صرتُ أنثاه

لم نكن معاً..

لكنه خبّأ عينيه في كفي

قبل أن تتعلما لغة التخلي..

كانت هذه المرة يدي..

مساحةً اتسعت له كله

وكيف لكفٍ أن تحتضن جسداً بأكمله..

كنت أتأمله صامتة

كطفلٍ دفن طفولته

بين راحتيّ وهرب..

قفز على رجلٍ واحدة..

ضحك حتى الثمل

رقص رقصته الأولى

كمهرّجٍ صغير..

مرّر أنفاسه بين أصابعي

لاهثاً من الفرح..

كان يقلب كفي ويلامسها

كمن اكتشف لتوّه بيته الجديد

فأخذ يملأ زواياه ضجيجاً وصخباً..

كان فرحه معلناً

وعيناه الملأى بالحب

ذابت بغير قصدٍ في عيني..

فنزلت حافية أنا الأخرى

طفلة بائسة أعدو فيلاحقني

يكبّلني وبنشوة يدفعني..

كقدرٍ ضمّني وأخذ يراقصني

ومن بين أيدينا المتشابكة

كبرنا معاً..

صرت أنثاه فامتلكني

أما هو فبقي طفلي الذي

لازلت أخبئ عينيه في كفي..

ريم بندك

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى