قادة الاحتلال و«فوبيا الانتظار القاتل… وصفيّ الدين: ستتلقون الضربة على إجر ونصّ تحضيرات داخلية للحوار الاقتصادي في بعبدا… وترقّب لكلمة بري في يوم الإمام الصدر

كتب المحرّر السياسيّ

تنفرد البناء بنشر معلومات مفصلة حول مضمون المبادرة الفرنسية للوساطة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي الإيراني، وكيفية حماية الاتفاق النووي، وترد المعلومات في مقال الزميل حكم أمهز من طهران، وتتوزّع على عناوين الهواجس الأميركية تجاه مدة الاتفاق والبرنامج الصاروخي، وكيفية التصرف بالأموال العائدة من بيع النفط، مقابل تعهدات باعتمادات مصرفية لحساب إيران بقيمة 14 مليار دولار، واقتراح إيراني بتشكيل مجموعة وساطة من الدول النووية ذات البرامج السلمية كاليابان والمانيا وجنوب أفريقيا، والتفاصيل توضح العقد الحقيقية التي تحول دون التوصل لتفاهم قريب، لكنها توضح بالمقابل أن باريس تسعى لتضييق الفجوة، وأن واشنطن لا تملك بدائل وتخشى التصعيد نحو مزيد من إجراءات الخروج الإيراني من الاتفاق، وأن إيران تتعامل إيجاباً مع المبادرة الفرنسية بخلفية إثبات حسن النيات رغم إدراكها لعدم نضج الموقف لبلوغ تفاهمات في المدى المنظور.

في الملفات الإقليمية توصّل حضور التقدم العسكري السوري في جبهات إدلب، في ظل ارتباك تركي بعد فشل مساعي الرئيس رجب أردوغان في موسكو للوصول لاتفاق يوقف المعارك ويؤدي إلى تجميد العملية العسكرية السورية. وهو ما كرره سفراء الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي، ما دعا السفير السوري الدكتور بشار الجعفري إلى توصيف هذه الدعوات بدعم الإرهاب، مذكراً بأن جبهة النصرة المصنفة إرهابية تسيطر على كل مناطق القتال، وهي مستثناة من كل تفاهمات لوقف النار من استانة إلى سوتشي، بينما حضر بالتوازي مشهد تداعيات الافتتاح الحاشد دولياً وعربياً لمعرض دمشق الدولي ومشاركة أكثر من ألف شركة كبرى عربية ودولية ضربت بعُرض الحائط بالتهديدات الأميركية بالعقوبات، وهو ما دعا نائب وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد إلى نعي العقوبات وقدرتها على التحكم بمواقف الشعوب والدول.

على جبهة المواجهة مع كيان الاحتلال والعنوان الدائم هو الردّ الذي وعدت المقاومة بتوجيهه لكيان الاحتلال وسط شبه إجماع سياسيّ رسمي وشعبي بقيت خارجه بعض القوى التي لا تؤثر على التغطية الوطنية العابرة للطوائف التي وفّرها توافق التيار الوطني الحر وتيار المستقبل مع سائر القوى الوطنية وراء توصيف العدوان ومشروعية الدفاع بكل الوسائل، كما ورد في بيان المجلس الأعلى للدفاع. بالمقابل ارتباك وانشقاقات في جبهة كيان الاحتلال واتهامات لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتحويل الأمن إلى ورقة انتخابية، والخشية من الضربة ومخاطر التورط في حرب تتزايد، والأوساط العسكرية إلى مزيد من الإجراءات الاحتياطية التي تعكس حالة الهيستيريا التي يعيشها الكيان، تحت اسم فوبيا الانتظار القاتل، وهو ما علق عليه قادة المقاومة حيث قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن وعد السيد حسن نصرالله آتٍ بلا ريب، وقال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين إن على نتنياهو أن ينتظر الضربة على إجر ونصّ ، كما قال السيد نصرالله.

لبنانياً، استعداد لمناقشة الوضعين الاقتصادي والمالي في حوار بعبدا الإثنين المقبل وإعداد لأوراق العمل والتصورات ـ وترقب لكلمة رئيس مجلس النواب يوم غد في يوم الإمام السيد موسى الصدر، حيث سيطلق بري سلسلة مواقف تتصل بالمواجهة مع الاحتلال وبالشأن الاقتصادي وحالة الطوارئ الاقتصادية التي دعا إليها.

فيما يترقب الكل ساعة الصفر التي سيردّ فيها حزب الله على الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية وعلى سقوط شهيدين له بغارة اسرائيلية في بلدة عقربا السورية، تراجع جيش العدو بحدود 7 كيلومترات عن الحدود مع لبنان خشية من استهدافه، وإلغائه إجازات الجنود في خمسة ألوية قتالية في الشمال استعداداً لأي رد من المقاومة. ولفتت المعلومات الى أن حزب الله قد لا يلجأ الى إسقاط مسيرات في الوقت الراهن الى حين تنفيذ الضربة رداً على ما حصل في سورية، وإن ساعة المسيّرات سوف تحين بعد تثبيت المعادلة التي كسرها الإسرائيلي.

وكان هدوء حذر سيطر على الحدود الجنوبية وغابت الحركة العسكرية الراجلة والمؤللة للقوات الإسرائيلية المعادية، في المقابل، كثف الجيش اللبناني و اليونيفيل دورياتهما المؤللة على طول الخط الحدودي. وحلقت طائرتا استطلاع معاديتان من نوع «Mk» بكثافة فوق أجواء عدد من قرى وبلدات قضاء مرجعيون على علو متوسط.

وكشفت مصادر عسكرية في سياق متصل أن الجهات العسكرية القضائية المعنية تسلمت أجزاء مهمة من الطائرتين لا سيما الشق التقني الذي يخدم التحقيقات التي تجريها. وبحسب المعلومات فإن المؤكد ان الطائرتين انطلقتا من البحر، وأن المسيَّرة التي سقطت من دون أن تنفجر كانت تحمل متفجرات وسيفور وان هناك مسيّرة ثالثة كانت تحرّك المسيرتين التي جرى إسقاطها والثانية التي انفجرت. ولفتت المعلومات الى تنسيق كبير بين المقاومة والأجهزة الأمنية والجيش، معتبرة ان الطائرة التي جرى إسقاطها فقدت الاتصال بالمصدر بعد نزع أحد أشخاص أمن المقاومة جهازاً منها.

وأكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ في لبنان الجميع شاهد وعرف بأنَّ إسرائيل اعتدت بطائرتين مسيّرتين في الضاحية الجنوبية، واعتدت بالقصف في سورية على مبنى استشهد فيه اثنان من أعزائنا المؤمنين المقاومين المجاهدين .

وقال: إسرائيل مسؤولة عن هذين العدوانين، ولا نقاش أبداً في ذلك، لاحظت أن البعض كان يحاول أن يناقش هل المسيّرات إسرائيلية أم لا؟ هي إسرائيلية مئة في المئة، هل كانت توجّه من أحد؟ كانت توجه من إسرائيل مئة في المئة، كل الأدلة التي بحوزتنا تثبت أن إسرائيل وراء هذا العدوان على الضاحية الجنوبية وعلى الشهيدين .

وأشار قاسم إلى أنّ المشهد اللبناني في إدانة العدوان وضرورة الردّ هو مشهد مميّز لم نشهد مثله من قبل في لبنان ، موكّدًا أنّ موقف الرئاسات الثلاث نبيل وشريف، والقوى السياسية بالإجمال كانت مؤيدة وداعمة ورافضة للعدوان، أما الحالة الشعبية فهي على درجة عالية من التعاطف . وقال نائب الأمين العام لحزب الله: نرسل التحية للجيش اللبناني الوطني الذي يعمل على أن يكون سياجاً يحمي لبنان ويساهم في عزة أبنائه .

وليس بعيداً، التئم مجلس الأمن الدولي في جلسة العاشرة قبيل منتصف الليل بتوقيت بيروت للتصويت على المشروع الفرنسي للتجديد لولاية اخرى من دون تعديل للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اليونيفل .

إلى ذلك، وفي سياق سياستها القائمة على محاصرة لبنان اقتصادياً وفرض العقوبات أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على جمال ترست بنك والشركات التابعة له في لبنان بزعم تسهيله الأنشطة المالية لجماعة حزب الله. وأشارت الوزارة إلى أنّ البنك يحوّل الأموال لأسر المفجّرين الانتحاريين. وفرضت الوزارة عقوبات أيضًا على أربعة أشخاص ينقلون الأموال من الحرس الثوري الإيراني لحركة حماس عبر حزب الله.

ودعت وزارة الخزانة الأميركية الحكومة اللبنانية لبذل كل جهد للتخفيف من التأثيرات على أصحاب الحسابات الأبرياء في جمال ترست بنك الذين لم يدركوا أن حزب الله يعرّض مدخراتهم للخطر، كما جاء في بيانها. وادعى وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ان تصنيف مصرف جمال ترست بنك يعكس عزمنا على محاربة نشاطات حزب الله غير الشرعية والإرهابية في لبنان.

وأعربت جمعية المصارف في لبنان من جهتها عن أسفها حيال إدراج وزارة الخزانة الأميركية مصرف جمال ترست بنك على لائحة العقوبات. وأكّدت الجمعية في بيان أن هذا الإجراء لن يؤثر على القطاع المصرفي بأي شكلٍ كان. وطمأنت الجمعية على سلامة أموال المودعين لدى جمال تراست بنك، منوهةً بقدرة مصرف لبنان على اتخاذ كل التدابير اللازمة لمعالجة الوضع، مثلما حصل في مواقف سابقة.

وأوضح الخبراء أنّ حجم إجمالي موجودات جمال ترست بنك يبلغ 0.39 من إجمالي موجودات القطاع المصرفي اللبناني، كما أن أموال المودعين لدى هذا المصرف سيتم نقلها الى مصارف أخرى ولا خوف عليها .

على صعيد آخر، لم يتطرّق مجلس الوزراء امس، في جلسته في بيت الدين لملف التعيينات القضائية. لكنه أطلق خطة الأمن السيبراني الضرورية لحماية شبكات الاتصالات والوزارات بعد عرضها خلال جلسة الحكومة.

وبحسب مصادر وزارية لـ البناء فإن التعيينات التي تتصل بمدعي عام التمييز ورئيس مجلس القضاء الاعلى ورئيس مجلس شورى الدولة ومدير عام وزارة العدل 2 سنة، و2 موارنة ، لم تبحث لتعذر التفاهم عليها، حيث افادت المصادر بأن الوزير ألبرت سرحان يميل الى القاضي يوسف نصر لرئاسة شورى الدولة في حين أن رئيس التيار الوطني يطرح اسم القاضية ريتا كرم. كذلك الأمر بالنسبة لرئاسة مجلس القضاء الأعلى فإن الاتفاق لم يحصل بعد على اختيار قاضٍ من بين القاضيين سهيل عبود وروكز رزق.

وفي ما خصّ تعيينات نواب حاكم مصرف لبنان لفتت المصادر الوزارية نفسها الى ضرورة أن يسارع مجلس الوزراء الى إنهاء هذه التعيينات لا سيما أن مصرف لبنان يبقى المؤسسة المالية التي تلعب الدور الأساس والرئيسي في الحفاظ على التوازن المالي.

ولفتت المصادر إلى أن مجلس الوزراء طلب من وزارة الداخلية بناء على طلب وزير الخارجية جبران باسيل بتكليف المخاتير والمستشفيات إبلاغها بعدد المواليد السوريين وإحصاء جميع الولادات السورية مع مفعول رجعي بدءاً بالعام 2011.

وفيما يستضيف قصر بعبدا حواراً اقتصادياً الاثنين، استبقت الهيئات الاقتصادية الحوار بإبداء استغرابها الشديد لعدم دعوتها إلى حضور الاجتماع، لكنها شددت على ضرورة أن تصدر عن اجتماع بعبدا الاقتصادي قرارات تنفيذية واضحة، على أن توضع موضع التنفيذ خلال مهلة أقصاها ستة أشهر . وطالبت عقب اجتماع عقدته بضرورة توجيه الدعوة إلى رئيسها الوزير محمد شقير للمشاركة في هذا الاجتماع الهام، لـ كون الهيئات تُعتبر الممثل الشرعي للقطاع الخاص اللبناني الذي يشكّل الرافعة الأساسية للاقتصاد الوطني، ومن غير المقبول والمنطقي التعاطي مع هذا الملف الحساس وفي ظل هذه الظروف الدقيقة من دون مشاركة الهيئات . وتحدثت مصادر مطلعة لـ البناء على ان طاولة الحوار الاقتصادي سوف تعيد طرح ملف التهرب الضريبي والقروض المدعومة وضرورة العمل على إصلاح النظام الضريبي وقطاع الكهرباء بالدرجة الأولى وإقرار موازنة العام 2020 في موعدها الدستوري بالتوازي مع الكثير من الإجراءات الموجعة بعيداً عن الشعبوية. ورجّحت المصادر حضور جميع رؤساء الأحزاب وأن اللقاء سيكون في سياق استكمال ما توصل إليه لقاء بعبدا المالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى