فشل مشروعين حول سورية في مجلس الأمن فيتو مزدوج.. والجعفري يحسم القول!

فشل مجلس الأمن الدولي في تبني أي قرار بشأن الوضع في إدلب في سورية، حيث فرضت روسيا والصين الفيتو على مشروع قدّمته بلجيكا وألمانيا والكويت ورفضت الدول الغربية مشروع موسكو وبكين.

وفي كلمة أمام أعضاء المجلس، انتقد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، مشروع القرار البلجيكي حول «وقف إطلاق النار وتحسين الأوضاع الإنسانية في إدلب»، قائلاً إن وظيفته مشروع القرار هي تحميل روسيا المسؤولية عن سقوط ضحايا بين المدنيين في إدلب و»إنقاذ الإرهابيين من الهزيمة النهائية».

وأوضح الدبلوماسي الروسي: «للأسف، يتضح من محتوى المشروع وسير العمل على صياغته، أن الهدف الحقيقي لزملائنا هو إنقاذ الإرهابيين الدوليين المتحصّنين في إدلب من الهزيمة النهائية وتقديم روسيا وسورية على أنهما مسؤولتان عما يحدث في إدلب».

وتابع: «كان تجاهل أصحاب المشروع لضرورة مكافحة الإرهاب نقطة فاصلة لا تسمح لنا بدعم المشروع الموضوع صوب أعيننا».

وحظي المشروع بدعم 12 دولة عضواً في مجلس الأمن، هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبلجيكا، والكويت، وساحل العاج، وبيرو، وبولندا، وجمهورية الدومينيكان، وجنوب أفريقيا وإندونيسيا، فيما امتنعت غينيا الاستوائية عن التصويت.

ثم صوّت 9 أعضاء في المجلس، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ضد مشروع قرار روسي صيني كان ينصّ على إعلان هدنة في شمال غربي سورية مع استثناء الجماعات الإرهابية منها.

وقدّمت روسيا والصين مشروع القرار رداً على مشروع قرار أعدّته الكويت وبلجيكا وألمانيا.

وصوّتت روسيا والصين فقط لصالح مشروع قرارهما. وصوّت تسعة أعضاء ضد المشروع بينما امتنعت جنوب أفريقيا وإندونيسيا وغينيا الاستوائية عن التصويت. ويحتاج إقرار أي مشروع إلى موافقة تسعة أصوات وعدم استخدام روسيا أو الصين أو فرنسا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة حق النقض.

الجعفري

اكد مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري ان «سورية ترفض مشروع القرار الغربي حول إدلب جملة وتفصيلاً بسبب عدم التشاور مع دمشق وتجاهله وجود الإرهابيين».

وقال بشار الجعفري في كلمة القاها في مجلس الامن الدولي: «نرفض مشروع القرار الغربي حول إدلب جملة وتفصيلاً بسبب عدم التشاور مع دمشق وتجاهله وجود الإرهابيين».

واكد ان «المشروع تجاهل مسؤولية الدول الأعضاء عن عودة الإرهابيين وسحب بعض الدول الجنسية عنهم لإبقائهم في سورية».

واضاف ان «الدول التي قدمت مشروع القرار تناصب الدولة السورية العداء وتنخرط في جهود بعض الدول الهادفة الى زعزعة امن واستقرار المنطقة خدمة لمصالح الاحتلال الاسرائيلي».

وتابع أن «من استثمر في الإرهاب خاب أمله وخسر، لأن سورية مصمّمة على تحرير البلاد من كل احتلال»، مشيراً الى ان «سورية وافقت على وقف النار وفتحت معبري أبو الظهور وسوران لخروج المدنيين».

وصرّح الجعفري ان «المنظمات الإرهابية استهدفت المدنيين لمنعهم من المغادرة عبر معبري أبو الظهور وسوران».

وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن «دولاً دائمة العضوية في المجلس تواصل إساءة استخدام آليات الأمم المتحدة لتسييس الوضع الإنساني في سورية واستخدامه أداة في حملة معادية تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها ودعم الإرهاب».

وقال الدبلوماسي السوري: إن «تحسين الوضع الإنساني في سورية والتصدّي للصعوبات التي يواجهها السوريون يتطلبان الالتزام التام باحترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها ودعم جهودها في مكافحة ما تبقى من فلول التنظيمات الإرهابية».

وشدّد على «ضرورة إنهاء وجود القوات الأجنبية غير الشرعية على الأراضي السورية ووقف جرائم الحرب التي يرتكبها ما يُسمّى بالتحالف الدولي غير الشرعي».

وتابع الجعفري: «يجب الرفع الفوري للإجراءات القسرية أحادية الجانب التي أثرت بشكل كبير على حياة السوريين وأعاقت حصولهم على احتياجاتهم اليومية الأساسية والمعيشية».

ولفت إلى أن «التنظيمات الإرهابية في إدلب تواصل اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية وتقوم لليوم السابع بإطلاق النار عليهم لمنعهم من المغادرة عبر ممر أبو الضهور والتوجه إلى المناطق التي حرّرها الجيش من الإرهاب»، مضيفاً أن المجموعات الإرهابية المدعومة من قوات الاحتلال الأميركية ترفض السماح لقاطني مخيم الركبان بمغادرته وتقوم بالاستيلاء بالقوة على جزء كبير من المساعدات الإنسانية ونقلها إلى مقارها في منطقة التنف».

وقال الجعفري إن «سورية مستمرة بالتعاون مع الشركاء في العمل الإنساني وتبذل جهوداً كبيرة في هذا المجال».

وأكد أن «سورية ترفض مشروع القرار الذي تقدّمت به دول ما تسمّى حملة القلم الإنساني بسبب تجاهله الأسباب الرئيسة للأزمة الإنسانية وهي الإرهاب المدعوم دولياً والوجود غير الشرعي لقوات أجنبيّة ومحاولتها فرض وقائع جديدة على الأرض»، مشيراً إلى أن «مشروع القرار تجاهل ضرورة استثناء التنظيمات الإرهابية من وقف الأعمال القتالية وعلى نحو يتناقض مع اتفاقات استانا وسوتشي وتجاهل كذلك مسؤولية الدول الأعضاء في إعادة إرهابييها الأجانب وعائلاتهم ومساءلتهم».

الخطة التركيّة الأميركيّة داخل سورية

كشف وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن الخطة التركية الأميركية لإنشاء «منطقة آمنة» في شرق الفرات بشمال سورية تتضمن إقامة قواعد عسكرية ثابتة مشتركة مع واشنطن على طول الشريط الحدودي.

وقال أكار أمس، في حديث لعدد من الصحف التركية: «سنبني قواعد للقيام بالدوريات في شرق الفرات.. ستكون قواعد مشتركة مع الولايات المتحدة ونريد أن تكون دائمة».

وأضاف أن عدد تلك القواعد «سيتم تحديدها انطلاقاً من الوضع على الأرض»، مشيراً إلى أن «القواعد ستكون مثل تلك الموجودة في شمال العراق، حيث تجاوز عددها 20 قاعدة».

وتابع قائلاً: «إذا كنا سنفعل ذلك وسيخرج الإرهابيون من هناك، فسيكون ذلك انتصاراً كبيراً. هل سنتوقف بعد ذلك؟ لا، وهدفنا هو إنشاء منطقة بعمق 30-40 كيلومتراً على طول الحدود لضمان أمن بلدنا. ومن ثم سنعيد إلى الوطن مواطنين سوريين مقيمين على أرضها».

وأكد أكار أن «أنقرة ستقوم ببناء القواعد بمفردها في حال قيام أميركا بمماطلة المفاوضات حول المنطقة الآمنة».

وأعربت الحكومة السورية عن معارضتها القاطعة للخطة معتبرة إياها اعتداء سافراً على سيادة سورية وسلامة أراضيها، وانتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

مبادرة روسية تجمع مصر وسورية!

تقدّم رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي، بمبادرة لإنشاء فريق عمل برلماني ثلاثي يضم روسيا ومصر وسورية لإعادة الأخيرة إلى «الأسرة العربية».

وقال سلوتسكي، خلال اجتماع مع وفد برلماني مصري برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، كريم درويش، في موسكو، أمس: «لديّ فكرة ربما غير عادية. يمكننا التفكير في تشكيل فريق عمل ثلاثي الأطراف مع البرلمان السوري».

وشدّد البرلماني الروسي رفيع المستوى على أن مصر شريك استراتيجي لروسيا، وأوضح: « نحن بحاجة إلى إعادة سورية إلى الأسرة العربية».

واقترح سلوتسكي عقد اجتماع للجان الحكومية المشتركة التابعة لمجلسي الدوما الروسي والنواب المصري في موسكو أو القاهرة عقب القمة الروسية الأفريقية، التي ستنعقد في 23 و24 تشرين الأول في مدينة سوتشي برئاسة الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي.

تدمير طائرة مسيّرة في ريف دمشق

أسقطت الدفاعات الجوية للجيش السوري طائرة مسيرة فوق بلدة عقربا بالريف الجنوبي الغربي للعاصمة دمشق.

جدير بالذكر أن عشرات الطائرات المسيرة تم إطلاقها خلال الأشهر الماضية باتجاه الساحل السوري وباتجاه مواقع الجيش في ريف حماة الشمالي، حيث قامت الدفاعات الجوية الروسية والسورية بإسقاطها جميعاً وإحباط محاولات هجومها باتجاه قاعدة حميميم الروسية وباتجاه المواقع العسكرية السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى