سميراميس

حدة عرجون

من الشرق

سيول جبال زغروس

تفيض

تصبّ في النهر العظيم

تملأ جوانبه

ترمي الدُّرر

هناك تحيط الحمائم

مضغة

تدفئها تقيها الضرر

تحضنها

صبيّة كالثلج

بانت ملامحها

تغذّت بإكسير السلام

حملت اليها حمائم بيضاء

من زاد الرعاة

حين بدت للأعين بهرت

أُخذت الى سوق نينوى

عُرضت كقطعة فضة

بمزاد علني

مَن يريد.. بنت حمام

من يدفع لهذه التغريدة…

سميراميس واقفة

جيدها يشع كالبلور

عيونها ثاقبة.. تتفجّر رهبة

تزيد التجار رغبة

كلها دلال وغرابة

وصل بريقها القلوب

قبل الأبصار

الكل أرادها

جزيل المال قدّموا لقاءها

فكانت من حظ مينوس

تلك الفاتنة

حين خرجت إلى المتنزه

تسدّل شعرها

تزيّن باللآلئ جيدها

الوزير صادفها

فتح فمَه دهشة

سرح ما كان باليد

يمسكه

وهام خلفها

يفرك باليدين أعيناً

أجنية أنت

أم ولدتك امرأة

أم أنتِ طيف إله زار نينوى

وأسرع الى الكفيل

يجزله يساومه

فكانت له جائزة

محظيّة مبجلة

وهو لها عاشق

أقام الأفراح شهوراً ولياليَ

مينوس

خذها الى حضنك

الى حصنك

عروساً إلهيّة

سميراميس

أيتها الحمامة المسالمة

في قلبك حلم

سيري إلى المجد

بتّ بالمقام الأرفع

شاركت بالحروب

وخططك باهرة

أيتها القديسة

يا بنت النهر

كل مسعاك محفوف بالنجاح

طريقك في قلب مينوس

محفوف بالورد

بتِّ الأميرة

بعد تحقيق المجد

بوركت بالثناء

حين دككت قلاع الأعداء

من خيمتك حيث ينام

مينوس

يائساً من دخول بكتريا

أنت فعلت

كيف لك؟

هكذا تكلّم الملك

بنت النهر تقهر جيشاً

تفتح حصناً

تهدّ مملكة الشرق

تعالت الأصوات تبجلها

تدعوها إلهة الرحمة

والحكمة

ويهتز قلب الملك

عشق حمامة

تلوح فوق الحصن

هوى الملك عربيد

تسلط وانتزعها من قلب

مينوس

الذي قضى الى الهاوية

علّق حبلاً

لم يطق لوعة فانتحر

سميراميس أيتها الملهمة

أنت إلهة حاكمة

شعبك عاشق

الملك مطيع وبك يتفاخر

وتعظمين يا حمامة السلام

في القلوب والأعين

امتد السلام في الربوع

وانتشر الحب في الارجاء

لا شيء

كان يؤرق الملكة المقدسة

غير سلوك مينوس

حين قسا

وحاد عن سبيل السلام

وتجبّر

أفسد في الأرض

جلد الأبرياء

قطع الرؤوس

يتّم الصغار

واستباح النساء

انزوت الحمامة جانباً

وفكرت

وحين جاءت ليلة الود

أجزلت لمينوس العاطفة

ذلك المتجبر الملطخ

بالدماء

تناسى نفسه بلمستها

الساحرة

راح يجثو أمام عطرها

طوع إشارتها

مينوس ايها الرائع

هل لي بأمنية

قال العاشق: اطلبي

أعرني عرشك ثلاثة أيام

متتالية

ضحك مينوس ملء الأصقاع

وتنازل

غير مبالٍ

سميراميس

خذيه الى السجن متوسلاً

اقطعي رأسه بالقاضية

المملكة الهادئة

اهتزت من هول الفاجعة

وحاصرت الجموع

القصر.

ناشطة ثقافية من الجزائر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى