رئيس الجمهورية: إذا استمر المسار السائد لما يسمّى بصفقة القرن فلا سلام في المنطقة

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنه «اذا استمر المسار الحالي السائد والقائم على ما يسمى بـ»صفقة القرن»، فلا سلام سيتحقق في الشرق الاوسط إذا لم يكن سلاما عادلا، وعكس ذلك يصبح فرض امر واقع على الشعوب العربية التي لا يمكنها ان تنسجم مع شعب غريب استوطن ارضها، وهو لا يتعاطى مع الآخرين الا وفق منطق القوة»، مؤكدا ان «اي سلام بين الشعوب لا يقوم الا على مبدأ العدالة والقبول بالآخر وهو لا يزال مفقوداً». واستعاد رئيس الجمهورية الازمة القبرصية «التي لا تزال دون حل بعد مرور 45 سنة على بدايتها، والقضية الفلسطينية التي تبقى دون حل بعد 71 سنة على حصولها»، معتبرا ان «لا حل لها في الافق، اذا استمرت السياسة الدولية في التوجه عينه، حيث وهبت الولايات المتحدة مدينة القدس الى اسرائيل، وهي اصلاً لا تملكها، كما وهبتها الجولان، وهناك تصاريح تعد بضم غور الاردن والمستعمرات المبنية على اراض عربية الى اسرائيل».

وقال: «كل ذلك هو ضد مبادئ الشرعية الدولية، لا سيما وأن النازحين السوريين الى لبنان أتوا نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية التي استتبت في معظم اراضي سورية، وبات بمقدورهم العودة الى ديارهم، لكن هناك من يمنعهم من العودة، وهذا يشكل بذاته إحدى المظالم التي تصيبنا في لبنان من بعض المجتمع الدولي».

ولفت الى ان «نسبة المساعدات الدولية لا توازي نسبة الحاجات»، مشيراً في الوقت عينه الى ان «هذا العبء بات مفروضا علينا لأن البعض يشترط مسبقاً إيجاد الحل السياسي في سورية قبل عودة النازحين».

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، وفداً من المشاركين في برنامج زمالة رواد الديموقراطية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا «World learning» في الجامعة الاميركية في بيروت، برئاسة شانتال سعيد مشنتف، وهو برنامج ممول من قبل الشراكة الأميركية الشرق اوسطية التابعة لوزارة الخارجية الاميركية ويضم شباباً من مختلف الدول العربية.

ورأى رئيس الجمهورية ان «للبنان خطة اقتصادية من شأنها إحداث تغييرات جذرية في البنى الاقتصادية، وذلك لمواجهة مختلف التحديات العصرية والخروج من الأزمة الراهنة. وقد تم تحديد القطاعات المنتجة وتوظيف الطاقات فيها، ما من شأنه تعزيز مختلف المناطق اللبنانية»، أملاً «ان يتم الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج في وقت قريب تطبيقاً لهذه الخطة».

وشدد الرئيس عون على أن «لبنان بلد مضياف ونحن نؤيد العمل الذي يقوم على اساسه البرنامج لجهة تشجيع الجيل الشاب، لا سيما النساء، على الانخراط في العمل العام»، مشيراً الى «اهمية تشجيع المرأة على الانخراط أكثر فأكثر في المجال السياسي»، موضحاً أن «المرأة في لبنان تتمتع بكامل حقوقها المدنية والسياسية وذلك منذ خمسينيات القرن الماضي، وقبل العديد من الدول حتى الاوروبية منها».

ودار حوار بين أعضاء الوفد ورئيس الجمهورية، حيث شدد الرئيس عون على ان «عالم الشباب وعالم المسؤولين متكاملين، وعلى الشباب أن يؤهلوا انفسهم للانخراط في العالم السياسي اكثر فاكثر»، منوّهاً بـ»أهمية ان تفسح الجامعات في المجال لهم لكي يتلقوا هذا التأهيل المطلوب»، وبأنه طالب بهذا الامر «مختلف الجامعات في لبنان عبر رسالة وجهتها اليها».

وقال رئيس الجمهورية: «نعمل على إدخال قدرات كبيرة الى دوائر القرار والى مختلف سلطاته»، ولاحظ أن «العمل الاقتصادي منفتح كالسياسي على دخول الطاقات الشابة اليه»، وأكد «اهمية تعزيز الكفاءات الشابة والاختيار منها في كل ميادين العمل العام».

وأشار الى «ضرورة إيلاء موضوع الهجرة الريفية الى المدن، لا سيما الى العاصمة بيروت، أهمية اساسية، من خلال تشجيع مختلف قطاعات الإنتاج وايجاد فروع للجامعات اللبنانية والمعاهد المهنية في القرى والبلدات البعيدة عن المدن الكبرى، لتركيز الشباب في أماكن وجودهم والحد من نزوحهم».

وعرض الرئيس عون مع رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، أوضاع المجلس وسبل تحسين وتفعيل عمله إضافة الى امكان توسيع صلاحياته.

وبحث الرئيس عون مع وفد من جمعية الهلال الاحمر الكويتي الذي زاره برئاسة رئيس الجمعية الدكتور هلال الساير بحضور السفير الكويتي عبد العال سليمان القناعي ورئيس الصليب الاحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي، اوضاع الجمعية ونشاطاتها داخل الكويت وخارجها، اضافة الى تعزيز سبل تعاونها مع الجمعيات والمؤسسات اللبنانية في لبنان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى