نصرالله: أيّ عميل يعود إلى لبنان يجب أن يسلّم نفسه لمخابرات الجيش استهداف «أرامكو» مهمّ ومَن اقتصاده من زجاج فليرحم نفسه

شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أنّ أيّ عميل يعود إلى لبنان يجب أن يسلِّم نفسه للمخابرات كي يتمّ التحقيق معه معتبراً أنّ العملاء يجب أن يُعاقبوا على أساس الجريمة التي ارتكبوها «فعندما يكون العميل مجرماً وقاتلاً ومفسداً في الأرض، يجب أن يكون حسابه مختلفاً وشديداً وقاسياً».

ودعا النازحين من بلدات القصيْر إلى تسجيل أسمائهم عند الأمن العام اللبناني لإعادتهم إلى بلداتهم مؤكداً أنّه «لا يوجد أيّ تغيير ديمغرافي في سورية».

وأكد أنّ استهداف شركة «أرامكو» مهمّ جداً وهزّ المنطقة وترك صدى وارتدادات مهمّة في العالم، منبّهاً إلى أنّ الإكمال بالحرب على اليمن يعني الهزيمة، وقال «مَن اقتصاده من زجاج كالإمارات فليرحم نفسه والمستضعفين جميعاً».

كلام السيد نصرالله جاء في كلمة له بذكرى أسبوع الشيخ حسين كوراني في مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية، أكد فيها أنّ «وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب قدّم معطيات مهمّة وتفصيليّة عن الاعتداء بالطائرات المسيّرة على الضاحية الجنوبية لبيروت ، ونحن رفضنا أيّ معادلات وقواعد اشتباك جديدة، ونحن سنبقى ملتزمين بهذه المعادلة»، مشدّداً على أنّ «الأمر لا ينتهي هنا. هذا بداية مسار وسنواصل العمل، وهذا الموضوع خاصع للميدان».

وأشار إلى أنه «حتّى هذه اللحظة، قرار مواجهة المسيّرات كان له تأثير واضح على عدد الخروقات».

ملف العملاء والهاربين

وأوضح في موضوع العملاء وملف اللبنانيين الّذين هربوا إلى «إسرائيل» عام 2000، أنّ «في الأيام الماضية، تمّ توقيف عميل هو المسؤول عن معقتل الخيام ، وتعبير الأسرى في الخيام وفي السجون الإسرائيلية وأهاليهم والرأي العام في لبنان على تنوّعه، هو تعبير طبيعي وصادق، وأيّ أحد لديه ملاحظة وتحسّس يجب أن يتفهّم ويتقبّل الموضوع، وهذا الموضوع كان مهمّاً جداً ليس من أجل توقيف العميل فقط، بل من أجل مسار خطير ومنحرف بالتعاطي مع العملاء».

وقال «هناك عملاء تعاملوا مع إسرائيل قبل العام 2000 وكانوا خدماً عند الإسرائيلي. هؤلاء عملاء ويجب أن تتمّ محاكمتهم، والعميل هو عميل والجميع شركاء وكلّهم عملاء ويجب أن يُعاقبوا، والعقاب يكون على أساس الجريمة». وفسّر أنّه «عندما يكون العميل مجرماً وقاتلاً ومفسداً في الأرض، يجب أن يكون حسابه مختلفاً وشديداً وقاسياً، ومحاكمة العملاء من الثوابت، ولا أحد في لبنان من فصائل المقاومة ساوم عليه أو عمل على بيع وشراء بالحدّ الأدنى عدا الآخرين».

ولفت إلى أنه «منذ سنة 2000 وقبل التفاهم مع « التيار الوطني الحر « في موضوع أهالي العملاء، للتوضيح لا يوجد شيء اسمه «مبعدون إلى إسرائيل»، بل هناك من هرب إلى إسرائيل، وهناك من غادروا الجنوب إلى بقية الأراضي اللبنانية ولم يؤذهم أحد، ومصطلح المبعدين مصطلح خطأ».

وأضاف «حين قتلنا عقل هاشم، لم ننفّذ العمليّة في المرة الأولى لأنّ عائلته كانت إلى جانبه، بل توجّهنا إلى قتل العميل الخائن الّذي يقاتل في الجبهة، ولا دخل لنا في عائلته، وتمّ تأجيل عملية عقل هاشم إلى حين كان لوحده، وهذا هو تاريخ المقاومة».

وتابع «هذه أخلاقنا وثقافتنا وديننا وقرآننا، وهذا التزامنا الوطني والأخلاقي. المقاومة الفرنسيّة قتلت وذبحت الآلاف من دون محاكمات، والحديث في فرنسا عن 10 آلاف قُتلوا بسبب التعامل مع النازية، بينما المقاومة عام 2000 لم تقتل صوصاً وسلّمت العملاء إلى القضاء بغضّ النظر عن تعامل القضاء معهم». وشدّد على أنّ «أيّ عميل يعود يجب أن يسلِّم نفسه للمخابرات كي يتمّ التحقيق معه، وهذا إجراء طبيعي للجيش، ونحن اليوم عام 2019 نقول الكلام نفسه بالنسبة للعملاء، ونحن كنّا واضحين في موضوع الاتفاق مع التيار الوطني ولا أحد يقول إنّه يجب ان تفتح الحدود والمعابر للعملاء من دون أيّ حساب. هناك آليّات قانونيّة ومن لم يتورّط بالعمالة أهلاً وسهلاً به وهناك عائلات كثيرة عادت، وهذه المسألة واضحة».

وأوضح السيد نصرالله أنّ «عودة العميل عامر الفاخوري سلطت الضوء على ملف سقوط الأحكام مع مرور الزمن، وهذا يحتاج إلى مناقشة قانونيّة، وأصلاً الحكم الغيابي بحقّ قاتل مجرم 15 سنة هو ضعيف وهزيل، ونحن سنعالج الموضوع قانونياً من خلال النقاش مع الكتل الأُخرى، فالأمر، لا ذاتياً ولا موضوعياً مقبول». وجزم أنّه «لا يمكن لمجرم مثله وبعد ما ارتكبه بالخيام، أن نقنع عوائل الجرحى ومن اغتصب في الخيام أنّ الحكم بحقّه سقط بتقادم الزمن». ورأى أنّ «الأحكام القضائية المخفّفة الّتي صدرت يجب أن يُعاد النظر فيها، والأخذ في الاعتبار كلّ المعطيات اللبنانيّة والداخليّة».

محاولة ضرب التحالفات

وأشار إلى أنّه «عند أيّ حدث، هناك من يدخل على الخط لتمزيق كلّ شيء في البلد، وأسهل شيء وقوع إشكال بين القواعد الشعبيّة على مواقع التواصل الإجتماعي «، مجدّداً الدعوة إلى جمهور المقاومة وكلّ الشعب اللبناني إلى «الحذر، فعند كلّ مسألة لا نبقي حجراً على حجر، وفي جزء من ذلك هناك استهداف». وشرح أنّ «على سبيل المثال، حتّى لو كان هناك خطأ في موضوع العميل الفاخوري، فيجب أن يُعالج الموضوع ضمن الآليّات المتّبعة، أمّا أخذ الحادثة إلى مشكلة بين قوى المقاومة والجيش فهذا خطأ ويخدم الإسرائيلي وسياسة الأميركيين في البلد». ولفت إلى «أنّنا على مدى عقود نقول إنّ معادلتنا الذهبية «الجيش والشعب والمقاومة»، وعند أيّ حادثة يتمزّق الشعب ويحصل إشكال مع الجيش»، وقال «هناك معطيات خاطئة لضرب تحالف حركة أمل وحزب الله، وحزب الله مع التيار الوطني الحر، ويجب الحذر في الموضوع».

عودة النازحين إلى القصيْر

وفي موضوع المساعدة لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم لفت إلى أنّ «هناك شيئاً جديداً في منطقة القصيْر وقد تأخّرت العودة إلى هذه المنطقة، وقبل أشهر عدّة وبناءً على قرار القيادة السورية ورغبة الأهالي، حصل تواصل ورتّبنا الوضع بما يتناسب مع عودة كاملة لأهالي القصيْر، ويهمّنا الإعلان لأهالي القصيْر وبلدات القصيْر التسجيل عند الأمن العام اللبناني لإعادتهم إلى بلداتهم ابتداءً من اليوم»، مبيّنًا أنّه «لا يوجد أيّ تغيير ديمغرافي في سورية ، وكلّ هذه شعارات كاذبة لإعطاء الصراع بعداً طائفياً ومذهبياً».

أزمة قيادة العدو

ولفت إلى أنّ «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فشل في الحصول على الأغلبيّة لتشكيل حكومة إسرائيليّة، ونحن أمام المشهد القائم نستطيع فهم أزمة القيادة في كيان العدو، وهذا الموضوع لا سابق له بعد فقدان القيادة التاريخيّة والتشتّت بالأصوات والأحزاب»، موضحاً أنّه «لا يهمّنا من يفوز في الانتخابات، فالعدوانيّة واحدة مهما كانت التشكيلة الحكوميّة».

النفط أغلى من الدم؟!

وبالنسبة إلى استهداف شركة «أرامكو» فأكّد أن «لا شكّ أنّ الحدث كان مهماً جداً وهزّ المنطقة وترك صدى وارتدادات مهمّة في العالم، وحين نتوقّف عند هذا الحدث نقول إنّه للأسف الشديد يتبيّن سواء في الرأي العام الدولي أو الإعلام السياسي كم أنّ النفط أغلى من الدم. ففي هذه المنشآت لم يُقتل أحد بل هي منشآت حديد ونفط قامت الدنيا ولم تقعد، ولكن على امتداد 4 أعوام وبشكل يومي تقصف طائرات العدوان السعودي – الإماراتي- الأميركي الشعب اليمني وتقتل النساء والأطفال، وهذا الموضوع لا يؤثّر بأحد». وقال «يوم أمس مثلًا، قُتلت سيّدة فلسطينيّة شابّة بدم بارد عند حاجز قلنديا، وكان شيئاً عاديّاً وبعض الدول العربية لم تكلّف نفسها بذكر الموضوع في الإعلام».

وأضاف «من يتضامن مع السعودية هذا شأنه ونحن نطلب أيضاً التضامن مع أشلاء وأطفال الشعب اليمني، ويجب أن يكون هناك توازن بين الدم والنفط». ونصح السعودية بأنّه «بدل شراء منظومات للدفاع الجوي في مساحة السعودية الكبيرة جداً ودفع ملايين الدولارات بلا جدوى، فالأقلّ كلفة هو وقف الحرب»، مشيراً إلى أنّ «السعودية تتحمّل الضربات، على عكس موضوع الإمارات الّتي لا تتحمّل».

وأشار إلى أنّ «الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدّث يميناً ويساراً ويعتبر أنّه في حال أراد المساعدة، على السعودية والعرب دفع الأموال، والمعادلة الوحيدة والطريق الوحيد الموصل للحلّ هو وقف الحرب الظالمة ضدّ اليمن وترك اليمنيين للحوار. أمّا الاستعانة بالأميركي والبريطاني، لن تؤدّي إلّا إلى الدمار»، مؤكداً أنّ «المحور المقابل قويّ جداً، وما حصل مع «أرامكو» من مؤشّرات قوّة المحور».

وأعلن أنّ «الّذين يقاتلون في اليمن مستعدّون للذهاب بعيداً بعيداً بعيداً في الدفاع عن أنفسهم، وترامب يريد الأموال وليس الحرب وهو يريد الانتخابات، والرهان على الإدارة الأميركية الحاليّة الفاشلة»، مشيراً إلى أنّ «القضيّة في فنزويلا انتهت، في حين كان الشعار إسقاط النظام في فنزويلا، وفشِل ترامب في كوريا الشمالية وفي «صفقة القرن» وفي العراق، كما فشل في إخضاع إيران واستسلامها»، وأوضح أنّ «ترامب يستجدي الرئيس الإيراني حسن روحاني للجلوس معه، وإيران تجدّد القول لهم إنّها قويّة، إلى حدّ أنّ كلّ الصراخ خلال الأيام الماضية لم يهزّ شعرة في ذقن أحد لأنّهم أقوياء وموحّدون ومتماسكون ويتقنون العمل ضمن كلّ المعادلات». وأكّد «أنّنا لا نريد مهاجمة أحد، ولكن ننصح أنّ الحرب على إيران ليست حلاّ، والإكمال بالحرب على اليمن يعني الهزيمة، ومَن اقتصاده من زجاج كالإمارات فليرحم نفسه والمستضعفين جميعاً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى