خميس ممثلاً الأسد: الطبقة العاملة قدّمت آلاف الشهداء والجرحى ومثلث الوجه المشرق في مواجهة الإرهاب ومشروع إسقاط الدولة

دمشق – إنعام خرّوبي

منذ أن بدأت تنفض عنها غبار الحرب لا تزال سورية تثبت للعالم أجمع أنّ الإرادة الحية لدى الشعوب المؤمنة بحقها لا يمكن لأعتى جيوش العالم أن تهزمها مهما طال الزمن وتعدّدت أدوات الحرب وأساليبها.

على بعد أيام من انتهاء «معرض دمشق الدولي» والذي شهد إقبالاً مميّزاً هذا العام من دول «الجوار» ودول الخليج والإقليم ودول غربية كثيرة، تقاطرت وفود عربية وغربية من كلّ أصقاع الأرض للتضامن مع سورية وأبنائها وقيادتها في وجه الحصار الاقتصادي الجائر عبر «الملتقى النقابي العمالي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سورية في مواجهة الإرهاب والحصار الاقتصادي» الذي نظمه الاتحاد العام لعمال سورية برعاية الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، ممثلاً برئيس الوزراء المهندس عماد خميس، في «مجمع صحارى» في الديماس.

حضر الافتتاح أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية: نائب رئيس الجبهة اللواء محمد الشعار، وكلّ من: صفوان سلمان، عدنان اسماعيل، غسان عثمان، إياد عثمان، حنين نمر وعمار بكداش.

كما شاركت في الملتقى وفود نقابية وسياسية وحزبية وإعلامية، من بينها وفد الاتحاد العمالي العام اللبناني برئاسة رئيس الاتحاد بالوكالة حسن فقيه وعضوية أعضاء قيادة الاتحاد: أنطون أنطون، شربل صالح، شعبان بدرا، علي ياسين، بالإضافة إلى مشاركات من اتحادات مهنيّة لبنانية متل البناء والأخشاب والبلديات وبعض المنظمات المرتبطة بعلاقات مع منظمات شبيهة في سورية.

كما شارك عضو الاتحاد العمالي المهني العربي للبناء والأخشاب حسان محي الدين.

القادري

بداية، تحدث رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري معتبراً أنّ مشاركة قيادات نقابية وفكرية وبرلمانية وإعلامية في أعمال الملتقى «إلى جانب كونها رسالة تضامن بالغة الدلالات مع أبناء سورية، هي في الوقت نفسه رسالة إلى المعتدين المتغطرسين ممن درّبوا وموّلوا واستجلبوا الإرهاب من أربع جهات الأرض إلى سورية، لتنفيذ أجنداتهم القذرة، والى أولئك الذين يفرضون الحصار والعقوبات والإجراءات القسرية أحادية الجانب على سورية وشعبها، ضاربين بشرعة الأمم المتحدة عرض الحائط في محاولة يائسة لكسر إرادة هذا الشعب العظيم في الصمود والدفاع عن وطنه».

وأكد القادري «أنّ شعباً عركته التجارب وصقلته المحن … ، لن تزيده مؤامراتهم وأحقادهم وإجرامهم وحصارهم إلا إيماناً بوطنه والتفافاً حول جيشه البطل الذي دكّ ولا يزال معاقل الإرهاب ومن يقف خلفه واصطفافاً خلف القائد المظفر بشار الأسد الذي أصبح رمزاً لكلّ سوري شريف ولوحدة سورية وكرامة السوريين… رمزاً استطاع بحكمته وشجاعته وصلابته أن يجنّب سورية الأخطار التي أرادها أعداؤها لها، رمزاً قاد سورية وشعبها إلى الصمود في وجه قوى عظمى سخرت إمكانياتها المادية والإعلامية والعسكرية وأدواتها الرخيصة لإسقاطها وفشلت».

وقال: «أثبتت سورية بشعبها وجيشها وقيادتها ودعم حلفائها وكلّ الشرفاء في العالم أنّ الاستسلام للمشيئة الإمبريالية الصهيو أميركية ليست قدراً محتوماً، وأنّ إرادة الشعوب الحية تصنع المعجزات».

غصن

من جهته، دعا الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن إلى «وضع خطة تحرك عمالية وشعبية عربية وعالمية دعماً لصمود الشعب السوري في مواجهة الإرهاب والعدوان والعقوبات والحصار».

وقال غصن: «بعد هزيمة الإرهاب في سورية ومعه مشغلوه ومموّلوه وداعموه وفي مقدّمتهم الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها حلف الناتو وأنظمة الرجعية العربية أقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اتخاذ قرار بسحب الجيش الأميركي من سورية بعد فشل الخيار العسكري ضدّها وانتصارها الأسطوري الذي أرسته قيادتها المظفرة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وملاحم البطولات التي سطرها جيشها الباسل وثبات وصمود أبنائها وعون المقاومة ومؤازرة الحلفاء والأصدقاء الأوفياء الذين شكلوا محور الممانعة والمقاومة ومحور العزة والكرامة الذي تصدّى لتحالف العدوان الثلاثي الناتو الأميركي والصهيونية العالمية وأنظمة الرجعية العربية فتحقق النصر على التنظيمات الإرهابية المشبعة بالعقيدة التكفيرية الظلامية والمدجّجة بأسلحة التحالف الإمبريالي التدميرية ودحرها ومحاصرتها بالجغرافية الضيقة من شمال سورية تمهيداً للقضاء على ما تبقى من فلولها وتطهير ترابها من لوثة الإرهابيين وأطماع المستعمرين الساعين إلى الهيمنة على وطننا ونهب ثرواته وسرقة وموارده بعد شرذمته وتفتيته وإقامة شرق أوسط جديد يحقق مصالح الإمبريالية العالمية وأهداف الحركة الصهيونية وينجز صفقة العصر ليؤمّن الحماية والطمأنينة للكيان الصهيوني الغاصب».

وختم غصن: «إنّ سورية الرابضة في عرين الأسد الذي لم يستطع كلّ تحالف قوى الشرّ أن يلوي ذراعه بالحديد والنار، لن يقدر بالعقوبات الاقتصادية الجائرة والحصار والتجويع أن يخدعها ويجبرها على الاستسلام والانصياع للصفقات الصهيوأميركية والتطبيع مع العدو الإسرائيلي والتنازل عن استقلالها وسيادتها على كلّ شبر من أراضيها وحريتها في خيارها في تقرير مصيرها، خاصة أنّ سورية تملك المقوّمات والإمكانات من أجل مواجهة العدوان وصلف العقوبات وجور الحصار بالرغم من قساوته وجبروته، وإنّ سورية بقيادة الربان الحكيم الدكتور بشار الأسد الذي يملك الإرادة والعزم قادرة على صدّه ومواجهته واحتوائه وإيجاد الحلول والمعالجات السياسية والاقتصادية من آثاره وتداعياته الاجتماعية والمعيشية».

مزهود

من ناحيته، قال أمين عام منظمة الوحدة النقابية الأفريقية أرزقي مزهود: «جئت إلى هذا الملتقى لأعبّر لكم عن تضامن العمال الأفارقة، ولنجدّد لعمال وشعب سورية دعمنا ووقوفنا إلى جانبهم في كفاحهم ونمسح على جراحهم ونهنّئهم على انتصاراتهم على حلف الشرّ والعدوان رغم كلّ ما رصد له من وسائل وإمكانات تتجاوز حدود العقل من أجل تفكيك وتخريب سورية ومسح حضارتها المتجذرة في تاريخ البشرية، إلا أنّ الشعب السوري الشجاع وعماله الأبطال تمكنوا من إبطال مفعول قنبلة الدمار الشامل التي صنعت في مخابر الإمبريالية العالمية وحلفائها وإفشال مشروعها التدميري، إذ أكدت التطورات الأخيرة أنّ مشروعهم وخطتهم ما هي إلا حالة هذيان ووهن مرضي».

مافريكوس

وحيا أمين عام اتحاد النقابات العالمي جورج مافريكوس «عمال سورية والرئيس بشار الأسد الذي بثبات موقفه أمام العدوان والإرهاب قاد السوريين للانتصار».

وقال: «منذ الأيام الأولى للعدوان الإمبريالي كنا معكم ضدّ العدوان ونظمنا العديد من المبادرات وأوضحنا الهدف الرئيسي للعدوان وأكدنا منذ البداية أنّ الحق مع الشعب السوري».

أضاف مافريكوس: «سنواصل دعم الشعوب المناضلة في كلّ المحافل الدولية. ندعم شعبي كوبا وفنزويلا ونقف ضدّ العدوان الإسرائيلي على فلسطين، ونقف مع إيران وضدّ العقوبات الأوروبية على روسيا وعلى كلّ شعوب العالم وسنواصل وقوفنا مع الشعب السوري واتحاد العمال ومع كلّ العرب المناضلين لتقرير مصيرهم».

وتابع: «إنّ اتحاد النقابات العالمي كمنظمة نضالية أممية تؤيد مبدأ كلّ شعب يقرّر لوحده بشكل حرّ وديمقراطي لحاضره ومستقبله من غير تدخلات أجنبية، ونؤيد أيضاً الصداقة والتعاون بين جميع الشعوب والاحترام المتبادل والتضامن بين الشعوب والعمال. بهذه المبادئ سنواصل المحاولات على المستوى المحلي والإقليمي والأممي لدعم الشعوب التي تناضل من أجل حقها في تقرير حاضرها ومستقبلها. على أساس هذه المبادئ نحن بجانب شعب كوبا ضدّ المنع الأميركي، نحن ضدّ الحصار المفروض على فنزويلا، كما ندين سياسة «إسرائيل» التي تفرض الحصار على الشعب الفلسطيني كما أننا نرفض سياسة الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي ضدّ ايران، ونعتبر أنّ عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضدّ روسيا تضرب بشكل أساسي العمال والشعوب».

وختم مافريكوس: «إننا نطالب بوقف جميع هذه الحصارات، ونعرب عن التزامنا مرة أخرى أمام الشعب السوري والشباب السوري والعربي بأنه لن يكون لوحده في نضالاته، أسرة اتحاد النقابات العالمي الكبيرة سوف تقف بجانبه وتكون معه».

الشريف

وألقى مستشار منظمة العمل العربية محمد الشريف كلمة رئيس منظمة العمل العربية فايز المطيري ودعا فيها إلى «كسر الحصار وإدانة سياسات التدخل الأجنبي التي تعيق التواصل التاريخي للشعب العربي السوري وطبقته العاملة وتمنع عنه ما كان يقدّمه لأمته العربية من دعم مادي ومعنوي وثقافي».

وقال الشريف: «لقد لمس الكثير منا بشكل مباشر إسهامات هذا الشعب وقواه العاملة وتنظيمه النقابي في احتضان أبناء أمته العربية وتقديم الغالي والنفيس لرفعة شأنها والدفاع عن مصالحها، وإنّ منظمة العمل العربية وتشكيلها الذي يمثل قوى الإنتاج العربي من حكومات وأصحاب أعمال وعمال في الوطن العربي تدعم وتساند وتتواصل عبر تنظيمهم النقابي الذي يواصل عطاءه رغم كلّ الظروف ويشارك في جميع فعاليات وأنشطة العمل العربية».

وختم الشريف: «نعلنها من هنا مدوية إننا مع عمال وشعب سورية بمختلف فئات وأطياف هذا الشعب العربي الأصيل طالما عرفناه بهذا المسمّى المحبّب إلى نفوسنا وتلك الفسيفساء التي يتألف منها أبناؤه شأنه شأن أشقائه أبناء الأمة العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، إننا في منظمة العمل العربية كنا وما زلنا مع عمال وشعب سورية في تقديم كلّ أشكال العون الفني والمهني والمعنوي وهم يواجهون أصعب محنة تمرّ فيها طبقته العاملة التي ربما لم تتعرّض لمثلها في تاريخها، ونحن واثقون أنه سيتجاوزها ويردّ كيد الكائدين ممّن يريدون له التدمير والتخريب والتفرقة والتقسيم فكلّ التحية لشعب سورية وطبقته العاملة ومنظمي هذا الملتقى».

خميس

وفي ختام حفل الافتتاح، ألقى رئيس الوزراء السوري المهندس عماد خميس كلمة راعي الملتقى الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وأكد فيها «أنّ من يشعلون الحرب اليوم لن يكونوا المنتصرين فيها وإذا كانت الدول الكبرى تحتمي بأساطيلها وطائراتها وجيوشها فإنّ الدول الصغيرة تحتمي بشعبها وقيمها وحضاراتها وإذا كان تاريخ بعض الدول شاهد على جرائم حكوماتها وأنظمتها السياسية فإنّ هناك دولاً أخرى تكتب كلّ يوم تاريخاً جديداً في نضالها الإنساني ومقاومتها المشروعة».

وقال خميس: «لم يعد هناك ما يخفى في كواليس السياسة الدولية، لا سيما في السنوات الأخيرة، فالدول الرافضة لسياسة الإملاءات والهيمنة، الحريصة على استقلالها السياسي والاقتصادي الراغبة باستثمار ثرواتها ومواردها الوطنية لخدمة شعبها هي على موعد دائم مع الحروب العسكرية تارة والاقتصادية تارة ثانية والثقافية والإعلامية تارة ثالثة حتى تستجيب لشروط ومطالب أنظمة وإدارات لا تزال تعتبر نفسها وصية على العالم ومستقبله، وهذه حقيقة تؤكدها شواهد كثيرة كتبت بدماء شعوب دول عدة في الشرق والغرب، وسورية في العدوان الذي يشنّ عليها منذ عام 2011 تواجه حرباً فريدة من نوعها وعلى الأصعدة كافة». وتابع: «في الوقت الذي كانت قواتنا المسلحة الباسلة تواجه الإرهاب على امتداد الجغرافيا السورية بمسلحيه ومموّليه وداعميه إقليمياً ودولياً كانت الدولة تستكمل ما بدأته من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية منذ سنوات ما قبل الحرب انطلاقاً من قناعتها أنّ متابعة مشروعها التنموي دليل عافية وقوة للدولة السورية وأفضل ردّ على المتعطشين لسفك دماء السوريين وإسقاط مؤسسات دولتهم واستباحة مقدراتها وثرواتها».

وأكد «أنه على الرغم من الأضرار التي لحقت بمعظم مؤسسات الدولة إلا أنها استمرّت في القيام بواجباتها تجاه مواطنيها أينما كانوا فلم تتأخر يوماً في صرف راتب موظف واحد ولم تغب خدمة واحدة عن أيّ مواطن، ولم تقصّر في تأمين سلعة واحدة في الأسواق المحلية ولم تتوان لحظة واحدة عن إعادة تأهيل وإصلاح البنى التحتية والمرافق الخدمية في أيّ منطقة محرّرة، والأهمّ أنها بقيت على سياستها الاجتماعية والاقتصادية الداعمة لحقوق مختلف الشرائح الاجتماعية، لا سيما الطبقة العاملة منها، رغم التراجع الكبير في مواردها».

وختم خميس قائلاً: «كما ساندت فئات الشعب المختلفة الدولة السورية في القيام بواجباتها الوطنية والدستورية فإنّ الطبقة العاملة مثلث الوجه المشرق في المعركة التي خاضتها البلاد في مواجهة الإرهاب ومشروع إسقاط الدولة حيث كان أفرادها جنباً إلى جنب مع أبطال قوّاتنا المسلحة يتوجهون صباح كلّ يوم تحت وابل رصاص الإرهابيين وقذائف حقدهم إلى معاملهم ومنشآتهم ومكاتبهم ومؤسساتهم ومدارسهم وجامعاتهم ليسطّروا ملحمة جديدة من ملاحم الصمود والعطاء وليس أدلّ على ذلك من عدد العمال الشهداء والجرحى والمخطوفين فهناك أكثر من 9000 عامل ضحّوا بحياتهم لتستمرّ مؤسساتهم في العمل».

المحور الأول

بعد ذلك انعقد المحور الأول من الملتقى بعنوان «عدم شرعية العقوبات الاقتصادية والإجراءات القسرية الأحادية الجانب من المنظور الدولي، والانعكاسات السلبية لسياسات الحصار والعقوبات المتناغمة مع الإرهاب على عمال وشعب سورية».

ترأس الجلسة أمين عام اتحاد النقابات العالمي جورج مافريكوس اليونان أما المتحدث الرئيسي فكان النقيب السابق لاتحاد المحامين العرب عمر زين لبنان .

كما تحدث كلّ من: مدير مركز دراسات مكافحة الهيمنة تيم أندرسون أستراليا ، مدير مركز الاستراتيجيات الدولية أليان كورفيز فرنسا ، أمين عام اتحاد عمال مالي كاتيلي ياكوبا، محمد شريف من منظمة العمل العربية العراق .

كما تخللت الجلسة شهادات لعمّال من جرحى الحرب.

المحور الثاني

أما المحور الثاني كان بعنوان «أهمية التضامن بين الشعوب في محاربة الإرهاب والتصدي للتدخلات الإمبريالية ونزعات الهيمنة الهادفة إلى زعزعة أمن الشعوب وسيادة الدول».

ترأس الجلسة أمين عام منظمة الوحدة النقابية الأفريقية أزرقي مزهود. وكان المتحدث الرئيسي نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد الذي ألقى مداخلة أشار في خلالها إلى «أننا نواجه الآن عالم قتل الكبير للصغير، عالم تصفية القضايا الحقيقية للشعوب بما فيها من حقوق العمال والنقابات والمجتمعات، ونرى أنّ الولايات المتحدة الأميركية ودولها الغربية وعملائها تزداد شراسة. أضاف المقداد: انّ الغرب يحاول طمس حقوقنا وحقوق الشعوب وحقوق الطبقة العاملة في المجتمعات الغربية، وهم حاولوا طمس وقتل تطلعات الشعوب نحو الحرية والخلاص من أنظمة تحالفت مع الإرهابيين الذين أرسلتهم الدول المتآمرة إلى سورية في حرب لا مثيل لها للقضاء على تطلعات شعبنا».

وأوضح أنه «في عام 2011 كانت سورية تمرّ بأبهى أيامها سواء في إطار تلبيتها لتطلعات الجماهير، سواء من عمال أو طلبة أو نساء، وكان الهدف من الحرب تدمير سورية التي تقف في وجه المخططات الأميركية ضدّ المنطقة والقضاء عليها كقوة تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وانتزاع حقوقه المشروعة وبناء دولته المستقلة على أرضه، وتحرير أرضنا وشعبنا في الجولان السوري المحتلّ من الاحتلال الصهيوني، ودعم الشعب اللبناني ومقاومته في تحرير ما تبقى من أراضي محتلة، وكان القول إنه لا يمكن أن تنفذ الولايات المتحدة الأميركية مخططاتها دون القضاء على هذا البلد الذي كان في أوْج قوته للدفاع عن الحقوق العربية، ولهذا السبب دفعت الدول المتآمرة والامبريالية مليارات الدولارات وقدّمت كلّ أشكال الدعم للإرهاب للقضاء على سورية، وأرسلت أشرس إرهابييها حيث أنّ النظام التركي لعب دوراً وظيفياً وسمح بتمرير عشرات الآلاف من الإرهابيين المرتبطين بالنظام الامبريالي العالمي لتدمير سورية وغزو العراق أيضاً كان جزءاً من هذا المخطط وبعدها انتقلوا إلى مصر وتونس. وأضاف انّ من يعتقد من الدول الأخرى التي موّلت ودعمت الإرهاب أنها بمنأى عما يتمّ من مخططات أميركية وإسرائيلية في هذه المنطقة، والتي استهدفت بشكل أساسي صمود الجمهورية العربية السورية، فهم مخطئون لأنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تحترم حتى أقرب الناس إليها وأقرب أصدقائها الذين يدفعون مليارات الدولارات، وانّ أميركا لن تقبل بوجود أيّ دولة عربية قوية بالمنطقة تقف في وجهها ووجه «إسرائيل» ومخططات الغرب في المنطقة العربية «منطقة الشرق الأوسط»، وخرج علينا رئيس وزراء إحدى الدول وقال إنه مع السعودية قدّم مبلغ 37 مليار دولار وذلك خلال السنوات الخمس الأولى من الحرب ضدّ سورية خدمة للإمبريالية العالمية وتحقيق أهدافها، لأنه وبعد القضاء على سورية يعرفون هم وجميع أشقائنا في الدول العربية وخاصة ممثلي الطبقة العاملة أنه لن يكون هناك في الدول العربية من يدعم الفضية الفلسطينية.

وقال المقداد: نحن شعوب لنا حقوق ولا نتطلع لأكثر من نيل وانتزاع هذه الحقوق، وكانت هذه النتيجة التي ترونها مزيداً من التمزّق في هذه المنطقة ومزيداً من الهجمة الإمبريالية التي سخر من أجلها أبشع وأكثر أنواع القتل والتدمير والإرهاب للنيل من سورية والقضاء عليها بأيّ شكل من الأشكال. ولفت الى انّ الامبريالية المتوحّشة لا تريد لأحد الخير، وأعتقد أنّ العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية علينا جميعاً وأكثرها غرابة في تاريخ العالم سنرى الكثير من هذه الإجراءات انْ لم نكن قادرين على التصدي لهذه المؤامرة».

كما تحدث في الجلسة كلّ من: أمين عام الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب ميكاليس بابانيكولاو قبرص ، الإعلامي اللبناني ميخائيل عوَض، رئيس اتحاد عمال التشيك ستانسلاف، والناشط السياسي ألفرد مفو ماسيمولي جنوب افريقيا .

المحور الثالث

اما المحور الثالث فكان بعنوان «دور المنظمات النقابية والأهلية والإعلام في تعرية الفكر التكفيري والإعلام الأصفر المأجور، والنفاق السياسي للدول التي تدّعي محاربة الاٍرهاب إعلامياً فيما تدعمه على أرض الواقع، وفضح ازدواجية المعايير والوقوف مع الشعوب المستهدفة في وجه الأجندات الدولية المشبوهة».

ترأس الجلسة رئيس الاتحاد العام لعمال مصر جبالي المراغي. أما المتحدث الرئيس فكان الإعلامي جورج قرداحي إضافة الى متحدثين من روسيا والنمسا والولايات المتحدة الأميركية والهند.

وفي الختام كان هناك نقاش عام، ثم أعلن رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية جمال القادري نهاية أعمال اليوم الأول على أن تستكمل اليوم جلسات الملتقى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى