في منطق الأقليات…

د. مازن الشريف

أن تكون «أقلية» فهو أمر بات يجلب عطف الدول الغربية ومنظماتها، ومجالاً لجذب الأصوات الناخبين.

لكن من هي هذه الأقليات؟

هل تهتمّ الدول الكبرى بالأقليات المسلمة مثل الإيغور في الصين أو الروهينغا في بورما والمآسي التي يتعرّضون لها؟

كلا.

فهل تعني أهل الفكر والوعي والضمير وقد باتوا أقلية مضطهدة في زمن الغباء والنذالة؟

مطلقاً.

إذاً الأقليات هم الشعراء، وأصحاب الذوق الرفيع من أهل الإبداع والفن، الذين باتوا أقلية مهمّشة في زمن أورورو و ولد عواطف و أولاد مفيدة . ولا أحد يهتمّ لفقر فقيرهم ومرض مريضهم أو يكرّمهم لأجل ثقافتهم وما قدّموه من خدمات للثقافة، كما يتمّ تكريم نجوم الراب في وزارة الثقافة.

يقيناً أنك تهذي، فليس الأمر كذلك.

الأقليات ببساطة هم شراذم اللوطيين والسحاقيات. فقط.

طبيعي هنالك تهمة جاهزة: فوبيا المثلية.

وهنالك قوالب جاهزة: حرية فردية، ميل طبيعي.

أنفقت منظمة للشواذ في الولايات المتحدة يرعاها بعض الصهاينة الكثير من المال واستعملت ضغط اللوبيات على منظمة الصحة العالمية في التسعينات لنزع الشذوذ من خانة المرض وتصنيفه كميل طبيعي، وتعويض كلمة شاذ Gay بكلمة مثلي Homosexual. ثم تمّ تأسيس جمعيات عبر العالم خاصة أوروبا لما سمّوه مجتمع الميم واختاروا ألوان قوس قزح شعاراً له. وتمّ رصد المليارات للأفلام التي أسقطوا فيها نجمات من هوليوود مثل كايت بلانشيت في أفلام عن السحاق. وكذلك لآلاف المواقع حيث التصوير بأرقى الفنيات مع توظيف مافيا الرقيق الأبيض لجلب الفتيات وتصوير المشاهد. ثم انتقلوا الى مواقع التواصل وبنوا منصات تواصلية ومجموعات مغلقة للشواذ حسب الأحزمة والمناطق. واستغلوا التطورات الرقمية لدعم ذلك. ومثلت رياح الربيع العبري فرصة للتوغل في العالم العربي، وخاصة تونس، عبر ضغط سفارات بعينها وصولاً للبنك الأوروبي وصندوق النقد الدولي لشرعنة الشذوذ وسنّ قوانين لأجل ذلك ومنها تلك المبادرة للجنة الحريات كمحاولة أولى، وجمعية شمس والإذاعة الخاصة بالشواذ، ثم ترشح رئيس الجمعية والترويج لفكرة رئيس مثلي لتونس .

وخرج الموضوع إلى العلن حتى بات سؤالاً انتخابياً وطريقة لجذب الأصوات. وتبنّى الأمر عدد من الإعلاميين وأدعياء الحرية والدفاع عن الأقليات . مع تجهيز تهمة فوبيا المثلية ومعاداة الحرية ضدّ كلّ من يعارضهم.

وظهرت لقطات في أفلام مثل تلك اللقطة الشهيرة في فيلم حين ميسرة بين غادة عبد الرازق وسمية الخشاب التي توّجت لاحقاً بالختم النبوي في أرض الحجاز، ثم أفلام خاصة بقصص حب اللوطيين في تونس فيلم عزيز روحو سنة 2015 وشارك فيه ثلة من النجوم واعتبر مكسباً كبيراً لأنه أول فيلم يتطرّق للمثلية مما يعتبر إنجازاً عظيماً يُضاف الى الإرث الحضاري التونسي وتحقيقاً لمطالب الثورة من كرامة وعيش كريم، والرائع أكثر انّ الفيلم نال إقبالاً كبيراً، في مجتمع مريض بالجريمة والفوضى ويعتبر أول مصدر عالمي للإرهاب.

في أوروبا شرعنوا الزواج المثلي، فتزوج رئيس حكومة من صديقه. بل شرعنوا زواج البشر من الحيوانات وتزوّجت امرأة من كلبها. وكلّ هذا حرية ورقيّ وتطوّر، أما من يقول يا قوم هذه لعنة وهذا فسق كبير خلفه خراب العمران وغضب الرحمن، فهو متخلف رجعي بل داعشي إرهابي.

الشذوذ مرض، وليس له دافع جيني كما أثبتت آخر الدراسات العلمية الغربية، داحضة دعاوى منظري هذه الآفة الذين قالوا انّ المثلية هي الأصل وانها ميل طبيعي بل ضروري.

ويرتبط الشذوذ بالإلحاد والإرهاب ضمن نفس المبرمجين والمحفزين والداعمين، وهنالك شذوذ كبير في صفوف المجاميع الإرهابية، وأيضاً اختراق غير مسبوق لجميع المجتمعات العربية، وهو خطر داهم على النسل والأخلاق والقيم.

ان يُصاب شاب او فتاة ما بمرض الشذوذ فهو أمر قديم في البشر، لكنه ليس ميزة ومفخرة، بل وباء يتوجب علاجه.

كما انّ هنالك فرقاً بين ما يقوم به شخص ما في نطاقه الضيق، وبين أن ينشره ويؤسّس جمعية وإذاعة ولوبيات ضغط… فهذا مشروع تخريبي لا يقلّ خطورة عن الإرهاب بل يغذيه ويدمّر أكثر منه. ويجب التصدي له تماماً كما يجب التصدي لمن يروّج للفكر الداعشي، او نتركهم فهي حرية شخصية وهم أيضاً اقليات!

وحين نتشدّق بأنّ تونس دينها الإسلام، علينا ان نفهم حكم الإسلام في هذا، ولا نتلاعب بظاهر النص في تأويلات تجعل عقاب الله لقوم لوط بسبب العنف والاغتصاب لا بسبب الفاحشة.

اتقوا الله في هذا الشعب، وفي الأجيال القادمة، وراجعوا نسب النمو في الدول الأوروبية لتفهموا عواقب مرض الشذوذ الذي ضربهم في الحرب العالمية الثانية وما بعدها ومن ساهموا في نشره بينهم من بني صهيون، وكيف أنهم شعوب في حال انقراض.

ثم انظروا مآلات ما تفعلون. وتذكّروا ولو للحظات وجود خالق جبار شديد العقاب يغار على أرضه التي حوت آلاف الصالحين والصالحات. ام انّ الله مجرد أسطورة لا تؤمنون بها حقيقة بل تكذب بنطق اسمه أفواهكم. إذاً اعزفوا على وتر الأقليات، حشركم الله معهم يوم القيامة، ولا شيء في كلامي المتخلف يجب ان يخيفكم، فليس يوم القيامة سوى أسطورة أيضاً…

سوسة – تونس

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى