فوّاز رئيساً للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم: لإنقاذها من براثن التقسيميين والفئويين

علي بدر الدين

شكل انعقاد المؤتمر العالمي الثامن عشر للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وانتخاب رئيس المجلس القاري الأفريقي عباس فواز رئيساً للجامعة بالإجماع نقلة نوعية باتجاه إنقاذ الجامعة وتوحيدها، وخاصة أنّ الحضور الاغترابي النوعي والشرعي والقانوني الذي غصّت به القاعة في مبنى عدنان القصار يمثل معظم تواجد دول الاغتراب اللبناني في العالم، أعطى انطباعاً إيجابياً ورسم خريطة المرحلة المقبلة من عمل الجامعة التي تعاني من انقسامات وصراعات وخلل مزمن، وهي أحوج ما تكون إلى الحرصاء عليها وعلى الاغتراب وهم كثر وتجسّدوا في المؤتمر الذي كان أمس واحداً من المؤتمرات العالمية القليلة التي ضخت دماً جديداً في جسد الجامعة للحؤول دون سقوطها بالضربة القاضية على أيدي منتحلي الصفة وغير الشرعيين الذين مضوا في تشتيتها وتفريغها حتى أصبحت على قاب قوسين من الانهيار والاحتضار.

انّ اختيار المؤتمر لعباس فواز رئيساً، كان موفقاً وفي توقيته لأنه صاحب خبرة وتجربة اغترابية ناجحة، وقد تسلّم رئاسة المجلس الوطني في ليبيريا، ورئاسة المجلس القاري الأفريقي لثلاث دورات، والأهمّ أنه ترأس لجنة الحوار الاغترابي لسنوات ونجح في فتح أبواب الحوار أمام الجميع، وهو على مسافة واحدة وقادر على تعميق الهوّة وتقريب مساحة الخلاف والأمل في الوصول الى توافق ينقذ الجامعة ويعيد لها وحدتها وإلفتها ودورها المطلوب في ظروف صعبة يعاني منها الوطن بمقيميه ومغتربيه…

انتخبت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عبّاس فوّاز رئيساً لها بالتزكية، خلال المؤتمر العالمي الثامن عشر الذي عُقد أمس في مبنى القصار برئاسة الرئيس العالمي القنصل رمزي حيدر، وفي حضور مديرة الشؤون الاغترابية في وزارة الخارجية والمغتربين السفيرة فرح بري، المدير العام السابق للمغتربين رئيس منتدى التنمية والهجرة هيثم جمعة، والرؤساء العالميين الحاليين والسابقين من أكثر من 50 بلداً في العالم.

كما تمّ انتخاب جهاد الهاشم نائباً أول للرئيس، ونواب الرئيس أرين اربرخت، محمد شاهين، علي النسر، ميشال أبو مخايل ومحمد الجوزو، وعزت عيد أميناً للصندوق وجميل راجح مسؤولاً للعلاقات الدولية.

في البداية تحدث القنصل حيدر، فأكد «السعي للوصول إلى ما تستحقه جالياتنا من اهتمام وعناية ولتتمكن الجامعة من استرداد الدور الرائد الذي من أجله تأسّست ونشأت»، مشيراً إلى أنّ ذلك «يستدعي إقامة ورش عمل يساهم فيها الجميع، مع العمل على تحييد السياسة والطائفية والمذهبية والفردية والمحاور عن الجامعة وتأكيد دور الكفاءات والطاقات الفاعلة المؤمنة بالثقافة الإغترابية، والتي تعني الإستعداد للبذل والعطاء».

بعده ذلك، تلا الأمين العام للجامعة جان عازار تقريراً عن أوضاع الجامعة المالية والإدارية والتنظيمية.

ثم ألقى فواز كلمة ناشد فيها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء التدخل لدعم الجامعة، مؤكداً أنّ «من واجبنا ومسؤوليتنا أن نتعاون لإنقاذها من براثن التقسيميين والفئويين والعنصريين من دون ادّعاء أو مبالغة بل بواقعية وولاء وطني لأنه حرام أن ندفنها قبل فوات الأوان أو ننجرّ إلى الفخ الذي يحاول بعض الوصوليين إيقاعنا فيه».

واعتبر «أنّ من حق الجامعة والاغتراب علينا أن نحافظ عليها من المتربّصين بها الشرّ والسوء، ليس من أجلها فقط بل من أجل لبنان الذي يستغيث ومن أجل المغتربين في كلّ العالم حيث يتعرّضون للخطف والعقوبات والحصار. فلنكن جميعاً على قدر المسؤولية ونجعل من هذا المؤتمر وقراراته وتوصياته بداية النهاية للأزمة التي فرضت على الجامعة واستهدفت المغتربين».

وتمنّى للمشاركين «النجاح وأن يكون المؤتمر محطة جديدة لانطلاقة جديدة تؤتى ثمارها بمنأى عن الصراعات والانقسامات التي هي أساس الفشل وخيبات الأمل، وعلينا إقفال الثغرات في جدار الجامعة للحؤول دون السماح للمتطفلين والمارقين والتقسيميين أن يعبثوا بها أو ينجحوا في ألعابهم المكشوفة التي سيكون مصيرها السقوط، لأنّ الجامعة وجدت لتبقى وستبقى».

وأعلن فوّاز برنامج عمل المرحلة المقبلة، ويتضمّن:

أولاً: توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم:

1 1- فتح حوارات مع سائر الجهات المنشقة عن الجامعة ومع هيئات الجامعة في كلّ أنحاء العالم.

1-2 تعيين لجنة قانونية من محامين مختصين ومحامين دوليين للعمل على تطبيق نظام الجامعة واقتراح تعديله حيث تدعو الضرورة بهدف تطويره مع مستجدات العصر.

ثانياً:

2-1 زيارات إلى بلدان الاغتراب بهدف تنظيم وتفعيل الفروع والمجالس الوطنية واستحداث فروع ومجالس جديدة حيث تدعو الحاجة.

2-2 تدعيم العلاقات بين الجاليات اللبنانية في ما بينها من جهة وبينها وبين دول وشعوب الدول المضيفة من جهة أخرى من خلال الزيارات لهذه البلدان وعبر إقامة مؤتمرات ونداوت فيها.

ثالثاً: العمل على إنشاء اللوبي اللبناني العالمي من خلال إقامة مؤتمرات دورية في لبنان للمغتربين والمتحدّرين من أصل لبناني في المجالات كافة وعلى سبيل المثال لا الحصر: مؤتمر الحقوقيين اللبنانيين في العالم، مؤتمر الأطباء اللبنانيين في العالم، مؤتمر الإعلاميين اللبنانيين في العالم، مؤتمر المهندسين اللبنانيين في العالم، مؤتمر الاقتصاديين اللبنانيين في العالم، مؤتمر للوزراء والنواب والفاعليات السياسية السابقة والحالية من أصل لبناني في بلدان العالم. تعقد هذه المؤتمرات في العاصمة اللبنانية – بيروت، مركز الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بشكل منفصل ودوري حسب الاختصاص ويشارك فيها المختصون اللبنانيون المقيميون والمغتربون والمتحدّرون من أصل لبناني.

ينبثق عن هذه المؤتمرات لجنة متابعة لكلّ مؤتمر وتجتمع هذه اللجان في بيروت تحت إشراف الجامعة لتشكل معها اللوبي اللبناني العالمي.

رابعاً: تعيين لجان شبابية قارية من جميع القارات من اللبنانيين والمغتربين والمتحدّرين من اصل لبناني.

خامساً: توسيع ملاك المكتب التنفيذي والإداري ليشمل مدير مكتب، دبلوماسي، خبير اقتصادي واجتماعي ومدير إعلامي متخصّص في الإعلام وشبكات التواصل.

وفي ختام المؤتمر، تمّ أخذ الصورة التذكارية للهيئة الجديدة مع السفيرة بري وفوّاز وحيدر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى