفد الأمم المتحدة نائبه».

وكان مصدر مشارك في الجولة الـ13 من المفاوضات قال بأنه تم الاتفاق على تشكيل وتنسيق قائمة اللجنة الدستورية السورية.

وتابع المصدر، وهو عضو في أحد الوفود المشاركة، في حديث لوكالة إنترفاكس، إن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سورية، غير بيدرسن، سيعلن على الأغلب، هذه القائمة خلال قمة الدول الضامنة التي ستعقد في أنقرة لاحقاً.

وأضاف المصدر: «قمنا من حيث المبدأ، بتنسيق كافة الأمور المتعلقة بذلك. لقد أدخلنا عبارة في البيان المشترك، تفيد بأنه تمّ إنجاز وتنسيق القوائم وقواعد العملية. ولكن ذلك يجب أن يجري تحت مظلة الأمم المتحدة. ستشهد أنقرة، عقد قمة قادة الدول الضامنة – روسيا وتركيا وإيران. وعلى الأغلب ستتم دعوة بيدرسن، الذي من المتوقع أن يعلن هذه القائمة خلال تلك القمة، إذا لم تحدث أي أمور طارئة»، بحسب تعبير المصدر.

ميدانياً، واصلت وحدات الاقتحام في الجيش السوري تقدّمها على محاور ريف حماة الشمالي وسيطرت على وادي حسمين ومزارع قريتي الزكاة وأبو رعيدة، مقترباً من مدينة كفر زيتا وقرية الزكاة.

ونقل موقع «مراسلون» عن مصدر ميداني أن وحدات الجيش تمكنت صباح الخميس، من التقدم والسيطرة على قرى حصرايا و»أبو رعيدي» شرقية و غربية و»تل السيرياتيل» و»مزارع العراوي» بمحور تل ملح الزكاة، بعد معارك عنيفة مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.

وتخوض وحدات الاقتحام في الجيش السوري منذ صباح الأمس اشتباكات عنيفة على محوري الزكاة والأربعين في ريف حماة الشمالي، بعد تمهيد ناري طال مواقع المسلحين وطرق إمدادهم على مختلف المحاور.

وقالت وكالة «سانا» إن وحدات الجيش السوري واصلت عملياتها بكثافة ضد تجمعات «جبهة النصرة» و»كتائب العزة» وغيرها على محوري الزكاة والأربعين في ريف حماة الشمال الغربي.

يأتي ذلك بعد تمكّن الجيش السوري من استعادة السيطرة على قريتي تل ملح والجبين وتأمينهما وتثبيت نقاط عسكرية فيهما ومحيطهما، حيث خاضت خلال الساعات الماضية اشتباكات قوية مع الإرهابيين قضت خلالها على مجموعة من 17 إرهابياً ودمّرت لهم أسلحة وعتاداً حربياً.

وفي سياق متصل، تمكنت السلطات السورية من تحرير 15 مختطفاً كان الجماعات المسلحة الإرهابية تحتجزهم في سجونها في إدلب منذ سنوات.

وقالت مصادر في حلب إن مساعي الهلال الأحمر العربي السوري أسفرت مساء الأربعاء عن تحرير جنديين سوريين إثنين و13 مدنياً اختطفتهم التنظيمات الإرهابية المسلحة منذ سنوات من مناطق سورية مختلفة، مشيرة إلى أن تحرير المخطوفين جاء ضمن عملية تبادل أشرف عليها الهلال الأحمر السوري وتمت على معبر قرية دير قاق التابعة لمنطقة الباب في ريف حلب الشرقي.

على صعيد آخر، أكد البنتاغون أنه يقوم بتدريب مسلحي مجموعة «مغاوير الثورة» في منطقة التنف بسورية، مشيراً إلى فعاليتها في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، بحسب تعبيره.

وقال المكتب الإعلامي للتحالف الدولي إن «شركاء التحالف في منطقة التنف هم «مغاوير الثورة» الذين أظهروا فعاليتهم في ردع «داعش» ودعم الأمن في المنطقة» .

وكان رئيس إدارة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي قد كشف في 29 يوليو أن المدربين الأميركيين يقومون بإعداد تشكيل مسلح في منطقة الـ55 كيلومتراً في التنف السورية، وأنه «يجري إرسال المخربين إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية لزعزعة استقرارها ومنع تقوية مواقع الحكومة السورية هناك».

وأضاف: «مهامهم هي القيام بعمليات تخريب وتدمير البنية التحتية للنفط والغاز وارتكاب أعمال إرهابية ضد القوات الحكومية. ولوحظ تمركز مثل هذه الجماعات في السويداء وتدمر والبوكمال».

ونشرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية تقريراً في 17 يوليو الماضي كشفت فيه عن «أن الأميركيين يدربون «جيش المغاوير» التابع «للجيش السوري الحر» على القتال في البيئة الصحراوية والجبلية وعمليات الإنزال والاقتحام، والقتال في ظروف مناخية صعبة، وعمليات المداهمة».

وأفادت الوكالة بأن «ضباطاً من الجيش ومسؤولين من جهاز الاستخبارات الأميركية يشرفون على التدريبات، وقد فتحت القوات الأميركية باب الانضمام إلى «جيش المغاوير» بهدف زيادة عدد المقاتلين للتمكن من السيطرة على الحدود السورية العراقية في مدينة البوكمال وباديتها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى