«عشق الصباح»

يا بحر.. في الليل تعبر للبعيد مراكب الأسى وينغلق على جهاتي هذا السكون المقيت.. وكلما توغّلت بالغربة شعرت أن في داخلي شيئاً لا أعرفه ينكسر..! البوح يثقل صدري وهذا الليل يبدو كأنه بلا نهاية وعيناي توجّعتا من الكتابة تحت هذا الضوء الشحيح! كلما حاولت الكتابة وجدتُني كمن يكتب لأول مرة!

بين الغفوة والإغفاءة.. تلاحقني الكوابيس كعفاريت المسرحيات التي قرأتها..

هناك على المفارق يصدني «حارس الغيم».. ومن خلف شجرة الجوز يظهر ليقيد خطو مساراتي «تنين الانتظار» وقبل ملح الموج مسفوح دم حكايا عشقي على الرمل.. يعبره المارون بلا أي انتباه!

وحين انفلت من حصار الأسئلة، جئت البحر ألقي في الموج بعض همومي الموجعات.. تراءى لي وجهك كالأرجوان وأنت تمشي الهوينا على الماء تمضي إلى حيث تشاء الشمس.. يا إلهي: أغثني لستُ ثملاً فما كل هذه التهيؤات التي تلاحقني..؟ وأتيت كأنك بنت الحكايا التي بالصدفة يلاقيها بطل الرواية.. كان فرحي كحال صياد فقير هرم وقد أمضى عمره مكوّماً على شاطئ الأحلام.. وصنارته هرمت مثله.. وفجأة شعر أن الصنارة تهزّ في كفه.. سحب الخيط ببطء خوفاً من أن ينقطع.. تراءت لعينيه محارة كبيرة.. فتحها فوجد «لؤلؤة».. مرّت لحظات صمت كأنها دهر.. صمت ولم يعد يقوى على الكلام؟! أنا في حضورك حالي كحال ذلك الصياد الغريب «المكوّم» على شاطئ الغربة.. لا أقوى على الكلام..! قرأت في الحكايا بأن: رشفة من رحيق النحل قد تشفي العليل… يا حارسة خوابي العسل.. هاتي اسقني من رضاب الخوابي بعض الرحيق… لعل جروحي النازفات تشفى…؟!

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى