المعلم: سلوك نظام أردوغان يظهر أطماعه التوسعيّة ويُطيل الأزمة وشعبان تقول إن دمشق لن تستبدل المحتل الأميركي بآخر تركي

أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم حرمة وسيادة وسلامة ووحدة الأراضي السورية وتصميم دمشق على التصدّي للعدوان التركي بكل الوسائل المشروعة.

وخلال استقباله المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون والوفد المرافق له، في دمشق، أكد المعلم أن «حماية الشعب السوري هي مهمة الدولة السورية والجيش العربي السوري فقط وأن السلوك العدواني لنظام أردوغان يظهر بجلاء الأطماع التوسعيّة التركية في الأراضي السورية، وذلك حسب وكالة الأنباء السورية «سانا».

كما أكد وزير الخارجية السوري أن «السلوك التركي لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة وهو يهدد جدياً عمل لجنة مناقشة الدستور والمسار السياسي ويطيل من عمر الأزمة في سورية».

من جهته، قدّم المبعوث الخاص إلى سورية عرضاً لوزير الخارجية حول نتائج لقاءاته واتصالاته التي أجراها خلال الفترة الماضية بشأن سورية وأيضا بشأن الانطلاق بعمل لجنة مناقشة الدستور، معرباً عن استعداده لبذل كل ما يطلب منه في إطار مهامه المحددة وفق قواعد وإجراءات عمل اللجنة المتفق عليها.

كما عبّر بيدرسون، عن قلق الأمم المتحدة والأمين العام العميق من التطورات الأخيرة والخطيرة في شمال شرق سورية والتبعات الإنسانية الجدية الناتجة عنها، داعياً إلى وقف فوري للأعمال العدائية والابتعاد عن الأفعال التي تُعرّض المدنيين للخطر وتقوّض سيادة سورية ووحدتها الإقليمية على كل أراضيها وتزعزع الاستقرار وتعرض الجهود المبذولة على المسار السياسي للخطر.

وحسب الوكالة السورية، أكد الجانبان، على «أهمية التنسيق المستمرّ لضمان نجاح عمل للجنة مناقشة الدستور، والذي سيُعقد نهاية الشهر الحالي في جنيف، وتجاوز أي معوقات محتملة أمام تحقيق ذلك».

كما جدّد الجانبان، التأكيد على «الملكية السورية لعمل اللجنة وعلى أهمية أن يقود السوريون بأنفسهم أعمالها دون أي تدخلات خارجية»، مشدّدين على ضرورة الالتزام بقواعد وإجراءات العمل المتفق عليها لتكون دليلاً لعمل اللجنة بما يضمن تحقيق الغاية المرجوة منها.

وتطرّق الجانبان إلى التطوّرات الأخيرة في شمال شرق سورية وتأثيراتها المحتملة والجدية على عمل لجنة مناقشة الدستور وعلى المسار السياسي.

من جهته، أعلن غير بيدرسون أن بدء عمل اللجنة الدستورية السورية، التي تمّ اكتمال تشكيلها، لن يتأثر بهجوم أنقرة على الشمال السوري، مؤكداً إصرار الأمم المتحدة إطلاق عملها في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.

قال بيدرسون في كلمته بعد لقاء المعلم، رداً على سؤال حول مدى تأثير الهجوم التركي على الشمال السوري على عمل اللجنة الدستورية: «لا، في هذه المرحلة لدينا اتفاق على إطلاق عمل اللجنة الدستورية في نهاية أكتوبر». كما أضاف بيدرسون بهذه المناسبة: نحن قلقون جداً حيال التطورات في الشمال وبالطبع لا بدّ أن نتأكد أن ما يحدث هناك لا يهدد سيادة واستقلالية ووحدة الأراضي السورية. لقد توصّلنا، كلنا هنا في دمشق، إلى أنه لا بد أن نمضي قدماً إلى الأمام وأنه سيكون لدينا أول اجتماع للجنة الدستورية بحلول هذا الشهر.

هذا وأجرى بيدرسون قبل توجّهه إلى دمشق لقاء مع ما يسمى بـ «هيئة التفاوض» السورية في الرياض.

كما لفت إلى أنه يوجد هناك «حل سياسي فقط للأزمة في الشمال أيضا، ونحن ندعو كافة الأطراف للمشاركة في ذلك».

والجدير بالذكر أن أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كان قد أعلن 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، عن إكمال تشكيل اللجنة الدستورية الخاصة بسورية ضمن الجهود لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام 2011.

وأفاد غوتيريش آنذاك، بموافقة حكومة بشار الأسد وهيئة التفاوض السورية على «إنشاء لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة بإشراف أممي».

شعبان

وفي سياق متصل، قالت بثينة شعبان المستشارة السياسية والمتحدثة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد: «واثقون أن جيشنا سيطرد مَن يعتدي على أرضنا».

وأضافت شعبان في حوار لـRT بأن تنظيمي «النصرة» و»داعش» الإرهابيين «يساعدان الأتراك».

وأكدت مستشارة الأسد أن دمشق والقيادة السياسية «اتخذت الإجراءات اللازمة لصد العدوان التركي على الأراضي السورية».

وقالت شعبان تعليقاً على إمكانية حدوث صدام بين القوات السورية والتركية: «كل شيء محتمل»، موضحة أن أغلبية من يقودهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «تابعين لجبهة النصرة وداعش».

وأكدت مستشارة الأسد أن الحكومة السورية «سعيدة بانسحاب القوات الأميركية، لكنها لا تريد استبدال المحتل الأميركي بآخر تركي».

وأشارت تعليقاً على إمكانية عودة سورية للجامعة العربية، إلى أن: «الأهم من عودة سورية هو أن يشعر العرب بأنهم مستضعَفون وعليهم إيجاد صيغة واستراتيجية لتوحيد قوتهم وأنهم قوة إقليمية كبيرة».

شمخاني ولافرنتييف

من جهة أخرى، أكد مبعوث الرئيس الروسي لسورية ألكسندر لافرنتييف أهمية التعاون الأمني بين موسكو وطهران، فيما حذّر أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني من وجود خطة أميركية لإعادة إحياء «داعش».

جاء ذلك في بيان أصدره مجلس الأمن القومي الإيراني عقب لقاء لافرنتييف وشمخاني في طهران.

وحسب البيان، فإن شمخاني أكد معارضة بلاده لما سمّاه العدوان العسكري التركي على سورية، مضيفاً أنه ينبغي بشكل عاجل إيقاف أي عمل من شأنه أن يزعزع الأمن ويفاقم الأزمات في المنطقة.

وأشار شمخاني إلى وجود خطة أميركية «مريبة» لإعادة إحياء تنظيم «داعش»، وتوسيع رقعة زعزعة الأمن في الشرق الاوسط، مؤكداً ضرورة التنسيق بين دول المنطقة والحفاظ على وعيها لمواجهة أي إجراءات من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار.

ورفض شمخاني ما سمّاه التعامل بمكيالين مع الإرهاب من قبل أي دولة، مشدداً على ضرورة وضع حل للأزمة في إدلب السورية على جدول الأعمال، كأولوية في محاربة الإرهاب.

ووفق البيان، فإن لافرنتييف «قدم تقريراً بشأن آخر التطورات السياسية والعسكرية شمال سورية وحول المباحثات التي أجرتها موسكو مع أطراف النزاع».

وقال لافرنتييف إن «مواصلة التعاون والجهود المشتركة بين طهران وموسكو في المجالات السياسية والأمنية كما في السابق، من شأنه أن يحدّ من إعادة إحياء الإرهاب وتطوّره، ويضمن الأمن والاستقرار المستدام في المنطقة».

وفي وقت سابق، ذكر لافرنتييف أن روسيا لم تؤيد أبداً العملية العسكرية التي تشنها تركيا شمال سورية، مضيفاً أن تنفيذ أي عملية عسكرية في الأراضي السورية أمر غير مقبول.

وبدأت تركيا، الأربعاء الماضي، عدوانها العسكري شمالي سورية، تحت اسم «نبع السلام»، وادعت أن هدف العملية هو القضاء على ما أسمته «الممر الإرهابي» المراد إنشاؤه قرب حدود تركيا الجنوبية، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعاً لـ «حزب العمال الكردستاني» وتنشط ضمن «قوات سورية الديمقراطية» التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار محاربة «داعش».

ميدانياً، دخلت طلائع الجيش السوري، أمس، إلى مدينة الرقة شمال شرقي سورية، وذلك لأول مرة منذ خمس سنوات، وثبتت بعض نقاط المراقبة في المدينة.

وقال مصدر ميداني، إن «طلائع الجيش السوري تدخل مدينة الرقة لأول مرة منذ خمس سنوات وتثبت بعض نقاط المراقبة في المدينة».

وفي وقت سابق، نشرت على شبكة الإنترنت صور ومقاطع فيديو تظهر نقل دبابات للجيش السوري إلى الرقة.

وشوهدت ضمنها دبابات «تي-62إم» المزوّدة بما يسمّى بـ»حواجب إيلييتش» نسبة إلى الزعيم السوفيتي ليونيد إيلييتش بريجنيف التي تمثل حماية إضافية وتحصّن أبراج الدبابات ضد الإصابة بالصواريخ.

وكانت طلائع الجيش السوري، قد دخلت في الساعات الأولى من الاثنين الماضي، إلى مدينة الطبقة ووصلت إلى محيط مطار الطبقة العسكري الذي تسيطر عليه «وحدات الحماية الكردية» في ريف الرقة الجنوبي.

وأكد مصدر أن وحدات من الجيش السوري بدأت بالانتشار في محيط المطار بعدما قطعت، معبر الطبقة ، الذي تسيطر عليه «وحدات الحماية الكردية» على طريق حلب الطبقة إلى الجنوب الشرقي من الطبقة بنحو 16 كيلومتراً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى