القوة العسكرية الأميركية الى الاضمحلال والهضبة الإيرانية شامخة سلماً وحرباً…

محمد صادق الحسيني

قام ثلاثة من الباحثين الأستراليين، في مركز دراسات الولايات المتحدة الأميركية في جامعة سيدني، وهم :

-أشلي تاونسهند.

بريندلي.

توماس نون.

ماتيلدا ستيوارد.

قاموا بنشر بحث مطوّل وهام جداً، بتاريخ 19/8/2019، تحت عنوان:

تجاوز الأزمات: الاستراتيجية الأميركية/ الإنفاق العسكري/ الدفاع الجماعي في المحيطين الهندي والهادئ.

وأهمّ ما جاء في البحث هو ما يلي:

إن الولايات المتحدة الأميركية قد فقدت تفوقها العسكري، في المحيطين الهندي والهادئ، كما فقدت قدرتها على الحفاظ على ميزان قوى لصالحها في تلك المنطقة.

إن الولايات المتحدة الأميركية لن تكون قادرة، في العقد المقبل، على مواجهة او الاضطلاع بـ… احتياجات استراتيجية الدفاع القومي الأميركية وذلك لتضافر او تقاطع اسباب سياسية ومالية وداخلية أميركية.

إن الولايات المتحدة تمتلك قوة قيد الاضمحلال وغير جاهزة من جهوزية ولا مجهزةً ولا منتشرة او موزعة لمواجهة منافسة بمعنى صدام في المحيطين الهندي والهادئ. وهو التحدي الذي تعمل الولايات المتحدة بشكل جدي على تجاوزه.

وقد كان السبب او الاسباب الرئيسية لكل ذلك هو تأثيرات الحروب المستمرة في الشرق الاوسط التي خاضتها القوات الأميركية والتقليص في الموازنة الدفاع وضعف الاستثمار في التجهيزات العسكرية المتطورة… مما ادى الى جعل القوات المسلحة الأميركية سيئة او ضعيفة الاستعداد في المحيطين الهندي والهادئ.

قراءتنا لهذه النقطة تقول :

إن الجهد الأميركي العسكري سينصبّ على اعادة انتشار القوات الأميركية في مسرح عمليات يمتدّ من شرق المتوسط وحتى اليابان. أي أن واشنطن ستنفذ انسحاباً واسعاً او حتى كاملاً لقواتها من منطقة الشرق الاوسط وتنقلها الى جنوب غرب وجنوب شرق آسيا في محاولة منها لحشد ما يكفي من القوة العسكرية للدخول في مواجهة عسكرية مع الصين ان لزم الامر.

وفِي تقديرنا فإن هذا هو السبب الرئيسي وراء محاولات الادارة الأميركية، وليس الرئيس ترامب وحده، في التوصل الى حلول ما مع كوريا الشمالية. أي ضمان حيادها في حال حصول نزاع مسلح مع الصين. وهو ما يعني ضمان عدم اجتياح قوات كوريا الشمالية، وهي الدولة النووية، لأراضي كوريا الجنوبيهة، التي لن تكون الولايات المتحدة قادرة على تقديم الدعم العسكري المطلوب لحمايتها كما حصل في خمسينيات القرن الماضي. انتهت قراءتنا

لقد أصبحت استراتيجية الدفاع الجماعي، في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ضرورة ملحة وبشكل متسارع، من اجل مواجهة العجز العسكري الأميركي في تلك المنطقة .

ثم يقترح الباحثون الأستراليون الثلاثة مجموعة من الإجراءات، يَرَوْن ان على الحكومة الأسترالية تبنيها، وذلك لمواجهة الوضع القائم مواجهة العجز العسكري الأميركي .

وكانت أهمّ الإجراءات المقترحة هي :

إقامة تحالف عسكري بين الولايات المتحدة واليابان وأستراليا/ ضرورة إعادة النظر في آليات التحالف الأميركي الأسترالي مع اهمية التركيز على الاهداف الردعية في الاقليم منطقة المحيط الهندي والهادئ. أي ردع الصين طبعاً / نقل القدرات العسكرية الأسترالية القوات الأسترالية من الشرق الاوسط الى منطقة المحيطين الهندي والهادئ/ زيادة التدريبات العسكرية المشتركة بين القوات الأميركية وحلفائها وتجديد خطط عمليات القوات المنتشرة في المحيطين الهندي والهاد ئ.

كما اقترحوا مجموعة إجراءات تفصيلية اخرى.

قراءتنا لمقترح الباحثين الثلاثة، حول إقامة تحالف عسكري جديد تحت عنوان توسيع التدريبات العسكرية الموجودة او المتفق عليها حالياً بين الحلفاء والشركاء وإقامة أخرى غيرها، إنما يعني ان اولوية الادارة الأميركية تتمثل في اقامة هذا الحلف العسكري المعادي للصين، في جنوب غرب وجنوب شرق آسيا، وليس في اقامة تحالف بحري دولي لحماية الملاحة في مضيق هرمز، كما يروّجون.

ما يعني أن فكرة حماية مضيق هرمز ليست جدية وإنما هدفها الاستمرار في ابتزاز دول النفط العربية ليس أكثر.

قلنا ذلك في مطالعات سابقة ونرجع نكرّر اليوم بأن واشنطن بصدد الرحيل من غرب آسيا وتبعاً لذلك من منطقة خليج فارس..

وإن كل ما تفعله الآن في منطقتنا إنما هو جزء من التحشيد الاستراتيجي ضد الصين وروسيا، كما ان جزءاً كبيراً من معركتها مع إيران انما هو محاولة السيطرة على الهضبة الإيرانية سلماً بالتفاوض أو حرباً من أجل الوثوب باتجاه أسوار موسكو وبكين، وهو ما تعيه القيادة الإيرانية جيداً…

من هنا فإن مشاغلة إيران للأميركي يهدف فيما يهدف جعله يراوح مكانة أطول فترة ممكنة لإنهاكه قبل نشوب معركته الكبرى مع الصين والتي سيُهزم فيها لا محالة..!

أميركا التي عرفناها تتقهقر وتتراجع وتعجز عن الانتصار في كلّ حروبها!

ضعف الطالب والمطلوب.

بعدنا طيّبين، قولوا الله…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى