رئيس الجمهورية واصل استقبال الوفود المرحّبة: للمحافظة على المصالحة وتعميم ثقافة حق الاختلاف في الرأي

جدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التأكيد على «ضرورة المحافظة على المصالحة في الجبل التي لا يجوز أن تتأثر سلباً بأي اختلاف في وجهات النظر السياسية»، لافتاً الى «ضرورة تعميم ثقافة حق الاختلاف في الرأي الذي هو في صلب النظام الديموقراطي».

وكان عون واصل استقبال الوفود الشعبية ورؤساء وأعضاء الهيئات البلدية والاختيارية الذين زاروه للترحيب به في قصر بيت الدين والتداول معه في حاجات المنطقة.

وفي هذا السياق، استقبل عون بحضور النائب سيزار أبي خليل، وفداً من بلدة عين دارة برئاسة رئيس البلدية العميد المتقاعد مارون بدر، الذي لفت الى ان «عين دارة صنفت الثانية في التلوّث على صعيد لبنان نتيجة للمقالع والكسارات التي نهشت جبل عين دارة طيلة عقود من الزمن دون حسيب ولا رقيب، وتقوم بمخالفات بيئية كثيرة أدت الى تلوث الهواء والمياه، وتراجع المواسم الزراعية الى اكثر من 90 بالاضافة الى كثرة الوفيات بالأمراض السرطانية».

وأكد عون متابعته اليومية «للوضع في عين دارة والتداعيات التي نتجت مؤخراً وتتم معالجتها أمنياً وقضائياً»، مشيراً الى ان «المخطط التوجيهي للمقالع والكسارات سيكون موضع درس في مجلس الوزراء قريباً»، وقال: «بالنسبة اليّ البيئة مقدسة، لانه من دون بيئة صالحة فإن كل انسان مهدّد وكل شيء يضرّ بالصحة تجب معالجته والحؤول دون تمدده».

واستقبل وفداً من «لقاء أبناء الجبل» برئاسة الرئيس السابق للأركان في الجيش اللواء المتقاعد شوقي المصري الذي خاطب عون بالقول: «بمجرد أن وطأت قدماكم أرض قصر بيت الدين شعر الناس بالراحة والطمأنينة وتغيّرت نبرة الأفرقاء وباتت هناك مودة واستعداد للحل. نتمنى اطالة اقامتكم قدر المستطاع هنا لما يعكس وجودكم من راحة لدى الجميع».

ولفت عون الى أنني «قررت قبله ان انتقل الى بيت الدين منتصف شهر آب، لكن اليوم كل من يزورني من أبناء المنطقة ينقل الي الشعور بالراحة الذي أحدثه انتقالي الى بيت الدين، وآمل ان نكرره العام المقبل وربما لفترة أطول».

وأكد أن «جهدنا منصبّ اليوم لتحسين الوضع في الجبل. هناك بعض الآثار التي ما زالت موجودة في النفوس من خوف او إهمال من اصحاب العلاقة الذين بالرغم من ترميم منازلهم لم يستقروا هنا».

كما أكد سعيه الدائم «لإراحة الناس سواء عبر العلاقات السياسية التي اقوم بها او عبر اللقاءات الاجتماعية»، داعياً أعضاء اللقاء الى «العمل على نشر الثقافة بين المواطنين حول معنى النظام الديموقراطي في لبنان والذي يضمن حق الاختلاف وليس الخلاف للجميع. وليس كل خلاف سياسي يجب ان يجرّنا إلى مشكلة».

كما استقبل عون وفداً من حزب «الكتائب اللبنانية» برئاسة رئيس إقليم الشوف الكتائبي عبدو كرم الذي نقل اليه تحيات رئيس الحزب النائب سامي الجميل، مرحباً بالرئيس عون في بيت الدين، وقال: «وجودكم فخامة الرئيس سنوياً في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في بيت الدين، مرحَّب به من جميع الأفرقاء والطوائف والمذاهب، لأنكم تعطون الأمل والطمأنينة لجميع أبناء الشوف لكونكم رمزاً لهذا الوطن وللدولة ووحدتها».

وردّ الرئيس عون بالقول إن «أهم ما في انتقالي الى المقر الصيفي للرئاسة هو نشر الطمأنينة بين الجميع، لأن هناك دائماً مَن يتردّد في العودة. وحتى بالنسبة إلى مَن هم مجبرون على البقاء في بيروت من أجل العمل، بإمكانهم على الأقل تمضية نهاية الأسبوع هنا. أدرك أن هناك حاجات مختلفة للمنطقة، ومنها مثلاً مستشفى دير القمر، وهذا ما سنكرّس جهدنا لتأمين التمويل اللازم له، إضافة الى مشروع إعادة تأهيل الطرقات التي تصل البلدات بعضها ببعض، والذي تمّ تأمين قسم كبير من كلفته وسيتم البدء به قريباً».

وكان عون استقبل الأعضاء الجدد للمجلس الدستوري ودعاهم الى ان يكونوا «أوفياء للقسم الذي ردّدتموه، لا سيما لجهة قيامكم بعملكم بأمانة وتجرّد وإخلاص»، مشدداً على «ضرورة التقيد بأحكام الدستور والمحافظة على سرية المداولات».

وكان أعضاء المجلس الدستوري أقسموا اليمين أمام عون في قصر بيت الدين وفق الترتيب الآتي:

– الأعضاء المنتخبون في المجلس النيابي القضاة: طنوس مشلب، عوني رمضان، اكرم بعاصيري، انطوان بريدي ورياض ابو غيدا.

– الأعضاء الذين تم تعيينهم في مجلس الوزراء: القاضي عمر حمزة، الدكتور فوزات فرحات، الاستاذ عبدالله الشامي، الاستاذ يوسف بوعيد والاستاذ الياس مشرقاني.

وأجرى رئيس الجمهورية اتصالاً هاتفياً بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وهنأه على تعافيه من الوعكة الصحية التي ألمت به. وقد أبدى عون خلال الاتصال حرصه على «متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين»، وأثنى على المواقف والقرارات التي اتخذها ويتخذها الشيخ الصباح «لما فيه مصلحة الكويت والدول العربية كافة».

وقد أعرب أمير الكويت من جهته، عن بالغ شكره وتقديره لخطوة عون ومشاعره، مقدّراً هذه «المبادرة الأخوية التي تعكس عمق العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين»، ومتمنياً لرئيس الجمهورية وللبنان وشعبه «دوام الصحة والازدهار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى