ندوة حول كتاب «فن التجهيز ـ إشكالية العلاقة بين المبدع والمتلقّي» للدكتورة هناء عبد الخالق

رنا محمد صادق

برعاية وزارة الثقافة اللبنانية أقامت «جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت» في مقرها في فردان، ندوة حول كتاب «فن التجهيز ـــ إشكالية العلاقة بين المبدع والمتلقّي» للدكتورة هناء عبد الخالق.

خلال الندوة للفنان الدكتور عدنان خوجة كلمة استعرض فيها عناصر الكتاب وقدّم عرضاً لمساره المنهجي وتطوره وناقش البحوث الواردة فية من وجهة نظر أكاديمية. وتوقف عند عدد من المسائل الإيجابية التي تضمّنها منها تنوّع وغنى المرجعيات المعتمدة والجهد المبذول لتحقيق البحث. كما نوّه بالقيمة العلمية للكتاب كمرجع مهم بالعربية لفن التجهيز.

الناقد والإعلامي أحمد بزون قال خلال كلمته: لا بدّ من القول إن كتاب «فن التجهيز» الذي بين أيدينا يميل أكثر إلى رسم الإطار النظري، من دون الخوض في الوقائع والتجارب والأحداث في المستوى نفسه، فقد ركزت الكاتبة على تقديم الإطار التاريخي لهذا الفنّ بإسهاب، وبذلت جهداً مهماً لجمع كل المفاهيم والنظريات والفلسفات التي يرتكز عليها فنانو التجهيز، وبدت صبورة في هذا المجال، بل بدت أحياناً مستمتعة في تفنيد فلسفة هذا الفن والاستغراق فيه، والحق يُقال إنها استكملت هذه الناحية على أتم وجه، من دون أن ننسى أن كتابها هذا هو من الكتب القليلة المختصة بفن التجهيز في العالم، وهو أول كتاب من نوعه في العالم العربي. وهذا يحسب لها قبل أي ملاحظة حول الكتاب.

الحقيقة أن الكاتبة تعاملت بجدية نادرة مع موضوعها، فقدمت مادة مكثفة وقيّمة، وإحاطة وافية لفن التجهيز واضعة إياه في الإطار التاريخي لفنون ما بعد الحداثة، متحدثة عن بداياته وتطوّره وانتشاره ومصادره وعلاقته بالمكان والزمان والتقنيات والمضامين، وخاضت غمار مسألة شائكة على مستوى العالم، وشائكة أكثر على مستوى لبنان، هي مسألة العلاقة بين الفنان المبدع والمتلقي، وحوّلت صفحات كتابها إلى مساحة لحوار النظريات التي طرقت هذا الموضوع وناقشتها عمودياً بالتسلسل التاريخي، وأفقياً بتفصيل واسع لكل محطة من محطاتها.

وخلال حديثها لـ»البناء» قالت عبد الخالق: بدأت فكرة أبحاثي عن فنّ التجهيز عند دراستي تاريخ الفنون المعاصر، حيث لفتني هذا الفنّ بمنطقه وطرحه أفكاراً فلسفية لمختلف التقنيات المتعددة، وانفتاحه على المدارس والتيارات الفنية كافة. بحثت عن تطور هذا الفنّ في أوروبا، ومن أين جاء وأسباب الوصول إليه.

وأضافت: بالنسبة للإشكالية بين المبدع والمتلقي، أنا أعتبر أن المتلقي ركيزة أساسية بالعمل الفني، وخصوصاً بالعمل التجهيزي، وتفاعله مع العمل يساهم بشكل أساسي في تماسك هذا العمل، والأمر الذي يحصل في الغرب، لأن المتلقي تابع بشكل متسلسل هذا الفنّ، من التمرّد على اللوحة واستخدام المواد الجاهزة وصولاً إلى المعاصرة واستخدام التكنولوجيا. في العالم العربي لم يكن هناك تسلسل تاريخي لذلك طرحت هذه الإشكالية، وطرحت في ذلك ثلاثة محاور ألا وهي: تطوير المناهج التربوية، أهمية الإعلام ودوره في الإضاءة على الفنون المعاصرة، والنقد الفنّي المتخصص.

وتابعت: اذا أردت التعريف بفنّ التجهيز أقول إنه فنّ ألغى الحدود بين التخصصات والتوجّهات الفنية على أنواعها واستطاع دمجها في فنّ واحد. هو فنّ يعطي للمكان والزمان أهمية قصوى من خلال طرح مفاهيم فلسفية حيادية، وأعطى الفراغ مفهوماً جديداً، وأزال الحواجز بين الإنسان والطبيعة والتكنولوجيا، واستطاع إدهاش المتلقي من خلال تحريك مشاعره وحواسه وفكره. لم ينشأ هذا الفنّ في المعابد والقصور كمعظم الفنون، بل فرض داخل نسيج المجتمع يتلقاه المشاهد أثناء قيامه بمهامه اليومية فهو يلعب دوراً اجتماعياً مهماً.

الفنانة هناء عبد الخالق

في أسطر

فنانة تشكيلية لبنانية، حائزة دكتوراه في الفنّ وعلوم الفنّ من المعهد العالي للدكتوراه، الجامعة اللبنانية. مُتخصصة في فنّ التجهيز، كتبت العديد من الأبحاث حول هذا الفّن. أستاذة في الجامعة اللبنانية. ولديها مُحترف خاص لتعليم الطلاب من مختلف الأعمار مادة الفنون وتقنياتها.

أقامت ثلاثة معارض فردية والعديد من المشاركات في لبنان والخارج:

معرضها الأول بعنوان «انعكاسات»، 2010 تصوير زيتي ومائي، الثاني بعنوان «أحلام في زمنٍ هارب» 2014 تصوير وتجهيز، الثالث بعنوان «رؤى محدبة» 2019 تعالج الفنانة فكرة المرايا المحدّبة «Miroirs convexes .»

شاركت في العديد من المعارض والسمبوزيومات في لبنان والخارج. أمين سر الهيئة الإدارية لجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت وعضو في نقابة الفنانين التشكيليّين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى