هل وقع الاختيار على اليمن؟

ـ منذ شهور كتبنا عن مفاوضات تجريها قيادة المنطقة الوسطى في الجيوش الأميركية عبر العُمانيين مع أنصار الله تحت عنوان رسم قواعد اشتباك تمنع التصادم في الخليج، وقبل يومين أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شنكر عن هذه المفاوضات ولهدف أبعد مدى هو الحلّ السياسي في اليمن.

ـ يعرف الأميركيون مصاعب نيل مطالبهم من إيران إقليمياً، كما يعرفون أنّ قضيتهم مع إيران ليست بالنفط ولا بالملف النووي بل بتهديد قوى المقاومة لتربّع كلّ من إسرائيل والسعودية على عرش القدرة العسكرية والقدرة السياسية في المنطقة، وما يعنيه هذا التهديد من إضعاف لواشنطن وتعاظم لمكانة طهران.

ـ يعرف الأميركيون أيضاً أنّ لدى إيران وقوى المقاومة لا أبواب ولا شبابيك لتفاهمات تضمن أمن إسرائيل ، ولذلك يبحثون في ملفاتهم عن كيفية ترغيب أو ترهيب روسيا لتكون ضامناً لهذا الأمن ومحاولة عرض مقايضات تغري روسيا وتوقع بينها وبين إيران وقوى المقاومة، وهنا يبدو تفاهم موسكو وطهران ودمشق عالي السقف، لا يعتبر العروض الأميركية قابلة للبحث ما لم تتضمّن فتح الباب لاستعادة سورية للجولان.

ـ اليمن وحده مكان ملائم للتسويات حيث القوة السعودية تتآكل وتتفتّت مصادرها وتعجز عن تحقيق أيّ هدف، وحيث الأمن السعودي صار تحت التهديد اليمني، والتماسك الذي عاشته التحالفات اليمينة والخليجية حول الدور السعودي تتآكل وتتضمحلّ وتتحوّل حروباً علنية، وأنصار الله صاروا القوة الإقليمية التي ترسم معادلة أمن الخليج، ويبدو أنّ الخيار الأميركي للتسوية مع إيران قد اختار اليمن بوابة عبور أولى.

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى