مزيد عن الرفيق رجا مزهر الفكر الممارس

بتاريخ 15/6/2016 عممت نبذة عن الرفيق الراحل الدكتور في الاقتصاد رجا مزهر. منذ أيام وفيما كنت اراجع ملفات لدي، اطلعت مجدداً على ما كان نشره الرفيق مزهر في عدد آب 1973 من مجلة «الرابطة» 1 .

ل. ن.

قالت الرابطة في تقديمها لكلمة الرفيق مزهر:

« الدكتور رجا مزهر، من انطلياس – المتن لبنان، خريد جامعة مشيغن في الولايات المتحدة في الاقتصاد العلمي عام 1971، خريج جامعة بورتلاند ستات عام 1973، مُجاز في الاقتصاد العلمي، استاذ مساعد حالياً في جامعة نيويورك في الاقتصاد الدولي، مرّ في «ساو باولو» الشهر الماضي مروراً سريعاً لتفقد اصدقائه الكثيرين والمُعجبين بعلمه وثقافته الواسعة.. وكان ان زار «الرابطة» وكتبَ لها المقال التالي

« ما قيمة الفكر إن لم يفعل؟ وإن فعل فما هو عطاؤه؟ كثيرون هم المشعوذون في بلادنا, حتّى أنَّ كل مواطن في بلادنا مُفكّر، هناك الفكر البنّاء، وهناك الفكر الهدّام, وهناك الفكر الغير مُكترث، الفكر البنّاء يصعب تحديده، وكذلك يصعب تحديد أي فكر، فنرى أن لا تحديد للفكر، يصبح فكرنا متعلقًا، وهذا هو الفكر المُمخرق الّذي يسير دون هُدى أو إدراك.

مما لا شك فيه أن كل فكر مهما كانت مرتبته، سواء علّت أو انحطت، أو تجمدت بتوازن كاستقرار المُستنقع، فإن لهذا الفكر هدف، ولكن ليس كل هدف بنّاء، فهناك الأهداف الغير أخلاقيّة وهناك الأفكار المناقبيّة، وهناك الأفكار الّتي لا تفعل وبعضها يفعل سلبًا.

« بعد هذا السّرد القصير، يلاحظ المُتبصر للأمور أن هناك درجات مختلفة من الفكر، ويلاحظ أيضًا أن الفكر الّذي يسير من دون هدف عاطل، لأنّهُ كالكُرة الّتي تسير دون محور فتتحطم إلى قطع صغيرة، وحتّى الفكر الهادف ليسَ شرطًا أساسيًا ليكون فكرًا فاعلًا بنّاء.. حتّى كلمة بنّاء يصعبُ تحديدها.

أيّها القارئ العزيز.. ليسَ هدفي تعقيد الأمور عليك، وليس هدفي إرهاق نفسي، ولكن الهدف كل الهدف هو محاولة الوصول إلى تحديد للألفاظ الّتي نطلقها كُل يوم. البعضُ يؤمن بفكرة والبعض الآخر يؤمن بفكرة أخرى، وحتّى بعضنا الّذين يؤمنون بنفس الفكرة يختلفُ إيمانهم، حيال هذا تجدنا أمام فهم يختلف لفكرة واحدة، وهذا الفهم بدوره يجعلنا ننتج أفكارًا مُختلفة حول فكرة واحدة، هل هذا اختراع أم هو بدعة؟ نحن نظن ولنا ملء الحق في أن نظن، إنَّ هذا الاستنتاج هو حصيلة فهم غير كامل للفكرة، الّذي ينقصنا نحنُ المفكرين هو التحديد، وكلنا يعلم في عالم الأدب والفن والاجتماع لا تحديد، ولكن في عالم العلم، مقاييس ومصطلحات مُتفق عليها.

الّذي حصل عندنا نحنُ رجال الفكر، هو فكر اجتماعي وفكر علمي، وبعضنا حصل على فهم علمي اجتماعي ازدواجي، ولكن الّذي لم يحصل لنا هو الفهم العلمي الاجتماعي والاجتماعي العلمي، الإنسان خلق المُصطلحات وليس هي المُصطلحات الّتي خلقت الإنسان، الإنسان أوجد المقاييس والتحديدات لا لتحُد فكرة، بل لتكون مدماك الانطلاق نحو الاتجاه الأعظم.

الفكر حتّى يكوّن فكرًا، عليه أن يطلب الفهم الكامل، والكمال يكون في شتى حقول الحياة، حيث يتخذ الفكر شكله الايجابي من متحدهِ الاجتماعي الأصغر، إلى المتحد الانساني الأشمل-المجتمع إلى المتحد الأعظم، وهو درجة من الإنسانيّة لم نصلها بعد.

الفكر حتى يكون فكرًا.. هو ذلك الفكر الّذي وجد لخدمة الإنسان وليس لخدمة إنسان، الفكر حتى يكون فكرًا، هو ذلك الفهم الّذي يطلب الكمال ويبني على قاعدة، إنّه فكر الوجود الفاعل وليس فكر الموجود، إنّهُ فكر الأساس وليس فكر النتيجة، إنّهُ الفكر الّذي ينتصر في المواجهات الزمانيّة والمكانيّة للمجتمع الإنساني.

والفكر حتّى يكون فكرًا.. هو هذهِ المُمارسة الإنسانيّة الهادفة بشمولها والمناقبيّة برؤاها، إنّهُ ذلك الفكر المُمارس العملي الّذي يطلب الحياة.

ندعو من عرَف الرفيق الدكتور رجا مزهر، ومنهم الرفيق ريمون الجمل تورنتو كندا والرفيق سعيد عطايا ضهور الشوير الى ان يكتبوا لنا ما يعرفونه عن الرفيق الراحل رجا مزهر

هوامش:

1 – مجلة «الرابطة» كانت صدرت في «سان باولو» ورأس تحريرها الأمين نواف حردان لم تستمر في الصدور طويلاً اذ كان الأمين نواف اشترى جريدة «ألأنباء» اسبوعية باللغتين العربية والبورتغالية من النائب والرفيق السابق عبدالله اللطيف اليونس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى