هذه هي نقاط الخلاف الأميركي التركي حول المنطقة العازلة في الشمال السوري..

باريس نضال حمادة

انتهت التجاذبات التركية – الأميركية حول المنطقة التركية العازلة في سورية على خلاف وانسحاب جزئي أميركي من المناطق الموضوعة في الخريطة التركية، أو كما قال بيان البنتاغون، بعيداً عن مسار العملية العسكرية. وقد أظهرت أسابيع من التفاوض والتجاذبات الفارق الكبير بين رؤية كل طرف ومصالحه في إنشاء المنطقة العازلة التركية على الحدود بين تركيا وسورية. وكما تظهر الخريطتان التركية والأميركية ، تريد تركيا منطقة عازلة بعمق ثلاثين كلم داخل سورية، بينما تقبل أميركا بمنطقة بين خمسة وعشرة كلم حسب المناطق والبلدات وأهميتها.

وتظهر الخريطة التي قدمتها تركيا والتي تعلن أنها سوف تقيمها، ولو بالقوة العسكرية، ثلاث مناطق مهمة وحاسمة لقيام أي كيان كردي انفصالي على الحدود بين سورية وتركيا.

وهذه المناطق هي:

أ القامشلي: والتي يسمّيها الأكراد قامشلو ويقولون إنها عاصمة الأكراد في سورية. وتظهر خرائط وبيانات حزب الاتحاد الكردي السوري الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي أن القامشلي هي عاصمة لدولة يريد الأكراد إقامتها في الشمال السوري على الحدود مع تركيا.

ب المنطقة الثانية المهمة التي تظهر في الخريطة التركية المقدمة للمنطقة العازلة، ولا تظهر في الخريطة الأميركية، هي حقول الرميلان النفطية والتي كما يظهر أنها محل نزاع بين الولايات المتحدة وتركيا. فبينما تظهر الرميلان واضحة في الخريطة التركية المعتمدة للمنطقة العازلة، تبعد عن المنطقة التركية العازلة المعتمدة في خريطة واشنطن أكثر من ثلاثين كلم. وتكمن أهمية حقول الرميلان بالنسبة للكرد في تأمين الموارد والمداخيل لأي كيان كردي في المستقبل، بينما تريد تركيا قطع أي موارد مالية تسهل المشروع الانفصالي الكردي وتساهم في إقامته.

ج بلدة عين عيسى: وتتمركز القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية الكردية، وهي ذاتها حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، في بلدة عين عيسى التي تقع على مفترق طرق يربط مدن الحسكة – تل أبيض – عين عرب – منبج . وتشير كل المعطيات إلى تزايد أهمية هذه البلدة بالنسبة لمشروع فيدرالية الشمال السوري، لكونها تعتبر صلة الوصل بين مختلف مناطق الشمال السوري، وبوابة لضم الرقة إلى مشروع الفيدرالية المزمع إقامته من أكراد سورية .

وتؤكد مصادر في حزب الاتحاد الديمقراطي السوري منذ بدايات العام 2017 في حوارات متعددة مع كاتب هذه السطور أن بلدة عين عيسى، رشحت لتكون أنسب مكان لبناء مؤسسات النظام الفيدرالي. ويشير أهالي المدينة الى عدم وجود حركة إعمار في البلدة سوى تلك التي بدأتها قوات سورية الديمقراطية بداية العام 2018 في أكثر من موقع.

هذه المناطق الحيوية الثلاث شكلت صلب الخلاف بين تركيا وأميركا وقلب الصراع الحالي بين الأكراد في سورية وتركيا التي عادت الى لهجة التهديد بعمل عسكري في الشمال السوري تقيم من خلاله المنطقة العازلة التي تعلن عزمها السيطرة عليها. وأظهرت تحركات عسكرية تركية مؤخرًا حشودًا عسكرية كبيرة للجيش التركي على طول الحدود السورية – التركية بدءًا من المناطق المقابلة لمدينة رأس العين شمالي الحسكة وصولاً إلى مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي تزامناً مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع تركية تقوم بتمشيط المنطقة بشكل كامل.

وتنوي تركيا إقامة حزام عربي في المنطقة العازلة تشكل حاجزًا ديمغرافيًا بينها وبين أكراد سورية وبين الأخيرين وبين أكراد تركيا. وهناك مشاريع تركية لتوطين مئات آلاف العرب النازحين من المنطقة الوسطى في سورية ومن أرياف دمشق ودرعا وحماة في بلدات ومدن المنطقة العازلة. وقد بدأت تركيا قبل عامين مشروعها هذا عبر توطين عشرات آلاف العرب في مئات البلدات التي نزح عنها الأكراد في ريف عفرين شمال سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى