تنديد واسع بالهجوم العسكري التركي على سورية: تهديد للأمن القومي وتمهيد للعودة إلى الامبراطورية العثمانية

ندّدت شخصيات وقوى سياسية وحزبية بالعدوان التركي السافر على سورية محذرةّ من تداعياته على استقرار المنطقة، مطالبةً أنقرة بوقف عدوانها فوراً وسحب قواتها، ووقف دعمها للتنظيمات الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية.

وفي هذا السياق، أكد وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، أن «التهديد بانتهاك سيادة الأراضي السورية خلافاً لكل المواثيق الدولية التي تنص على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، يستوجب تحركاً دولياً لردع أي اعتداء أو تصعيد ويتطلب موقفاً عربياً موحداً رفضاً لأي مساس بوحدة الأراضي السورية ودعماً للشقيقة سورية في الحفاظ على سيادتها ووحدتها».

ودان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان «العدوان السافر الذي يشنّه الجيش التركي على شمال سورية «، مؤكداً أن «هذه الخطوة تأتي نتيجة الإنقسامات العربية ومواقف بعض الدول المتخاذلة، ما جعل العالم أجمع ينظر إلينا كدول عربيّة بنظرة استخفاف وإن لم يتوقّف هذا العدوان اليوم قبل الغد، نكون قد دخلنا في المنطقة في المجهول وفي الفوضى التي لن يقدّر أحد خطورة ما يمكن أن تصل إليه». ودعا الدول العربية إلى «التدخل والضغط مع المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان، حيث أن سورية التي واجهت المؤامرة الكونية على مدى 8 سنوات، لن تقف مكتوفة الأيدي بوجه أطماع العثمانيين»، مشدّداً على «ضرورة عقد اجتماع لجامعة الدول العربية بحضور ممثل عن الجمهورية السورية واتخاذ موقف موحد».

بدوره، قال رئيس كتلة النواب الأرمن الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان في تصريح «نبع السلام ينبع من دولة الإرهاب، تركيا تتوغل داخل الأراضي السورية وتحتل، أمّا العالم المتمدن فيتفرّج».

أضاف «لا الاستنكار، لا الإدانة ولا البيانات تغيّر حقيقة الاحتلال والإرهاب. المطلوب موقف عربي موحد ضد الاستعمار التركي وموقف موحد لشعوب المنطقة العربية التي لا تزال تتذكر ويلات العثمانيين واحتلال لواء اسكندرون، احتلال ولو جزء من سورية تمهيداً لاحتلال أراض عربية أخرى والعودة إلى الامبراطورية العثمانية».

كما دان الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد الغزو التركي للأراضي السورية شرق الفرات، ودعا إلى انسحاب الجيش التركي من كل الأراضي السورية، معتبراً الاحتلال التركي لأجزاء من سورية تهديداً لاستقلال سورية ووحدة أراضيها.

كما دان سعد الاحتلال الأميركي لمناطق في سورية، وتعاون أحزاب كردية مع هذا الاحتلال، داعياً إلى خروج القوات الأميركية من سورية، ومطالباً الأحزاب الكردية المعنية «بأخذ العبرة من التخلي الأميركي عنها، وبالعودة إلى حضن الوطن والدولة السوري».

وشدّد سعد على أنّ حماية وحدة سورية واستقلالها ودورها تجاه القضايا العربية «لا يمكن لها أن تقوم إلاّ على استعادة الدولة السورية لسيادتها على كلّ أراضيها، وإلاّ على قاعدة الحلّ السياسي الذي يحظى بتأييد الشعب السوري بعيداً عن التدخلات الخارجية».

ودعا كلّ الحريصين على سورية إلى الوقوف بحزم ضدّ الغزو التركي، والاحتلال الأميركي، وإلى دعم مسيرة استعادة السيادة وترسيخ مسار الحوار الداخلي، بدءاً بإقرار الدستور الجديد، واعادة البناء، وصولاً إلى ترسيخ الحل السياسي والوحدة الوطنية

وقال النائب اللواء جميل السيّد ، في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ «هجوم تركي على أكراد سورية واستنكار أوروبي وعربي، والمتقاتلون هنا والمستنكرون هناك في حضن أميركا ، تآمروا لتدمير سورية منذ 2011 ومعهم النصرة والدواعش، اليوم يقتلون بعضهم بعضاً في شمال سورية، لماذا؟ ضاعت الطاسة عند الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، فضاعوا… والنارُ تأكُلُ بعضَها، إنْ لمْ تجِدْ ما تأكُلُهْ».

واعتبر رئيس «الحركة الشعبية اللبنانية» النائب مصطفى حسين ، أن العدوان التركي على سورية «يشكّل خرقاً فاضحاً للمواثيق الدولية والقانون الدولي» ورأى أن «انتهاك سيادة أي دولة خصوصاً إذا كانت دولة عربية هو أمر مرفوض بالمطلق ولا يجوز السكوت عنه وترك الأمور لتشكل سابقة».

ورأى الأمين العام لـ»حركة النضال اللبناني العربي» فيصل الداود، في بيان، أن «النظام التركي وقع في قرار خاطئ سيدفع ثمنه غالياً، لأن الجيش السوري سيتصدى لهذا العدوان دفاعاً عن أرضه وشعبه وصوناً لوحدة سورية وسيغرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في دمه بالأرض السورية، التي شهدت انتفاضات وثورات ومقاومات ضد من غزاها، والتاريخ يشهد على ذلك، من ثورة إبراهيم هنانو الى سلطان باشا الأطرش ويوسف العظمه وغيرهم من الأبطال، وأن الرئيس السوري بشّار الأسد الذي انتصر بدعم شعبه على المؤامرة التي نفذتها تركيا ومعها أميركا والعدو الإسرائيلي وعملاؤهم، سيلقن الغازي التركي أردوغان الدرس الذي لن ينساه، وسيكون جيشه في مصيدة الجيش السوري المحتضَن من شعبه وحلفائه».

ودان «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» في بيان الهجوم العسكري التركي على الأراضي السورية واعتبره انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية.

ورأى اللقاء أن «هذا التدخل السافر في شؤون دولة عربية ذات سيادة يشكل خطراً على الوضع الإقليمي المتفجر أصلاً، ويمكن أن يؤدي إلى تبعات سلبية قد تأخذ المنطقة إلى تداعيات كبيرة لا تحمد عقباها».

وأكد اللقاء وقوفه إلى «جانب سورية قيادة وشعباً في الدفاع عن وحدة أراضيها»، مطالباً «تركيا بوقف عدوانها فوراً وسحب قواتها، ووقف دعمها للتنظيمات الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية».

ورأت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع في بيان أنه «لم يعد تكهناً أو افتراضاً خيالياً أن الاردوغانية بأطماعها ونواياها العدوانية في شمال سورية تشكل توأم الصهيونية في الجنوب بل حقيقة جلية لا لبس فيها ولا إبهام ولا سيما أن الاستهداف واضح منذ اندلاع الحرب على سورية، حيث تولى أردوغان ونتنياهو إطلاق الذئاب الكاسرة من الإرهابيين لتدمير سورية وإشغال جيشها القومي والعبث بالجغرافيا السورية تحت عناوين مختلفة بغرض إسقاط الدولة الوطنية السورية نقطة ارتكاز الصراع القومي في المشرق العربي ومحور إعادة بعث فكرة العروبة الجامعة لشعث أمتنا التي شلعها اردوغان ووزير خارجيته منظر سياسات الربيع العربي أحمد داود أوغلو».

وأضافت «يبدو أنّ أردوغان المأزوم اقتصادياً والراسب بلدياً والمتصدع حزبياً لم يتعظ من الذين سبقوه إذ كلهم رحلوا وبقي الأسد في عرين الشام الأبية العصية على الكسر فإذا به يلعب آخر أوراقه الساقطة حتماً بعد أن عاش وهم السلطنة العسملية الذابلة والمتهاوية مع أوراق الخريف العربي».

وقال اللقاء «إنّ مغامرة اردوغان في شمال سورية بعد فشل حرب الواسطة ضد سورية وجيشها وشعبها الذي هزم أقزام اردوغان من قطعان النصرة وبقايا القاعدة وداعش تشكل آخر حلقات سقوط الحكم الأردوغاني لتركيا حيث ستبتلع جيشه كما أحلامه والأوهام، أرض سوريا الحبيبة ارض التاريخ والحضارة والعراقة التي لفظت كل الهمج والرعاع ومعهم كلّ الاحتلالات»,

ورأوا «أنّ إدانة هذا العدوان السافر لا تكفي بل تستدعي تحركاً لكل قطاعات شعبنا وأمتنا وعلى كل المستويات محلياً وعربياً وعالمياً لفضح أردوغان وبهلوانياته وأطماعه في الأرض العربية وان ابتلاعه لكيليكيا والاسكندرون لا يعني أنه سيسيل لعاب شهيته للمزيد، فكل ذرة تراب من أرض سورية ستعود عاجلاً أم آجلاً لأن هذا منطق التاريخ وإرادة الشعوب تجاه الاحتلال وسنة من سنن الحياة الحرة».

وطالب اللقاء جامعة الدول العربية «التحرك الجدي أبعد من بيانات الإدانة اليتيمة وبكاء الأطفال ومن ثم صمت أهل القبور لأن القضية قضية أمن قومي عربي وليست قضية عابرة يتم إشاحة النظر عنها».

وتوجهت أحزاب البقاع في بيانها إلى أكراد سورية الذين، وجدت أنهم أمام خيار واحد «العودة إلى حضن الدولة الوطنية السورية، حيث كرامتهم كمواطنين أعزاء وكفى رهانات خاطئة على أميركا التى تركتهم على قارعة الأحداث يتخبطون بدمائهم وخياراتهم البائسة. فإما كنف الدولة أو كفن الزوال وعليهم أن يختاروا».

بدوره، أكد حزب «الاتحاد» في بيان «أن العدوان التركي السافر على الأراضي السورية ليس وليد ساعته، وإنما هو موجود في وجدان القيادات التركية المتعاقبة، ويأتي في محاولة تركية لاستعادة زمن الاستعمار واستعباد الشعوب»، لافتاً إلى أن «هذا العدوان الذي يشكل تعدياً سافراً على وحدة واستقلال الأراضي السورية وسيادة الحكومة، ويمثل تطوراً خطيراً ومنعطفاً حاداً غير مقبول على سيادة دولة شقيقة من مؤسسي جامعة الدول العربية، وهو مرفوض ومدان ويشكل تهديداً للأمن القومي العربي وتدخلاً صارخاً بالشؤون العربية».

واعتبر «تجمّع العلماء المسلمين «، أنّ «الغزو التركي الحاصل اليوم للشمال السوري هو احتلال واعتداء واضحَين، والرد يجب أن يكون بعودة الذين خرجوا عن الدولة إليها والقتال معاً».

ولفت إلى أنّ «الإدانات الخجولة من بعض الدول العربية ومن جامعة الدول العربية» ليست كافية، بل لا بدّ من الإعلان وبوضوح عن الاستعداد للقتال إلى جانب سورية ، من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع المشتركة بين الدول العربية».

ودعا التجمّع الدولة اللبنانية إلى أن «تكون على أهبة الاستعداد لتدارك الأوضاع الّتي يمكن أن تنتج عن الحرب التركية على سورية، لأنّ تداعياتها ستصل حتماً إلى لبنان إن لجهة نزوح سوري جديد، أو لجهة عدم استقرار اقتصادي يتعدّى حدود لبنان إلى الإقليم».

ودعا رئيس تيّار « صرخة وطن « جهاد ذبيان إلى موقف عربي ودولي حاسم في رفض العدوان التركي الذي يستهدف الأراضي السورية في الشمال ، والذي يأتي في سياق المخطط الذي يستهدف سورية منذ ثمان سنوات.

وأشار إلى أن أردوغان «الحالم بإستعادة الحلم العثماني يكشف مجدداً عن نواياه الإستعمارية وأطماعه في احتلال أجزاء من الشمال السوري، في سياق تنفيذ مخطط تركيا الرامي إلى إعادة تشكيل الديمغرافيا السورية تحت عناوين مذهبية وطائفية».

وأكد أن «سورية قيادة وجيشاً وشعباً لديها كامل الحق في الدفاع عن وحدة أراضيها في مواجهة أي عدوان»، لافتاً إلى «أن الخطر التركي لا يقل شأنا عن خطر داعش والتنظيمات الإرهابية التي حاولت تقسيم سورية». كما وجه ذبيان الدعوة إلى الأكراد للعودة «إلى كنف الدولة السورية لأن دمشق تشكل الضامن الوحيد لهم من أجل تأمين وحدة التراب السوري، حيث يشكل الأكراد جزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى