عنوان الخطوة الإيرانية النووية الجديدة.. البحوث وأجهزة الطرد المركزي المتطوّرة

د. حكم أمهز

تتوجه الأنظار مجدّداً الى إيران، حيث ستعلن منظمة الطاقة النووية الإيرانية عبر المتحدث باسمها بهروز كمالوندي اليوم السبت عن ماهية خطوات تقليص التزامها بالاتفاق النووي في مرحلتها الثالثة، نتيجة تقاعس الدول الأوروبية عن الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق الذي يعاني «موتاً سريرياً» منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه، وفرضه إجراءات حظر على إيران.

في العموم الخيارات أمام الجمهورية الإسلامية لتقليص الالتزام كثيرة، فعلى سبيل المثال، لا الحصر… فإنّ الاتفاق ألزم إيران بنسبة تخصيب حدودها 3.67 في المئة، إلا انّ إيران في المرحلة الثانية من التقليص رفعت النسبة الى أكثر، ربما قاربت الخمسة في المئة، لذا من الخيارات المطروحة في المرحلة الثالثة رفع النسبة الى أكثر من خمسة، ويقول معنيون إيرانيون انه بإمكان إيران رفع النسبة الى عشرين في المئة خلال يومين فقط. مع العلم انّ لدى إيران القدرة على الرفع النسبة أكبر…

زادت إيران في المرحلة الثانية إنتاج كميات اليورانيوم المخصب لتصل الى أكثر من 300 كلغ، أيّ ما يتجاوز الحدّ المسموح به في الاتفاق، أيضاً يمكن ان ترفع الزيادة إلى 400 كلغ أو اكثر….

وكانت الوكالة الذرية الدولية للطاقة النووية، قد أعلنت في الشهر الماضي أنّ إيران قد تخطت كلا من الحدّ المتعلق بمخزون اليورانيوم المخصب البالغ 202.8 كلغ والحدّ المتعلق بنقاء المادة الانشطارية البالغ 3.67 بالمئة. وقالت إنّ إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم لنقاء نسبته 4.5 بالمئة ولديها مخزون من اليورانيوم المخصب يبلغ 213.5 كلغ.

بنص الاتفاق على انّ تحويل مفاعل فوردو المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم إلى مركز لأبحاث الفيزياء والتكنولوجيا النووية. لذا فإنّ القرار الإيراني هو بالعودة الى إعادة العمل بالمفاعل كما كان في السابق، ووقف الالتزام في مجالات البحث والتطوير النووي.

وأمر الرئيس الإيراني حسن روحاني منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بالتخلي عن أيّ قيود في مجالي البحث والتطوير النوويين وأنواع مختلفة من أجهزة الطرد المركزي، وكلّ ما نحتاج إليه من أجل تخصيب الأورانيوم.

والمرجح شبه المؤكد في الخطوة الثالثة من عمليات تقليص إيران لالتزاماتها بالاتفاق النووي:

أولاً: زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي بعد ان خفضها الاتفاق بمقدار الثلثين وأصبحت 5060 جهازاً فقط.

ثانياً: استخدام أجهزة طرد متطورة من جيل IR6 و IR7 وربما IR8، وذلك بحسب مصادر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي. مهمة الأجهزة الجديدة، تسريع التخصيب بما يمكن أن ينتج وقوداً لتشغيل محطات الكهرباء وتطوير استخدامات التكنولوجيا النووية في المجالات المدنية الأخرى.

ومن شأن أجهزة الطرد الجديدة المصنّعة محلياً، زيادة تخصيب اليورانيوم من 26 إلى 48 مرة أكثر من الأجهزة الحالية IR1.

وفعلاً أجرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اختباراً على أجهزة الطرد الجديدة بضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم. وركبت ما يصل إلى 33 جهاز طرد مركزي من طراز IR6 وضخت غاز سادس فلوريد اليورانيوم في 10 أجهزة فقط. وهذا الغاز أو هكسا فلوريد اليورانيوم UF6 ، هو غاز ينتج من أكسيد اليورانيوم، ويصل إلى هذه المرحلة تمهيداً لعملية التخصيب.

يشار الى انّ إيران امتكلت في العام 2016 عشرين جهاز طرد من طراز «آي آر-8».

الخطوة الإيرانية الثالثة من عملية تقليض الالتزام بالاتفاق النووي، تؤشر بشكل واضح الى فشل المبادرة الفرنسية حتى الآن في تحقيق خرق إيجابي على مسار الحلّ، رغم خطوة حسن النية التي أبدتها طهران من خلال إطلاق سبعة من البحار الذين كانوا على متن الناقلة النفطية البريطانية المحتجزة لديها.

إلا انّ خطوات التقليص الإيرانية، يمكن التراجع عنها في مقابل بدء الاتحاد الأوروبي بتنفيذ تعهّداته الواردة في الاتفاق النووي.

خبير في شؤون إيران والشرق الأوسط

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى