الكرملين: روسيا على اتصال دائم مع الأسد بشأن العملية التركية

أعلن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أمس، للصحافيين بأن روسيا على اتصال دائم مع الرئيس السوري، بشار الأسد، بشأن العملية التركية في سورية.

وقال أوشاكوف «ممثلونا على اتصال دائم مع الأسد، في مختلف المجالات، بما في ذلك المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف. ويتم التواصل باستمرار عن طريق وزارة الدفاع… وأن العملية التركية في سورية تتمّ مناقشتها بشكل دقيق وشامل بين ممثلينا والأسد».

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن روسيا مستعدّة للمساعدة في إطلاق حوار بين تركيا وسورية، مؤكداً أنه يجب أن يستند إلى اتفاقية أضنة، الموقعة بين البلدين.

ولفت لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته البلغارية، إيكترينا زاهاريفا، إلى أن موسكو مستعدة لتعزيز الحوار بين تركيا وسورية، ويجب أن يستند إلى اتفاقية أضنة، قائلاً «بالطبع هناك حاجة إلى حوار بين تركيا والجمهورية العربية السورية، حيث إننا مستعدون أيضاً للقيام بدور داعم، لتشجيع مثل هذه الاتصالات المباشرة».

وأضاف لافروف «نعم، من الواضح أن الحوار بين أنقرة ودمشق يجب أن يستند إلى اتفاقية أضنة لعام 1998».

وأوضح وزير الخارجية الروسي أن موسكو تدعم كذلك إدخال تغييرات على اتفاقية أضنة إذا رغبت أنقرة ودمشق في ذلك.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا وسورية وقعتا اتفاقية أضنة في أواخر التسعينيات بعد أن ازدادت حدة التوتر كثيراً بين البلدين، لدرجة قيام تركيا بحشد قواتها على الحدود بين البلدين، بحجة قطع الدعم المتواصل الذي كانت تقدّمه دمشق لتنظيم حزب العمال الكردستاني، وإيوائها زعيمه عبد الله أوجلان، والسماح له بإقامة معسكرات على أراضيها.

وضم الاتفاق 4 ملاحق تضمنت المطالب التركية والتعهدات. كما نص على احتفاظ تركيا بممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس، وفي المطالبة بـ»تعويض عادل» عن خسائرها في الأرواح والممتلكات، إذا لم توقف سورية دعمها لـ»حزب العمال الكردستاني» فوراً.

وينصّ الاتفاق على أنه في حال إخفاق الجانب السوري في اتخاذ التدابير والواجبات الأمنية المنصوص عليها في الاتفاق، يحق لتركيا اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة داخل الأراضي السورية حتى عمق 5 كم.

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن الأحداث في سورية بعد شن العملية العسكرية التركية تتطوّر في المجرى غير المرغوب فيه، مشيراً إلى ضرورية رفع مستوى الأمن في هذا البلد.

وقال شويغو في خطاب ألقاه أمام المشاركين في منتدى بكين شيانغشان، أمس: «نأمل بشكل كبير في أن تسمح الخطوات التي نتخذها حالياً، وهي تعاوننا مع زملائنا الأتراك والأميركيين، بمنع تخفيض مستوى الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، ورفعه. أما الأحداث التي تقع في الأيام الأخيرة فإنها لسوء الحظ تقودنا إلى أفكار غير متفائلة».

وأشار إلى أن «حراسة جزء من المعسكرات والأماكن التي كان يُحتجز فيها الإرهابيون من قبل بلدان عدة توقفت، الأمر الذي أدى إلى أن الإرهابيين بدأوا الانتشار».

وأضاف: «ولا يعرف أحد إلى أين سيأتون. ولكن اليوم في المرحلة التكتيكية القصيرة للتعاون بيننا نرى أن هذه المهمة تتطلب حلاً سريعاً. وليس فقط على مستوى «روسيا تركيا – الولايات المتحدة».

من جهتها، جددت وزارة الخارجية الإيرانية رفض إيران العدوان التركي على الأراضي السورية ودعوتها لاحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.

وأوضح المتحدّث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي اليوم أنه يجب احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها من قبل جميع الدول الإقليمية وإيران تعارض أي وجود تركي على الأراضي السورية داعياً إلى تنفيذ اتفاق أضنة الذي يضمن أمن الحدود بين سورية وتركيا.

ميدانياً، وفي اطار مهامه الوطنية، واصل الجيش السوري نشر وحداته في منطقة الجزيرة وريف مدينة منبج شمال شرق حلب وذلك للتصدي لعدوان قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من المجموعات الارهابية التي تواصل إجرامها بحق الأهالي في المناطق والبلدات الحدودية، وذلك بالتزامن مع انسحاب قوات الاحتلال الأميركي من أرياف حلب والرقة والحسكة باتجاه العراق.

وخلال الأيام الماضية انتشرت وحدات من الجيش وسط ترحيب الأهالي في قصر يلدا شمال غرب بلدة تل تمر وثبتت نقاطها في محور تل تمر – الأهراس بالريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة، بعد أن كانت انتشرت وحدات أخرى في بلدة تل تمر وصوامع الاغيبش فيها ومدينتي منبج وعين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي وبلدة عين عيسى ومدينة الطبقة ومطارها العسكري بريف الرقة وذلك للدفاع عن الوطن وأبنائه في مواجهة العدوان التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية.

وكان مصدر ميداني قال، إن ثلاثة ألوية مدرعة من الجيش السوري تتوجّه إلى شرق الفرات للانتشار في ريف الحسكة.

وصرح مصدر ميداني سوري أن أرتالاً من ألوية مدرعة من الجيش السوري، في طريقها إلى شرق الفرات، في ريف الحسكة، شمال سورية، للانتشار.

وقال المصدر في تصريح الأحد، إن «أرتالاً من الجيش السوري تتوجه إلى شرق الفرات للانتشار في ريف الحسكة». وأوضح المصدر أن «الأرتال العسكرية مؤلفة من ثلاثة ألوية مدرعة».

وأعلنت قوات سورية الديمقراطية مساء الأحد أنها سحبت كل مقاتليها من مدينة رأس العين، بريف الحسكة، شمال شرق سورية، وذلك ضمن اتفاق تعليق العملية العسكرية مع تركيا، والذي تمّ بوساطة أميركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى