الرئيس في بيت الدين رسالة وفرصة

النائب البروفسور فريد البستاني

انتقال رئيس الجمهورية إلى المقر الصيفي في بيت الدين هذا العام متميّز عن سواه من الأعوام، وعنه مع سائر الرؤساء. فالرئيس العماد ميشال عون يرمز إلى عناوين تنطلق من شعبيته وزعامته وثوابته وخياراته وارتباطه العميق بمشروع بناء الدولة بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ. والجبل كان خلال الأسابيع والأيام التي سبقت موعد الانتقال في ظروف غير طبيعية وصلت بالبعض حد التشاؤم والتساؤل عن مستقبل الدولة والعيش المشترك.

وجود رئيس الجمهورية في بيت الدين كمقرّ صيفي للرئاسة تأكيد على أن مسيرة الدولة لا تتعطل، ونفي لكل أسباب القلق الذي رافق الأسابيع الماضية، ووضع لحادثة قبرشمون على أهميتها وخطورتها في نصابها كحادث لم يخرج عن السيطرة، وتم طي صفحته، وتجري متابعة ذيوله وأبعاده، لكن دون أن يتأثر مشروع قيام الدولة، الذي يبقى هو الأصل. ورئيس الجمهورية يقول لأبناء الجبل بإقامته في مقره الصيفي هذا العام، أنتم أبنائي وتحت رعايتي بكل طوائفكم وبلداتكم وقراكم، أهتم بأمنكم واستقراركم وقلقكم وطمأنينتكم، وجاهز للاهتمام بهمومكم واهتماماتكم. ويقول لهم وللبنانيين إنه مهما واجهنا من مشاكل وأحداث وتعقيدات، لن نتوقف عن أداء مسؤولياتنا في بناء الدولة، وسنتابع كل مشكلة أو حادثة دون أن ندعها تصرفنا عن الأهم وهو بناء الدولة.

انتقال الرئيس إلى بيت الدين فرصة ايضاً لأبناء الجبل وقادته، فرصة سياسية وأمنية وتنموية. فخلال الأسابيع التي يمضيها الرئيس بيننا سيكون متاحاً لنا نحن الذين نمثل هذا الجبل قادة ونواباً وأحزاباً أن نتوجه لرئيس البلاد ليرعى اجتماعنا الذي يضع كل الهموم والاهتمامات على الطاولة سعياً لميثاق بيننا، نطل عبره على أهلنا مؤكدين تمسكنا بسلمهم وعيشهم الواحد، ونضع ضمنه الأجوبة على الأسئلة التي تشكل هواجس كل منا بمن وبما يمثل، بكل طوائفنا وأحزابنا، بلا تمييز أو استثناء.

انتقال رئيس الجمهورية إلى بيت الدين فرصة ايضاً لنطلب ونجعل الصوت جامعاً لكل ألوان الطيف السياسي والطائفي، في المطالبة، بخطة أمنية شاملة تزيل كل غبار يطال ثقة المواطن بالأمن في الجبل بعد الأحداث الأخيرة، وتعيد الشعور بالطمأنينة بوجود الجيش والأجهزة الأمنية، لنقول للجميع من ابناء الجبل والمناطق اللبنانية والسياح الآتين في موسم الصيف، تعالوا إلى جنة الله على الأرض التي زرعها الله في هذا الشوف، من ساحله الذهبي في الدامور إلى أعالي جباله الشامخه كأرزه في الباروك، وما بينهما من معالم تاريخية وثقافية وسياحية، عسى يساعد هذا أبناء الجبل وأصحاب المؤسسات تعويض ما فاتهم من الآمال التي وضعوها على هذا الموسم.

بمناسبة انتقال رئيس الجمهورية إلى المقر الرئاسي في بيت الدين نأمل أن تتيح الظروف تلاقي الكتل النيابية التي تمثل جبل لبنان الجنوبي على الأقل، أي أقضية الشوف وعالية وبعبدا، لنضع معاً ورقة عمل إنمائية موحدة وواقعية نضمنها المطالب الملحة التي نأمل إقرارها من اجتماعات الحكومة التي ستنعقد خلال إقامة الرئيس في بيت الدين، آملين أن يصل الصوت ويلاقي الصدى الذي ننتظر ويحتاجه أهلنا في الجل، كل أهلنا، وفي كل الجبل.

نائب عن قضاء الشوف في مجلس النواب اللبناني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى