جهاد أيوب لـ«البناء»: «الحقد الطائش» رواية افتراضية صافعة برؤية معاصرة لا أهديها إلى أحد

«البناء» – خاص

صدر للزميل جهاد أيوب رواية «الحقد الطائش» عن دار مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع، تتطرّق إلى واقعنا الاجتماعي والسياسي بأسلوب أدبي جاذب، وتعالج موضوعاً إنسانياً ونفسياً يشكل خطراً جسيماً على المجتمع بأكمله نتيجة البغض والكره والحسد في مجتمع مفكّك ومريض بداء السياسة والتطرّف الديني.

في حديث صحافي مع الكاتب جهاد أيوب قال: الرواية تختزل التاريخ الذي يتكرّر عند المجتمعات العربية بقالب مشوّق، وبلغة عصرية لا انفصامات فيها، لذلك جمعت فيها أكثر من مرحلة ضمن قصص حبّ متناقضة في عصور سياسية للأسف تبقى كما هي وتُعاد دائماً في بلادنا، رواية تتطرّق إلى صناعة بعض الزعامات، وتدخل متاهات لا تزال حاضرة رغم تغيّر الظروف والمكان والزمان. وهذا ما يعيق تطوّر مجتمعاتنا على أكثر من صعيد، وتقوقع الحلم في حياة أصبحت بحراً من الظلمات، سادها الادعاء، ودعمتها كذبة الزعيم، ومصالح المسؤولين، وتعنّت رجالات الطوائف، وجدليّة التقاليد بحجّة العادات وما كان عليه السلف حتى لو كان على جهل!

وأضاف: رواية «الحقد الطائش» اعتمدت في فصولها على خيوط من لحم ودم، قد تطعنك لكنها لا تسيل الدماء، والغاية من ذلك أن تترك مساحة كي تفكر حتى لا تكون تكملة عدد، والوضوح فيها لا يعني ضعفاً بل ينبع من المسؤولية فنحن نعيش مرحلة حساسة بين الكاتب والقارئ، هذه الحساسية أفقدت الثقة بين الاثنين، ورغم أن شخوص الرواية افتراضية، لكنها تعرّي الحقيقة، تزيل غيمة، وتظهر لك أنها واقعية، وهذه الواقعية تجعلك تصالح مع ما هو مطروح ومكتوب برشاقة، وبأسلوب خارج تعقيدات اللغة، وتنظيرات المؤلف.

عن الواقعية في الرواية يقول أيوب: السرد الواقعي هنا مقصود، ومتعدّد من أجل أن تلمسنا صفعة الوجود بعيداً عن الهروب من الحقيقة الكاشفة المؤلمة بحجة الخوف منها فنتعمّد الرمزيّة… الرمزية هنا بسيطة لا تعيق الوضوح المعتمد على تنوّع فكريّ عالج الكثير من الظواهر الاجتماعية والشخصية والإنسانية والسياسية كانت ولا تزال، والوضوح جاء من أجل أن نتصالح مع ذواتنا فيكفينا الهروب بحجّة لا دخل لي، والتباعد النفسي بحجة بعد حماري لا ينبت حشيش، ويكفينا التطنيش عن أحداث تقع في الوطن ولا نهتمّ بها لكونها في منطقة ثانية… نحن نحتاج إلى إعادة تأهيل على أكثر من صعيد وبالتحديد وطنياً وتربوياً وإنسانياً وحتى في الدين ينقصنا الدين، وفي الفكر ينقصنا الفكر الجامع… كثرة الادعاء افقدتنا هوية الانتماء، وكثرة التنظير في الأدب والفكر والسياسة قوقعتنا في أن الخيانات وجهة نظر، وأصبحنا لا نميّز بين نور الشمس والجلوس في غرفة لا تصلها الشمس… حينما يصبح الانسان مجرد كتلة ماديّة يأكل ويتكاثر ولا يعنيه محيطه يصبح مجرد رقم لا قيمة فيه وله، وتضيع جهود الإنسان فيه، حتى الفكر والأدب والثقافة والفنّ لا تطوّر وجوده بل تخدره أكثر.

عن إهداء الرواية أشار أيوب إلى تعمّده أن يهدي سريالية غير مشوشة، إلى لحظات هاربة في زحمة يشوبها الغدر، إلى زمن النسيان في مخازن الأحلام في ولادة متعثرة، في عمر يتوه منا ونحن نبتسم.

إلى مَن يبحث عن ذاته، إلى صياد متعب، إلى قصيدة لم تكتب، إلى وعي مفقود، إلى أغنية لم تسمع، إلى رواية ترتعش من رجال الدولة العسكرية، إلى ثقافة تتربّع مع المجهول… وإلى وطن يعيش زحمة الوطنيين الذين أسكنوه العتمة، إلى عيشة مفروضة بحجة ونواطير الدين يغطون أفعال زعامات ديكتاتورية، إلى تكاذب البلور، إلى دجل يصبح عقيدة، إلى ديك يبيض، إلى نفايات تحاصرنا، وتنام معنا، وتعشعش في مخادعنا لأننا لا نعرف تنظيف عقولنا.

لذلك ينهي الزميل جهاد أيوب كلامه بالقول: لن أهدي هذه الرواية لأحد… ومن أراد الفهم كما يحلو له فهذه مشكلته… يهمني أن يفهمها!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى