كل هذا الحب بلا مبرر؟!

مذ عرفتك

وأنا أحيا كدوارٍ في رأس الزمن

أتعلم لغة الموج وهي تهدم كل تلك القلاع

التي أبنيها على رمل غيابك كل ليلة..

أرتكبُ حماقاتٍ كثيرة !!

كأن أخبّئ صوتك في علب الكبريت

فيشتعل البيت كله دفعةً واحدة بعودٍ واحد

وتملأ تلك البحة قلب جارتنا الوحيدة ولعاً

فتراقص الأكمام المتدلية

من غرف ذاكرتها التي تطل على الهاوية..

ما البرد!!؟؟

أخبرهم أنتَ ما البرد

عندما يسكن أطراف اللهفة

ويقدّد نتوءات الوحدة..

أخبرهم أنت

معنى أن تصلب الفراغ على فراشك كل ليلة

تمسكه بيديك تعصره بقوة

تضربه بفأس بمطرقة لا يهم

حتى ينزف أمامك تماماً.

تثمل تضحك عالياً ولكأنك قتلت للتو

طيف الموت الذي يسكن وجه هذه الأرض

فيعود متسكّعاً في الجهة المقابلة من الغرفة مستهزئاً

فتقتل أنت !!

أخبرهم أين أخفيتُ أجنحة الليل

وبأي ركن من هذا الظلام أقترفُ حبك

وهو يهوي من تشققات السقف

كقشورٍ رثةٍ على جثتي المتعبة..!!

شيءٌ آخرٌ كلياً ينشره ضوؤك

علك لا تفهم تماماً معنى

أن يتثاءب الفجر من وجهك

أو ان أصمّ أذني الوقت عن تنهداتك

حتى لا يسكر ليلي بك..

لن تعلم أيضاً معنى

أن أخفي ضحكتك في زجاجات فارغة

كنت قد ادّخرتها لوجه النساء قبل ان تسكنها الحرب..

لثرثرات الصبية في حارات دمشق..

أخبئها لورودٍ تحبل كل ليلةٍ برائحتك

وبذاكرة النار على شفتيك..

لن تفهم يا صديقي!!

ولن تعرف ما يعني كل هذا الهذيان لأمراةٍ مثلي

تعرف تماماً كيف تملأ قبة سمائك بمراجيح من نزق

بأغنيات الأمهات وهنّ يُسرّحن

شعر السحاب لأطفال لن يعودوا !!

أو تعرف كيف تهدي ظلك كصدقة

للطيور الزاحفة نحو الجنوب بحثاً عن الدفء

علها تعود لترتدي بحّتك..

غريبان نحن يا صديقي

لم يجمعنا سوى هذا الخراب

الذي لا يزال يفيض على جنباته

كل هذا الحب الذي يسكننا بلا مبرر ولا سبب

ريم بندك

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى