ماذا لو !

كل ما أملكه هو إبريق شاي مزخرف

وصحن من اللبنة البلديّة

وكأس طحين حضرتها من اجل أيام الحرب..

كل ما أملكه سكين مطبخ وشرائح لحم طرية

أغري بها زوجي وقت الغداء

كل ما املكه ضحكة مسائية

استقبل بها أطفالي المتعبين من حمل الحقيبة المدرسية كل ما املكه جارة اتقاسم قهوتي معها…

ومستقبلي المجهول في الفنجان

ولي بركة ماء لا ازورها الا عندما تناديني اوراق الشجر والديدان التي تحللت فيها…

لي وردة وحبق وبعض أغصان الشاي

لي كتابان أقرأهما كل مرة من زاوية مختلفة،

فأتشاجر مع كاتبهما تارة وتارة أخرى أقبل الصفحات وأغمرها كمشتاق لحبيبته اضطرّ أن يسافر من اجل الحرب.

لي اخوتي وأبي وأمي

لي أحباء وأعداء كلهم لم يعودوا.

لي لي قبر يحفره قاتلي منذ زمن.

في حوزتي طلاء اظافر يابس، وفستان معلّق..

لم يعد يغري مصمّمي باريس وبيروت

ملاقط غسيل صدئة وحبل رخوٍ لم يعد يحتمل عبء الأجساد الممزقة…

أحقاً أمتلك كل هذا

ما هذا الثراء الفاحش، أمن الممكن أن أخسر كل هذا؟!!! في جلسة قمار . او في لحظة ثمالة

أيعقل أن أرتدي ثوبي الاسود المطرز، وقبعتي الحمراء..

وأسهر على جرحي العميق الملتفّ كالعقد على رقبتي

ماذا لو ذهب الجميع وبقيت وحيدة.. تائهة

لا املك الا شبّاكي الخشبي الأبيض وسجائر ملت أحمر شفاهي

ماذا لو؟

ميساء الحافظ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى