عناية عز الدين ترعى اختتام ورش عمل تدريبيّة عن المسار نحو الابتكار: الطاقات البشرية هي المدماك الأساسي والجوهري للبنى التحتية الرقمية التي تحتاج إلى تدريب ورعاية

رعت النائب الدكتورة عناية عز الدين أمس، الحفل الختامي لورش العمل التدريبية تحت عنوان «بداية المسار نحو الابتكار» بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للمعلوماتيين المحترفين والهيئة الوطنية للعلوم والبحوث.

في كلمة لها طالبت عز الدين وزارة التربية ببذل المزيد من الجهود بما يتناسب والدور الكبير والهام للقطاع التربوي والوزارة، متمنية أن نصل قريباً إلى العمل وفق رؤية واستراتيجية تربوية تأخذ بعين الاعتبار التطورات في مجالات التربية والتعليم، لافتة إلى أن التحولات الكبرى في الدول والمجتمعات، تبدأ من المدارس ومن القطاع التربوي، خصوصاً اذا أضفنا عنصر التكنولوجيا وأحسنّا الاستثمار فيه والتكيّف معه، ما يضعنا أمام فرص هائلة على أبواب الثورة الصناعية الكبرى بآلاتها القادرة على التعلّم وبالذكاء الاصطناعي والجينات المعدلة والسيارات الذاتية القيادة.

وأشادت عز الدين بروح الخدمة العامة والإحساس بالمسؤولية التي سادت هذا النشاط في مختلف مراحله، وهي الروح التي لمستها عند الشابات والشباب المتطوّعين والمتطوعات الذين شاركوا بولادة الفكرة ولم يتردّدوا في تقديم جهدهم ووقتهم وخبرتهم، أي «الرأسمال الاجتماعي» الذي تتميّز به المجتمعات الحيّة والديناميكية والمتطورة القادرة على تحسين شروط التنمية الشاملة والمستدامة. كما نوّهت بالإمكانيات الكبيرة لدى الطلاب التي أظهرتها ورش العمل في فترة قصيرة، ما يشكّل دليلاً واضحاً على توفّر البنية التحتية البشرية القادرة على حمل مشاريع التكنولوجيا، معتبرة أن هذه الطاقات البشرية هي المدماك الأساسي والجوهري للبنى التحتية الرقمية، التي تحتاج الى تدريب ورعاية واهتمام من قبل المعنيين ضمن استراتيجية وطنية لدمج التكنولوجيا في المناهج التربوية وفي طرائق التعليم.

من جهة أخرى، طالبت كافة الأطراف المجتمعية الفاعلة في القطاع التربوي بالتعاون وتقديم الدعم للنهوض بالقطاع التربوي ومواجهة كافة تحدّياته، وهو ما ينسجم مع أهداف هذا النشاط الذي سيستكمل بسلسلة خطوات:

– أولاً، إنجاز تقرير متكامل عن وضع المعلوماتية والتدريب على التكنولوجيا في المدارس الرسمية في منطقة صور، وتسليمه لوزير التربية، آسفة لكون الأموال التي رصدت لهذا الملف في وزارة التربية لم يتم توزيعها بإنصاف ولم تتم إدارتها بشكل متكامل»، لافتة إلى أن هناك 24 مدرسة لبنانية تمّ تجهيزها بشكل كامل لم يكن للجنوب أيّ حصة.

ـ ثانياً، مواصلة هذا النشاط والتشبيك مع جهات مانحة لتأمين عدد من الأردوينو ولتعميم النشاط على مدار السنة وليس فقط في العطلة الصيفية.

ـ ثالثاً، العمل على خلق قدرات تدريبية داخل المدارس وبالتنسيق مع وزارة التربية.

ـ رابعاً، وضع آلية لمتابعة تطوير قدرات الطلاب الذين يرغبون والمميّزون من بينهم لمتابعتهم بالتنسيق مع «ACT» و «IET».

واعتبرت عز الدين أن هذه الورش لا تُعفي الجهات التربوية الرسمية من مسؤوليتها، مؤكدة على «متابعة هذه المسألة بشكل دقيق من موقعها النيابي لتجنّب أي تقصير بحقّ مدارس الجنوب، متمنية الوصول سريعاً إلى مرحلة يتم فيها تزويد كل مدارس لبنان الرسمية بالتجهيزات الضرورية في مجال التكنولوجيا، وتدريب الأساتذة ما يساهم برفع مستوى التعليم الرسمي في لبنان، مؤكدة ثقتها بوزير التربية بالتجاوب عند تقديم المعطيات كافة.

وشدّدت على مجموعة نقاط لا بدّ من الالتفات إليها من قبل المعنيّين، وتتمثّل بالعمل على بناء روّاد لبنانيين في المجال الرقمي والاستثمار في القدرات الداخلية لإنتاج التكنولوجيا ما ينسجم مع خصوصياتنا الثقافية والتربوية، معتبرة أن هذه الضوابط في القطاع التربوي كما في كل القطاعات الأخرى، من شأنها أن تشكّل بداية لمسار بناء بنية تحتية رقمية، الأمر الذي يتطلّب استثماراً ذكيّاً مبنياً على معطيات ومعلومات وأرقام، وعن تخطيط طويل الأمد، يهدف لتحقيق مخرجات تأتي في مقدمتها المهارات الرقمية واقتصاد المعرفة وخلق فرص العمل وإدارة الأزمات المتزايدة للنفايات الصلبة ولزحمة السير الخانقة.

وختمت عز الدين شاكرة مؤسسة «ACT» ورئيس مجلس إدارتها ربيع بعلبكي وكلّ من تعاون في هذه المبادرة، إضافةً إلى الشابات والشباب الذين تطوعوا في تدريب ومتابعة الطلاب، معتبرة أن نتائج التميّز في الورشة متوقعة من قبل أبناء الجنوب الذين تميزوا على مدى السنوات الماضية وحقّقوا الإنجازات، وصنعوا المعجزات والانتصارات على العدو «الإسرائيلي» والإرهاب. وهم أيضاً أبناء الجنوب الذين استطاعوا مقاومة الحرمان وتحويل المنطقة لتزخر بالشباب المتعلم صاحب الاختصاصات المتنوّعة العلمية والتقنية والفكرية والأدبية، مفتخرة بكونها ابنة الجيل الذي شهد هذا التحول.

وتخلّل الحفل كلمة لبعلبكي، أثنى فيها على دور ودعم عز الدين لأنشطة الابتكار والإبداع، كما ألقى رئيس الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث رضوان شعيب، كلمة أثنى فيها على مبادرة عز الدين، خصوصاً لكونها طالت فئة الشباب المتطوّع الذين شاركوا في مباراة العلوم.

في الختام تمّ إعلان نتائج المباراة وتوزيع الشهادات على الطلاب المشاركين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى