دمشق: أنقرة تتحمّل المسؤولية الكاملة لما سيجري في إدلب.. وموسكو ترحّب بتحرير خان شيخون من الإرهابيين

حمّلت الخارجية السورية أنقرة مسؤولية ما سيجري في إدلب، متهمة إياها بعدم الالتزام بأي من اتفاقات سوتشي بشأن إدلب.

وقال مساعد وزير الخارجية السوري، ايمن سوسان، في تصريح، إن المعبر الذي افتتحته سورية في صوران جاء انطلاقاً من حرص الدولة السورية على حياة مواطنيها وللتخفيف من معاناتهم جراء تواجد الإرهابيين في تلك المنطقة.

وأضاف أن «من يقوم بإعاقة الخروج الآمن بأي شكل من الأشكال، سواء من المجموعات الإرهابية أو من يقف وراءهم، وتحديداً النظام التركي، فإنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء المدنيين».

وأوضح سوسان أن «أي وجود أجنبي على الأرض السورية دون موافقة الدولة السورية هو وجود غير مشروع، ويجب أن لا يكون لدى أي كان من الإرهابيين وداعميهم أي شك حول إصرار سورية وجيشها على الاستمرار فيما بدأناه قبل خان شيخون بكثير»، مؤكداً أن «الجيش السوري ماضٍ بتحرير كل شبر من الأراضي السورية من الإرهاب».

وكان مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أدان قبل أيام اجتياز آليات تركية محملة بالذخائر الحدود ودخولها باتجاه بلدة خان شيخون بريف إدلب لنجدة إرهابيي «جبهة النصرة» المهزومين الأمر الذي يؤكد الدعم التركي غير المحدود للمجموعات الإرهابية.

من جهته، أعرب الكرملين، أمس، عن ترحيبه ببسط قوات الجيش السوري السيطرة على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب السورية.

وفي تصريح صحافي، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: «لقد كان الحديث يدور منذ البداية عن أن مكافحة المجموعات الإرهابية ستستمر في جميع المناطق السورية بدون استثناء، لا سيما مكافحة الإرهابيين الذين يواصلون هجماتهم ضد القوات المسلحة السورية»، إلى جانب استهدافهم قاعدة حميميم الروسية أيضاً. وتابع: «لهذا السبب، لا يسعنا طبعاً سوى الترحيب بأي انتصارات صغيرة من هذا النوع أو انتصارات أكثر أهمية على هذه المجموعات».

وفي السياق، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن وجود التنظيمات الإرهابية واعتداءاتها المتواصلة في منطقة خفض التصعيد في إدلب وما يحيط بها هما السبب في استمرار التوتر الخطير في المحافظة وحولها.

وقالت زاخاروفا في حديث للصحافيين أمس إن التفاهمات التي تم التوصل إليها بشأن إدلب تهدف وتنص بشكل واضح على «مواصلة محاربة الإرهاب إلى جانب الالتزام بضمان أمن المدنيين»، معتبرة أنه من الضروري الالتزام بهذه الاتفاقيات والتفاهمات وخصوصاً من جانب النظام التركي الذي يواصل دعم الإرهابيين في سورية ولا سيما في إدلب.

ميدانياً، أفادت مصادر سورية وتركية، أمس، باستهداف طائرات تابعة للجيش السوري محيط نقطة مراقبة للقوات التركية في منطقة إدلب شمال غرب سورية دون وقوع إصابات.

وقال مسؤولان تركيان، دون الكشف عن اسميهما: «القوات السورية أطلقت النار على موقع مراقبة تركي شمال غربي سورية».

من جانبه، ذكر ما يُسمّى بـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرات حربية للقوات الحكومية السورية نفذت غارات على محيط نقطة المراقبة التركية في منطقة الصرمان بريف معرة النعمان الشرقي.

وكان الجيش السوري أنهى عملياته العسكرية في إكمال الطوق حول ريف حماة الشمالي بعد سيطرته على تل ترعي والمزارع المحيطة به لتصبح القوات العاملة على هذا المحور على مسافة 1 كم عن القوات المتمركزة شرق خان شيخون جنوب إدلب، في حين مازالت نقطة المراقبة التركية في مكانها في مدينة مورك بعد فشل أول جولة مفاوضات بين موسكو وأنقرة لتحديد مصيرها قبل بدء القوات التقدم نحو القرى التي تمّ إطباق الحصار عليها شمال حماة.

وقالت مصادر ميدانية إن مجموعات المشاة إلى جانب فرق الهندسة في الجيش السوري تستعدّ لدخول مدينة خان شيخون التي هرب منها المسلحون قبل يومين نحو نقطة المراقبة التركية في مورك بعد خسائر كبيرة سقطت في صفوفهم.

وأشارت المصادر إلى أن طائرات الاستطلاع لم تتوقف في سماء خان شيخون للتأكد من خلو المدينة من أي انتشار مسلح قبل دخول فرق الهندسة والمشاة لتمشيطها وتفكيك الألغام التي زرعها المسلحون قبل فرارهم.

كما أكدت المصادر أن إعلان مدينة خان شيخون آمنة بشكل كامل يحدده الجيش السوري في بيان رسمي عندما يحين الوقت المناسب لذلك، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية لن تتوقف إلى أن يتم إعلان ريف حماة الشمالي خالٍ من المسلحين.

هذا ونجح الجيش السوري بإكمال الطوق حول ريف حماة الشمالي بعد سيطرت وحداته على تل ترعي والمزارع المحيطة بها شرق خان شيخون وحصار المسلحين في اللطامنة وكفرزيتا ومورك ولحايا ولطمين والصياد وغيرها.

وقالت المصادر إن القوات العاملة على محور تل ترعي تبعد نحو 1 كم عن القوات المتمركزة شرق خان شيخون، حيث بقيت هذه المسافة لانسحاب قوات الجيش التركي المتمركزة في نقطة المراقبة التاسعة في مورك شمال حماة، بينما الرصاص موجّه نحو أي تحرك للمسلحين للهروب عبره.

كما بيّنت المصادر أن اجتماعاً عُقد اليوم بين الجانبين الروسي والتركي للنقاش حول مصير نقطة المراقبة التركية في مورك، ومن المرجّح عقد جولة مفاوضات جديدة مساء الأربعاء لإنهاء ملف نقطة المراقبة التاسعة وانسحابها من موقعها قبل أن يبدأ الجيش السوري عملية الدخول إلى خان شيخون والمناطق المحاصرة شمال حماة.

وكان يسيطر على مدينة خان شيخون والقرى التي يحاصرها الجيش السوري شمال حماة فصيل «جيش العزة» الذي يقوده الرائد الفار جميل الصالح والذي تلقى دعماً لوجستياً في بداية تأسيسه من وكالة الاستخبارات الأميركية سي آي إيه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إلى أن جاء الرئيس الحالي دونالد ترامب وتخلى عن دعم الفصيل.

وينشط جيش العزة شمال غرب سورية وخاصة في ريف حماة وجنوب ادلب، وتلقى دعماً عسكرياً من الولايات المتحدة وأهمها تزويده بصواريخ مضادة للدبابات 9 كا 111 فاغوت – بي جي إم 71 تاو .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى