ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…

ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…

تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم سبت، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.

وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.

كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.

إعداد: لبيب ناصيف

الأمينة هيام محسن

لا نقول وداعاً لمن هي باقية

عندما يحكي تاريخنا عن المرأة السورية القومية الاجتماعية، تفانياً وحضوراً وتميّزاً، يحكى اولاً عن عقيلة سعادة الفوّاحة بعطر النهضة، الامينة الاولى، ويحكى كثيراً ايضاً عن الرفيقات الاستشهاديات، وعن امينات ورفيقات كان لهن حضورهن الجميل في تاريخ الحزب.

كنت عرفت الامينتين الراحلتين ادما ناصيف حمادة وسهام بشير جمال، الرفيقة المميزة رؤوفة الاشقر، والعديدات من امينات ورفيقات كنت كتبت عن البعض منهن وارجو ان يمدني الله بالعافية فاكتب عن الكثيرات.

الامينة هيام نصرالله محسن لم تكن مميّزة، فقط، بالتزامها ووعيها المتقدمين، وبسويتها العقائدية والادبية، انما، وهذا الاهم، بمقدار تجسيدها لفضائل النهضة، واخذها الحزب قضية عظيمة تستحق ان نتفانى في سبيلها، مما جعلها تصل في توليها للمسؤولية الى ترؤوس اعلى سلطة في الحزب: المجلس الاعلى.

عن الامينة هيام نشرت العديد من المقالات والمقابلات، وفي حلقات «سيرتي ومسيرتي»، وكثيراً ايضاً عن الامين عبدالله محسن، وعن تميّزه في كل مسيرته الحزبية النضالية، وكم تمنيّت ان اجلس تكراراً الى الامينة هيام فأدوّن لها المآثر الرائعة التي عرفتها عن سعاده، وقد كان لصيقاً بالعائلة، كثير التردد الى منزل صديق الحزب الراحل اسكندر نصرالله، المطل على الضاحية الجنوبية، وعلى البحر، المحاط بالاشجار والحدائق، فيخلد الى الراحةـ، يفكر في تلك القضية العظيمة التي آل على نفسه ان يرتبط بها قضية مقدسة لامة تستحق من ابنائها، الكثير من التفاني والتضحيات والوفاء الكبير.

سيحكى عن الامينة هيام الكثير، من ابنائها، من حفيدتها الواعدة الرفيقة ديما، من كل من عرفها من رفقاء ورفيقات على مدى الوطن وبلاد المهجر، ومن كل من يرغب ان يطلع او يبحث او يغوص في دور المرأة القومية الاجتماعية، فيكون

للأمينة هيام الموقع المتقدّم والحضور الرائع، والمثال الحي عن كيف كان سعاده يبني أعضاء الحزب، وكيف كان يطلب من رفيقاته كما من رفقائه ان يمضوا صُعداً في درب التفاني لحزب يجب ان ينمو وان ينتصر.

للأمينة هيام ألف تحية من رفيق عرفك منذ الستينات وبقي يحبك ويفخر بك، ويرفعك مثالاً رائعاً للمرأة القومية الاجتماعية الى جانب الرائعات من حزبنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى