«مهرجان الياسمين» ينشر الفرح في دمشق… وختامه لم يكن مسّكاً مع الصحافة السورية!

دمشق ـ آمنة ملحم

أربع حفلات متتالية شهدها «مهرجان الياسمين» الذي نظّمته شركة «مينا» للفعاليات الفنّية والثقافية أطلّ عبرها كل من الفنانين فايا يونان، ملحم زين، جوزيف عطية، ناصيف زيتون، ناشرين أجواء الفرح الذي يليق بوجه دمشق على مسرح مدينة المعارض القديمة بكل ما يحمله هذا المكان من رمزية ثقافية لوجه دمشق.

وبعد الانتقادات الكثيرة التي طالت مهرجان «ليالي قلعة دمشق» الذي نظّمته الشركة مؤخراً باستقطابها لفنانين عرب وتغيببها لأي صوت سوري في المهرجان، جاء مهرجان الياسمين كختام لفعالياتها الصيفية وفي محاولة من الشركة لتحقيق التوازن فارتأت افتتاح هذا المهرجان مع يونان واختتامه مع ناصيف زيتون كأصوات سورية شابة لها حضورها وجماهيريتها الكبيرة.

وكما جرت العادة فقد عقدت الشركة لكل فنان مشارك مؤتمراً صحافياً سبق حفله أعرب كل فنان عبر كل منهم عن سعادته بالغناء ونشر الفرح بين السوريين الذين أثبتوا أن الحياة تليق بهم والسلام جزء من هويتهم، وأن السياسة لا تفرّق بين الشعوب العربية وما حصل من مطالبات بترحيل اللاجئين السوريين من لبنان كان عبارة عن وجهات نظر فرديّة أطلقها أصحابها. وهذا ما أكده الفنان ملحم زين البعيد عن قبول وجهات النظر تلك، بينما طالب زيتون بترك السياسة لأهلها وأربابها وضرورة ابتعاد الصحافة عن إقحام الفنانين بهذا العالم.

أما على صعيد الحفلات فقد لاقت عموماً حضوراً جماهيرياً كبيراً وشهدت تفاعلاً من الجمهور مع بطاقات بأسعار مقبولة للمهرجان عموماً، باستثناء الفئة الأولى «vip» التي وصلت أسعار بطاقاتها لـ 25 الف ليرة سورية. وهنا رد المتحدث باسم شركة مينا فراس هزيم على سؤال الصحافيين خلال المؤتمرات بأن هذه البطاقات جاءت بناء على رغبة الجمهور بأن يكون للفئة الأولى مكان خاص، وبالتالي جاءت كتلبية لرغبة الحضور.

وأكد هزيم خلال أيام المهرجان أن أهم أهداف شركة مينا من هذه المهرجانات هي عكس صورة الفرح بسورية لكل العالم، وأن غايتها بلوغ العالمية في استقطاب النجوم من مختلف البلدان في المراحل المقبلة. وقد يكون هناك نشاط شتويّ للشركة كما أن مهرجانات عدة في محافظات مختلفة على قائمة مخططاتها للمرحلة المقبلة، أما عن إمكانية تحقيق حضور للمواهب السورية الشابة داخل البلد في حفلات النجوم ولو بوقت قصير يقتطع من كل حفل فرأى هزيم بأن هذه مهمة المهرجانات التي ينظمها قطاع الثقافة في البلد والتي تكون بدعوات عامة وهدفها دعم الفنانين الشباب، أما مع مهرجانات مينا فمن حق الجمهور التشبّع من حضور النجم على المسرح في الحفل ووقت الحفل لا يتسع لأكثر من فنان، ولكنه يؤكد دعمه المستمرّ لكل الأصوات السورية بشكل شخصي على الدوام.

عموماً تدرّجت نسبة حضور الجمهور من الحفل الأول وهذا ما تعتبره شركة مينا أمراً طبيعياً، فالحفل الأول يكون دائماً بمثابة افتتاح للتعريف بالفعالية، وحظي حفل جوزيف عطية بالتفاعل الأكبر مع الجمهور لا سيما بعد تركه المسرح ليغني بين الجمهور ناشراً أجواء عالية من الفرح.

وكما سارت الحفلات بنسبة تنظيم مقبولة كذلك كانت المؤتمرات الصحافية المرافقة للمهرجان والتعاون ما بين الصحافة والشركة المنظمة بعلاقة نجاح متبادلة بدعم صحافي للمهرجان وتقدير للحضور الإعلامي في الحفلات، ليأتي المؤتمر الأخير ويقلب القاعدة حيث امتلأ المكان بحضور «الفانزات» والهواة للعمل الصحافي عبر صفحات السوشيال ميديا. الأمر الذي شوّش على عمل الصحافة وتنقلت فرص الحديث مع الفنان ناصيف زيتون بين أولئك الهواة مع عدم قدرة عدد من الصحافيين على إلقاء أسئلتهم لكثافة الحضور. ومع انتهاء المؤتمر اندفع أولئك للحصول على بطاقات الدخول للحفل بغرض التغطية الإعلامية ليجد الصحافيون أنفسهم بلا بطاقات، ومع تنويه أحد المنظمين بأنهم سيدخلون الحفل للتصوير والتغطية حتى دون تلك البطاقات ولكن الصحافيين الذين ذهبوا للتغطية تفاجاؤوا بسوء المعاملة ورفض إدخالهم للتغطية فانسحب معظمهم مستائين من تلك المعاملة بعد كل الدعم الذي قدموه للمهرجان.

إلى متى ستبقى الصحافة السورية الفنية تعامل بهذه الطريقة؟ ومن يضمن حقوق الصحافي وتحقيق الاحترام اللائق به… وإلى متى سيبقى العمل الصحافي متاحاً للهواة وروّاد السوشيال ميديا دون رقيب؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى