إحياء الذكرى الـ 37 لمجزرة صبرا وشاتيلا في بلدية الغبيري والكلمات تندّد بصمت المجتمع الدولي وتطالب بالعدالة

تحت عنوان «كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا» أحيت بلدية الغبيري ذكرى المجزرة الوحشية التي ارتكبها الصهاينة وعملاؤهم في العام 1982، وذهب ضحيتها ما يزيد عن ثلاثة آلاف شهيد، وذلك في مهرجان حاشد أقيمت فعالياته الخطابية في مركز بلدية الغبيري الثقافي «رسالات»، حيث غصّت القاعة بالشخصيات اللبنانية والفلسطينية ووفود أجنبية، تقدّمها راعي المهرجان رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، النائب فادي علامة ممثلاً برمزي علامة، المستشار الأول في سفارة فلسطين في لبنان حسان ششنية، معاون مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الشيخ عطالله حمود، عضوا مجلس بلدية الغبيري زهير وزنه وماهر سليم، وفد جمعية كي لا ننسى، ممثلو وقادة الفصائل والأحزاب اللبنانية والفلسطينية، ممثلو الهيئات والمؤسسات واللجان الشعبية وحشد جماهيري من كافة المخيمات الفلسطينية.

حمود

بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني لفرقة أطفال الصمود، استهلّ نائب مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الشيخ عطالله حمود المهرجان بكلمة ترحيبية ضمّنها جملة المواقف، ومما جاء في كلمته: «في ذكرى المجزرة نؤكّد على بقائنا الأوفياء للشهداء وللقضية، كما نؤكّد أنّ جميع المنضوين في خط المقاومة سيبقى على جهوزيته لإسقاط ما يسمّى صفقة القرن ومثيلاتها، وستبقى المقاومة الخيار الوحيد لتحرير الأرض والمقدّسات، وندعو الفلسطينيين إلى التوحّد ونبذ الانقسام ففي الوحدة انتصار وفي التشرذم ضعف، ونعود لنكرّر بأنّ من ارتكب المجزرة في صبرا وشاتيلا هم الصهاينة وعملاؤهم المحليون ولا يظنّن أيّ عميل بأنه سينجو من فعلته وما اقترفت يداه».

الخليل

وألقى راعي الاحتفال رئيس بلدية الغبيري معن الخليل كلمة جدّد فيها «مطالبتنا بتحقيق العدالة ومعاقبة المجرمين الذين ارتكبوا أبشع جريمةٍ بحق الانسانية»… وقال: إحياؤنا هذه المناسبة، قد يراه البعض من موقع الضّعف أو التباكي على جرحٍ لم يندمل على عدالةٍ… لكننا في الواقع، ومنذ أن عشنا زمن الانتصارات بدءاً من العام 2000 حين أنعمت علينا المقاومة بالتحرير والعيش الكريم، ومع اتساع رقعة القوّة والاستعداد عند جميع الشرفاء المنضوين في هذا النهج، تغيّر المشهد تماماً وأثمرت المتغيّرات توازناً حقيقياً على أكثر من صعيد…

أضاف: ما جئنا في هذه المناسبة الأليمة لنبكي ونستعطف أحداً، بل جئنا لنقول في وجه العالم وكلّ طغاة الأرض… بأنّ دولةً بُنيت على ارتكاب المجازر وقتل الأبرياء وتدمير البيوت وتشريد الآمنين لا بدّ أن تهزم وتزول، وما وعد سماحة السيد حسن نصرالله في هذا السياق، إلا بشارة حقٍّ ووعدٍ صادقٍ… نعم سنصلّي في القدس… ونرى ذلك قريباً إن شاء الله».

كذلك جدّد الخليل المطالبة «بإعطاء الأخوة اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم الإنسانية والاجتماعية… بما يليق ويحفظ هويتهم وقضيتهم وتمسّكهم بحقّ العودة ورفض التوطين».

ثمّ تساءل: «لماذا لم يتمّ تصنيف هذه الجريمة النكراء، الموصوفة والموثّقة صوتاً وصورة، بجريمة حربٍ… الجواب بكلّ بساطة، لأنّ القيّمين على العدالة الدولية يعرفون ويحرفون». ليختم مخاطباً أهل فلسطين «نشدّ على أياديكم أيّها الشرفاء الرافضون كلّ أشكال الاحتلال، اعلموا أنّ مقاومتكم هي الشوكة المؤلمة في خاصرة عدوّكم الغاصب، قلوبنا معكم يا أبطال غزّة وشجعان الضفة، يا حرّاس التين والزيتون… ولن تطول السنون، لا بدّ أن تعود فلسطين إلى الحرية».

ششنية

وفي كلمة للسفير الفلسطيني أشرف دبور ألقاها بالنيابة عنه مستشاره الأول حسان ششنية، خاطب الوفود الأوروبية في جمعية كي لا ننسى قائلاً: «أيها القادمون إلى ذاكرة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء، لكم التحية والتقدير على ما قدّمتموه منذ تأسيس جمعيتكم ونضالكم المستمرّ، منذ المؤسّس ستيفانو كاريني وخلفه الراحل ماوريسة موسولينو اللذان نعتبرهما أيقونة نضالية ساهمت في الدفاع عن الحق الفلسطيني، وعن حق ضحايا المجزرة بإيصال رسالتهم إلى العالم».

أضاف: «نجدّد الوفاء للأبرياء الذين سقطوا بسلاح الغدر والبطش والإرهاب، سقطوا بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت، وبعد صمود لبناني فلسطيني أسطوري استمرّ لثلاثة أشهر، بقيادة الرئيس الشهيد أبو عمار في وجه آلة التدمير والقتل الصهيوني وبعد الحصول على ضمانات دولية بحماية مخيّماتنا من أيّ اعتداء». وختم مؤكّداً في هذه الذكرى الأليمة «أنّ شعبنا وقيادته متمسّكون بحقوقنا الوطنية غير القابلة للتصرّف وفي مقدّمها حق العودة وتقرير المصير وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».

أهالي الضحايا

وفي كلمة لأهالي الضحايا، ألقتها ديانا الأحمد، وجّهت الشكر والتقدير لكلّ الذين يساهمون في احياء هذه المناسبة في كلّ عام وخصوصاً بلدية الغبيري وجمعية كي لا ننسى، ومما قالته: «لا تزال صورة المجزرة حاضرة أمام من بقوا على قيد الحياة وخصوصاً الأمهات والأطفال الذين كبروا وما زالوا يعيشون الذكرى دون أن تجفّ آلامهم ومآقيهم، فالأنين ما زال حتى يومنا هذا ملتصقاً بالجدران وما زالت الصرخات تشير للقتلة الصهاينة وأعوانهم من المجرمين العملاء».

الوفد الأوروبي

آخر الكلمات كانت للوفد الأوروبي القادم من أكثر من 10 دول، ألقتها باسمه الإيطالية ميركا غاروتي، وجاء فيها: «37 عاماً مضت على ارتكاب المجزرة والضحايا ما زالوا ينتظرون العدالة، وكما تعرفون أنّ السيطرة الصهيونية على الإعلام ومواقع القرار حالت دون محاكمة مرتكب المجزرة أرييل شارون، حتى أنّ بعض الدول عدّلت في قوانينها بهدف عدم التعرّض لهذا المجرم السفّاح».

أضافت: «نقول لاخوتنا الفلسطينيين وخصوصاً أهالي الضحايا، حقكّم لن يضيع وسنبقى نتحرك ونرفع الصوت لحين إحقاق الحق وتجريم كلّ المشاركين في المجزرة الأليمة… وأكرّر ما قاله الزعيم المناضل نلسون مانديلا بأنّ حريتنا ستبقى ناقصة ما لم يتمّ تحرير فلسطين».

مسيرة ووضع أكاليل

مع انتهاء المهرجان الخطابي، توجّه الجميع إلى مدفن شهداء المجزرة الذي يقع عند مدخل مخيم صبرا، وهناك وُضعت أكاليل الورد مع قراءة الفاتحة، وكلمات تناشد دوام النضال والمقاومة لحين تحرير الأرض وتحقيق العدالة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى