كلكم عندي كنادر

في خضم متابعتي لحالة التطنيش التي يقابل بها المسؤولون احتجاجات المواطنين لأداء بعضهم لا سيما تصريحات البعض اللامسؤولة والساخرة من حال المواطن.. استحضرتني واقعة خططنا لها في المرحلة الثانوية… فنالنا ما نالنا من التقريع المهذب الخلوق…

كان لدينا آنذاك مدرس للغة العربية لديه ولد اسمه نادر .

ونادرنا هذا كان قد أتى بعد سبع سنين عجاف من الزواج. وقد أسماه كذلك من شدة فرحه بالطفل ولندرة نسل العائلة.

ارتأينا ذات صباح – نحن طلبة الثانوي – أن نتقدم بمعروض مكتوب وموقع بخط اليد نشتكي به مدرس اللغة العربية هذا لأنه حسب رأينا… ما بفهِّم ، ولأننا لم نملك بعد ألف باء المقرّر والامتحانات على الأبواب!

فعلاً… أحدثنا فوضى وجلبة كبيرتين وقامت الدنيا ولم تقعد وكتبنا المعروض وقدمناه للإدارة وحضر أولياء الأمور وطالبوا بنقله أو فصله.. الخ.

في الاسبوع الذي يليه جلسنا ننتظر مدرس اللغة العربية ونتراهن في ما بيننا هل سيكون مدرساً شاباً وسيماً أم مدرّسة جميلة تشبه مدرسة الفنون الفاتنة….

لم يطل النقاش.. لحظات… وإذ بأستاذنا إياه يدخل من الباب بقامته الفارعة وهدوئه الرصين وابتسامته العذبة وكأن شيئاً لم يكن!

لحظات من الصمت المدقع مرت قبل أن يبادرنا كعادته وبالفصحى: صباح الخير يا طلاب.

صباح الخير استاذ… صباح النور… صباحو…. صباحك استاذ… أهلين استاذ..

بلغني أنكم قدمتم ما يشبه الشكوى ضدي..؟

تعالت الأصوات في الصف مستهجنة مستنكرة: نحناااااااا؟!!.. كلا استاذ مو نحنا.. مو نحنا.. هي شلة علاء…. شلة سامر…. شلة عزيز… الشعبة التانية… مو نحنا أستاذ.. كلا استاذ… منحبك نحنا أستاذ.

قاطعنا مستنكراً وبالفصحى أيضاً لا لا… لا تفهموني بشكل خاطئ لست ضدكم..

لكم كامل الحق في التعبير عن آرائكم وتقديم احتجاجاتكم بالشكل الذي تروه مناسباً… يعلم الله أنكم عندي كناااااادر!!

د. رآفات العلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى