طهران: الاتفاق الأميركي التركي على «منطقة آمنة» استفزازي

انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية أمس، بشدة الاتفاق الأميركي التركي على إعلان ما يسمى بـ»المنطقة الآمنة» شمال شرقي سورية، معتبرة أنه «استفزازي ومقلق».

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي عن قلق طهران لما جاء على لسان المسؤولين الأميركيين في الآونة الأخيرة من تصريحات عن «المنطقة الآمنة» في الشمال السوري، محذراً من أن هذه الخطوة لن تشكل تدخلاً في شؤون سورية فحسب، بل ستضر بأمن المنطقة.

وشدد الدبلوماسي الإيراني على أن ممارسات الأميركيين في شمال شرقي سورية تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة القانون ووحدة أراضي سورية، مشيراً إلى أن ذلك يخالف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأشار موسوي إلى ضرورة تسوية المشاكل الأمنية على الحدود السورية التركية عبر تفاهمات ثنائية بين أنقرة ودمشق، دون التدخل من دول أخرى.

وجاءت هذه التصريحات على خلفية إعلان مسؤولين في تركيا والولايات المتحدة عن توصلهم إلى اتفاق مبدئي على إعلان منطقة آمنة في المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية، وذلك بعد أن هددت أنقرة بشن عملية عسكرية جديدة ضد الوحدات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في المنطقة.

إلى ذلك، ألغى مجلس الأمن الدولي جلسته الدورية الشهرية حول التسوية السورية المقررة في 19 أغسطس، بسبب الحالة الصحية للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسن.

ونقلت وكالة «تاس» السبت عن مصدر في المنظمة الأممية قوله: «لن تكون هناك جلسة الاثنين».

وأعلت مكتب المبعوث الأممي في يوليو، أن بيدرسن تعرّض لإصابة في العين ويتلقى العلاج المطلوب، ما حد من نشاطه، وحال دون مشاركته في جلسة لمجلس الأمن وفعاليات أخرى.

وأكد المصدر أن السبب نفسه هو الذي أدى إلى إلغاء اجتماع مجلس الأمن في أغسطس أيضاً.

مع ذلك، سيعقد مجلس الأمن، حسب المصدر، جلسة على مستوى رفيع حول الوضع في الشرق الأوسط، بمشاركة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء 20 أغسطس.

ميدانياً، واصلت وحدات الاقتحام في الجيش السوري تقدمها في ريف إدلب الجنوبي، مقتربة من طريق حلب دمشق الدولي، حيث أصبحت على بعد 3 كيلومترات منه، على الجهة الشمالية الغربية من مدينة خان شيخون الاستراتيجية.

نقل موقع «الوطن أون لاين» عن الإعلام الحربي السوري أن وحدات من الجيش السوري واصلت تقدمها في ريف إدلب الجنوبي، وأحكمت سيطرتها على تل «كفر إيدون» الواقع غرب الطريق الدولي حلب دمشق بمسافة 3 كيلومترات، شمال غرب مدينة خان شيخون.

وجاء تقـــدم الجيش السوري بعد معارك عنيــفة ضد مسلحي «جبهة النصرة» المنشرين في المـــنطقة وقتـــل العديــد منهم.

وبحسب ما نقله موقع «كاتيخون»، تتقدم وحدات الجيش السوري بالرغم من اتجاه آلاف المسلحين من الشمال إلى جبهات إدلب بعد تناقص احتمالات العملية العسكرية التركية في شمال شرق ســورية ضد الوحدات الكردية على أثر الاتفاق الأميركي التركي.

وكان مصدر في ريف إدلب، قال مساء السبت إن قوات الجيش السوري تابعت تقدمها انطلاقاً من مواقعها في بلدة مدايا وسيطرت على مزارع خان شيخون الشمالية الغربية، بالإضافة إلى تل النار الاستراتيجي.

ونقل عن مصدر ميداني في جبهات القتال قوله: «إن وحدات الجيش اقتحمت مواقع المسلحين في مزارع خان شيخون الشمالية الغربية وتل النار الاستراتيجي تحت غطاء ناري كثيف وتمكنت من انتزاع السيطرة عليها بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة في المنطقة.

وأضاف المصدر، أن الطيران الحربي كان قد نفذ سلسلة من الغارات الجوية على مواقع المسلحـــين في خان شيــخون وركـــايا وكفرسجنة والشـــيخ مصطفى جنوب إدلب، وقطع خطوط إمداد المسلحين ودمر مقار عدة وآليات تابعة للمجموعات المسلحة.

وتكتسب مدينة خان شيخون أهمية استراتيجية كبــيرة، نظــراً لإشرافها على الطرق الحيوية، ما يجعل منها نقطة وصل بين أرياف إدلــب الشــرقي والغـــربي والشــمالي، كما تُعدّ السيــطرة عليـــها الخـــطوة الأولى في إعادة فتح الطريق الحيوية التي تصل بين العاصمة الاقتصادية حلب والسياسية دمــشق، ومـــن الناحية العسكرية فإن سيطرة الجيش السوري على خان شيخون ستمهّد الطريق أمام قواته لتحقيق مكاسب وإنجازات كبيرة على الأرض باتجاه التح وكفرسجنة ومعرة النعمان شمالاً، حيث تتمركز عقدة الطرق الدولية السورية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.

وتعني سيطرة الجيش السوري على خان شيخون إطباق الطوق كلياً على مساحة تقدر بمئات الكيلومترات المربعة من ريف حماة الشمالي، بما فيها مثلث الموت الذي يربط كلاً من بلدات الزكاة واللطامنة وكفرزيتا، وكذلك مورك التي تقع فيها نقطة المراقبة التركية التي لطالما احتمت التنظيمات الإرهابية بمحيطها أثناء قصفها لمواقع الجيش السوري وللبلدات الآمنة الواقعة تحت سيطرته.

إلى ذلك، شهدت أرياف مدينة اللاذقية خلال اليومين الفائتين سقوط رشقات متفرقة من صواريخ الغراد التي أطلقها المسلحون من تلال تقع على الجبهة الشرقية القريبة من ريف إدلب والمحيطة لبلدة كباني آخر معاقل التنظيمات المسلحة شرقاً.

وتحاول فصائل «النصرة» من خلال استهدافاتها المستمرة سواء عبر الصواريخ متوسطة المدى أو عبر المسيرات الخشبية المحملة بالقنابل المتفجرة إحداث خرق في الأجواء المحيطة بقاعدة حميميم الروسية والتي تقع في ريف مدينة جبلة، إلا أن نشر حامية القاعدة وسائط دفاع جوي متطوّرة واعتمادها على كافة الوسائل بما فيها الكاشفات الضوئية يسهم في إسقاطها وتفجيرها جواً.

وقال مصدرعسكري برتبة عقيد إن الجيش السوري صعّد من حدة الضربات الصاروخية والمدفعية، بالتوازي مع توافد المقاتلين التركستانيين الصينيين المتخوّفين من سقوط بلدة كباني، إضافة لتزايد الخروق عبر اطلاق الصواريخ من عربات متحركة تحمل راجمات غراد، سرعان ما تغيرمكانها خوفاً من تدميرها.

وأضاف المصدر: أن الطيران الحربي السوري الروسي لا يغادر الأجـــواء في ريف اللاذقـــية، وهـــناك استنفار ناري لكافة الوسائط المنتشرة فـــي تلك المنطقة على اختلاف أنواعـــها وقدراتـــها، وهي تعيق أي تحـــرك مكشـــوف للمســلحين نظراً لاتساع نطاقـــها المدمـــر والمشــرف على قطاعات في ريف إدلب أهمها الاتوستراد الرئيسي وطريق بداما والناجية المؤديان لجسر الشغور.

وتشهد التلال الجبلية الخمس المتدرجة الارتفاع والمؤدية لبلدة كباني، عمليات برية متتالية بغية إسقاطها لتسهيل السيطرة على البلدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى