ورد وشوك

وكأن ما فينا من ألم وهوان لا يكفينا حتى استوطنت الكوابيس النوم في ليالينا بعد أن غادر التنين حيّز الأسطورة وتوجه إلينا يحيي الرعب القديم من آلاف السنين القائم فينا، لينفث نار غضبه فيدمر المال والجمال ويجعل خضاره سواداً فيحرم النقاء والهواء من الوصول إلى رئتينا. وكأننا في عالم تكاثر فيه التنين بأشكال متطورة عنه إنسانية بشكلها ترتدي البزة الأنيقة وتحكم ربطة العنق ذات الماركة العالمية…

يخرج من فمها كلام موتور يلقي بالتهم جزافاً على الأغيار فيتوه الواقع وتضيع معه مطارح الحقيقة وعلى من تقع المسؤولية..

لنبقى مقيمين في عالمنا الثالث لعبة بأيدي الكائنات الأسطورية وعرضة للكوارث الطبيعية وغير الطبيعية….

أما آن الأوان لنعيد التنين إلى الصفحات الملونة مجرد قصة عالمية نرويها لتساعد أطفالنا على بناء خيال واسع الأطياف بالألوان والجمال لا بالكره والنيران. ونحن الأكثر قدرة وعدداً إذا ما اجتمعنا على كلمة ننبذ فيها الاختلاف ونسوّي الخلافات الاجتماعية والسياسية التي كانت ومازالت مؤشراً على صحة الديمقراطية والحرية وسبيلاً للشفاء من أمراض مزمنة عشنا فيها أقعدتنا حتى عن المطالبة بنيل أبسط الحقوق الإنسانية.

ما خاب مَن قال: لكل شيء آفة من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبرد.

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى