دمشق: الدوريات التركية الأميركية انتهاك سافر وعدوان على سورية

دانت سورية بأشد العبارات قيام الجانبين الأميركي والتركي بتسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية، مؤكدة أن هذه الخطوة تشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي و»عدواناً موصوفاً».

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية في تصريح لـ «سانا» أمس: «تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات قيام الإدارة الأميركية والنظام التركي بتسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية في انتهاك سافر للقانون الدولي ولسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية».

وأكد المصدر على موقف سورية الرافض لهذا الأمر الذي يمثل عدواناً موصوفاً بكل معنى الكلمة، ويهدف إلى تعقيد وإطالة أمد الأزمة في سورية، بعد الإنجازات الميدانية التي حققها الجيش السوري في مطاردة المجموعات الإرهابية.

وشدّد المصدر على رفض سورية المطلق لما يُسمّى بالمنطقة الآمنة، وعزمها على إسقاط كافة المشاريع التي تستهدف وحدة وسلامة أراضي الجمهورية السورية.

وكانت القوات الأميركية والتركية قد أجرت في وقت سابق من أمس أولى دورياتها المشتركة، في المنطقة الآمنة شرق الفرات شمالي سورية، إذ تم تسيير هذه الدوريات بين قريتي الحشيشية ونص تل شرق مدينة تل أبيض.

وأعلنت أنقرة بدء تسيير دوريات مشتركة مع الجيش الأميركي انطلاقاً من مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي لتشمل كامل الحدود مع سورية في منطقة شرق الفرات.

المتحدّث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي كان قد أكّد أن الدوريات المشتركة تعمل بإشراف التحالف الدولي بقيادة واشنطن وبموافقة «قسد»، وشدّد بالي على أن «قسد» انسحبت من الشريط الحدودي كما سلّمت مواقعها لقوات أمنية محلية جرى تدريبها على يد التحالف لتكون بديلاً منْ قسد في البلدات والمدن الحدوديّة مع تركيا.

وهدّد رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، بتنفيذ «خطط خاصة» في سورية حال عدم بدء إنشاء المنطقة الآمنة شمال البلاد مع الجنود الأتراك، متهماً الولايات المتحدة بالسعي لحماية إرهابيين أكراد.

وأشار أردوغان، في كلمة ألقاها أمس، خلال افتتاح عدد من المشاريع التنموية في ولاية ملاطية وسط البلاد، إلى وجود خلافات كبيرة بين تركيا والولايات المتحدة حول هذا الموضوع، وقال في هذا السياق: «نجري مباحثات من واشنطن حول المنطقة الآمنة، لكن في كل خطوة نخطوها نشاهد أن ما نريده ليس الشيء نفسه الذي يدور في عقولهم».

واتهم أردوغان الولايات المتحدة بالعمل على تغطية وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً وذراعاً لحزب العمال الكردستاني، معتبرا: «يبدو أن حليفتنا الولايات المتحدة تسعى إلى إنشاء منطقة آمنة لمصلحة منظمة بي كا كا/ ي ب ك الإرهابية وليس لمصلحة تركيا. وهو ما نرفضه».

وتابع: «بينما نهدف إلى القضاء على التنظيم الإرهابي الذي يعشش في المنطقة، تحاول واشنطن وضعنا في ذات الكفة من حيث التعامل معه».

من جهة أخرى، اقتحمت قوات من التحالف الدولي قرية الكسار التابعة لناحية البصيرة بريف ديرالزور الشمالي وقامت باختطاف أربعة مدنيين من عائلة واحدة من أهالي القرية.

ذكرت مصادر أهلية أن قوات من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن اقتحمت بالعربات المصفّحة قرية الكسار التابعة لناحية البصيرة بريف ديرالزور الشمالي وقامت باختطاف أربعة مدنيين من عائلة واحدة من أهالي القرية.

ولفتت المصادر إلى أن اقتحام قوات التحالف بدأ بإطلاق نار كثيف لترهيب الأهالي قبل اقتحام أحد المنازل واختطاف المدنيين الأربعة واقتيادهم إلى جهة مجهولة، كما نقلت وكالة «سانا».

ونقلت الوكالة إلى أنه «بالتوازي تقوم ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركية بعمليات اقتحام واختطاف تطول المدنيين في عشرات القرى والبلدات بأرياف دير الزور والحسكة والرقة تحت ذرائع مختلفة لترهيب الأهالي كان آخرها أمس، حيث أقدمت عناصر الميليشيا على اعتقال شابين في حي المشلب في مدينة الرقة لأسباب مجهولة».

وأضافت الوكالة أن «ميليشيا قسد اعتقلت نحو 25 شاباً من أحياء الصالحية والباعر ودوار البانوراما وغويران في مدينة الحسكة بتهم جاهزة بزعم التخابر لصالح تنظيم داعش الإرهابي كما قامت بمصادرة نحو 14 منزلاً من منازل الأهالي في بلدة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي ومنحتها لعناصر ميليشياتها».

ميدانياً، شهد محور ريف إدلب الجنوبي محاولة تسلل لعناصر من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي باتجاه النقاط العسكرية للجيش السوري الذي أحبط المحاولة، فيما أفادت صحيفة «الوطن» السورية نقلاً عن مصدر ميداني بأن الهدنة أنتهت السبت.

وقالت صحيفة «الوطن» السورية، أن الجيش السوري أحبط محاولة تسلل مجموعة إرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» نحو نقاط عسكرية على محور حلبان بريف إدلب الجنوبي الشرقي للاعتداء عليها بقذائف صاروخية»، وذلك عبر صفحتها على «فسيبوك».

ونقلت الصحيفة السبت عن مصدر ميداني أن وحدات الجيش ردت على هذا الخرق لقرار وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد باستهداف مواقع لمجموعات إرهابية في الركايا بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي بقذائف عدة من المدفعية.

وأوضح المصدر أنه ما عدا ذلك لم يسجل أي خرق آخر أو أي حدث أمني لافت، ليظل الهدوء شبه التام والحذر مسيطراً على منطقة خفض التصعيد لليوم السابع على التوالي.

وبحسب الصحيفة، أوضح المصدر أن سريان وقف إطلاق النار الذي اتخذه الجيش صبيحة السبت الماضي ولمدة ثمانية أيام أنتهى أول أمس السبت .

وكانت الصحيفة قد نقلت عن مصدر عسكري سوري أن فتح الطريق الدولي حلب حماة هو أمر محسوم.

وكان مصدر أنه فتح الطريق الدولي وفق ما نص عليه اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو «أمر محسوم» لا رجعة عنه.

وذكر، أن خبراء أكدوا أن بوسع الجيش السوري، الذي استقدم تعزيزات كبيرة إلى خطوط تماس غرب حلب وريفها الجنوبي، فتح جبهات جديدة وهو قادر على تحقيق إنجازات ميدانية كبيرة فيها ابتداء من ريف حلب الشمالي، مروراً بجمعية الزهراء وتلة شويحنة ومنطقة البحوث العلمية وبلدة المنصورة غرب المدينة، وصولاً إلى منطقة الراشدين وبلدتي خان العسل والعيس في جنوبها الغربي.

وأشاروا إلى أن بإمكان الجيش السوري وضع الإرهابيين بين فكي كماشة، بالتقدّم من ريفي حلب الغربي والجنوبي الغربي إلى ريفي إدلب الشرقي والشمالي الشرقي، بالتزامن مع زحف وحداته من الريف الأخير ومن بلدة التمانعة باتجاه مدينة معرة النعمان، أولى محطاته على الطريق الدولي.

وكان الجيش السوري، أعلن أن الدفاعات الجوية تصدّت مساء الجمعة، لهجمات بطائرات مسيرة محملة بالقنابل، أطلقها المسلحون على مواقع عسكرية في سهل الغاب في محافظة حماة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر عسكري، السبت، أن «الدفاع الجوي تمكن من تدمير اثنتين من الطائرات المسيرة، وإسقاط الثالثة وتفكيك ذخيرتها دون وقوع أي خسائر في صفوف الجيش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى