مبعوث بوتين يبحث مع الأسد أجندة قمة أنقرة لإزالة العقبات أمام التسوية في سورية

بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، مع رئيس السوري، بشار الأسد، أجندة قمة أنقرة في إطار منصة أستانا وجهود روسيا لإزالة العقبات أمام التسوية في سورية.

وأفادت الرئاسة السورية، في بيان أصدرته عقب الاجتماع، الذي جرى أمس، بمشاركة نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، بأن لافرنتييف وضع الأسد «في صورة جدول أعمال اجتماع رؤساء الدول الضامنة المزمع عقده اليوم الاثنين في إطار مسار أستانا، والجهود الروسية المتواصلة من أجل تذليل العقبات التي تضعها بعض الدول، في المنطقة وخارجها، لتأخير التوصل إلى حل ينهي الحرب في سورية».

وأضاف البيان أن الوفد الروسي أكد خلال لقائه الأسد أنه «انطلاقاً من الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين فإن موسكو عازمة على الاستمرار بالعمل مع دمشق للتخفيف من الآثار الناجمة عن الحرب الإرهابية المستمرة على الشعب السوري، بالتزامن مع العمل على مكافحة الإرهاب وتطهير الأراضي السورية كافة».

وسبق أن أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيزور العاصمة التركية أنقرة للمشاركة في قمة الدول الضامنة لعملية أستانا الخاصة بتسوية الأزمة السورية، إلى جانب نظيريه التركي، رجب طيب أردوغان، والإيراني، حسن روحاني.

وأكدت الدول الـ3 أن إقامة مناطق خفض التصعيد في سورية يجب ألا تقوّض وحدة أراضي البلاد وسيادتها.

وتأتي القمة في أنقرة على خلفية التوتر الميداني في منطقة إدلب لخفض التصعيد، واستمرار عملية تشكيل اللجنة الدستورية السورية التي من المتوقع أن يمثل بدء أعمالها انطلاقة جديدة في مسار تسوية الأزمة سياسياً.

وفي سياق متصل، استقبل وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين أمس، بيير كرينبول المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» والوفد المرافق وجرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون المتميزة بين الجمهورية العربية السورية والأونروا والضغوط التي تتعرّض لها الوكالة والتي تستهدف الدور المهم الذي تلعبه دعماً لشعبنا الفلسطيني.

وجدد وزير الخارجية والمغتربين تأكيده على موقف سورية الثابت من القضية الفلسطينية التي تعتبر قضية مركزية ومن تقديم كل أشكال المساعدة والدعم لشعبنا الفلسطيني في مواجهة محاولة تصفية قضيته.

إلى ذلك، وجهت وزارة الخارجية السورية، أمس، رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن حول ممارسات وانتهاكات ما يسمى «قوات سورية الديمقراطية» قسد المدعومة من قبل الاحتلال الأميركي في محافظات دير الزور والرقة والحسكة، مؤكدة أن الجيش السوري سيستعيد كل التراب السوري من دون استثناء.

وأفادت وكالة «سانا» أن الخارجية السورية وجهت رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، جاء فيها:

«تواصل الميليشيات الإرهابية الانفصالية التي تسمى «قسد» ممارساتها الإرهابية والإجرامية والقمعية بحق أبناء الشعب السوري في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وحلب مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية ومن قوات «التحالف الدولي» التي تؤمن لها الدعم العسكري واللوجستي والمادي والسياسي وفي تناغم مشؤوم للمشاريع التي تنفذها بعض الدول العميلة للولايات المتحدة وترسمها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة غير آبهة بقرارات مجلس الأمن التي تؤكد في مطلعها دائماً على وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية وسيادتها واستقلالها وبتاريخ الشعب السوري وحضارته وقيمه التي ترفض المشاريع الانفصالية وتتمسك بوحدة سورية أرضاً وشعباً».

وكشفت الخارجية السورية أن ميليشيات «قسد» انتقلت إلى مرحلة جديدة من الخطف وطرد الأهالي وسرقة الممتلكات، وأضافت أنه: «لم تكتف ميليشيات «قسد» بالمشاركة في تنفيذ جرائم «التحالف الدولي» بحق أبناء الشعب السوري بل انتقلت الى مرحلة جديدة من اتخاذها من اختطاف المدنيين وتعذيبهم وقتلهم وطردهم من أماكن إقامتهم ومنازلهم سياسة لها فضلاً عن سرقة ممتلكاتهم وسوق الشباب منهم إلى التجنيد الإجباري غير الشرعي لديها وذلك بهدف فرض واقع جديد يخدم المخططات الأميركية والصهيونية بالمنطقة ويطيل أمد الحرب الإرهابية على سورية».

وأوضحت الخارجية السورية أن ممارسات «قسد» تأتي في الوقت الذي يحارب فيه الجيش السوري الإرهاب في محافظة إدلب.

وأكدت الخارجية تصميم دمشق و بمساعدة حلفائها على استعادة كل ذرة تراب من أراضي الجمهورية العربية السورية وتحريرها من رجس الإرهاب، وأضافت أن فتح معبر أبو الضهور وغيره من المعابر للمدنيين في إدلب هو أكبر دليل على احترام الدولة السورية للقانون الدولي الانساني بعكس المهزلة التي تحاول بعض الأطراف الترويج لها أمام مجلس الأمن.

وأشارت الخارجية إلى أن الإرهابيين يمنعون المدنيين من العودة إلى بلداتهم وقراهم ومنازلهم عبر منعهم من الذهاب إلى المعابر التي فتحتها الدولة السورية.

وختمت الوزارة بأن «سورية وحلفاءها ستتابع الحرب على الإرهاب ومن يدعمه حتى تحرير كامل التراب السوري من رجسه».

ميدانياً، ضبطت الأجهزة الأمنية السورية كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي.

وقال مصدر أمني، إنه «بالتعاون مع الأهالي، تمكنت الجهات المختصة خلال عمليات البحث والمتابعة من ضبط ومصادرة كميات من الأسلحة من مخلفات المجموعات المسلحة تضم قواذف RPG مع حشواتها وقذائف AGC وقنابل يدوية وقنابل مضادة للدروع وأجهزة اتصال لاسلكي، إلى جانب بنادق آلية وذخيرة بنادق ورشاشات متوسطة ومناظير».

وأشار المصدر إلى أن المضبوطات تم العثور عليها في مدينة جاسم بمنطقة الصنمين بريف درعا الشمالي، مشيداً بتعاون الأهالي الشرفاء مع الجهات المختصة والإدلاء بأي معلومات عن وجود أسلحة أو متفجرات من مخلفات المجموعات المسلحة حفاظاً على سلامتهم.

وكانت الجهات الأمنية بدرعا قد ضبطت خلال الفترات السابقة كميات ضخمة من الأسلحة المتنوعة والذخيرة الحية من مخلفات المجموعات المسلحة في كافة أرجاء المحافظة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى