مصادر الحريري استبعدت استقالته ومصادر بعبدا لـ«البناء»: تطعيم الحكومة بوزراء أمر ضروري وأبواب القصر مفتوحة للحوار

محمد حمية

رسم الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله إطاراً واضحاً لمشهد التظاهر في الشارع في يومه التاسع على التوالي، برفضه إسقاط العهد وعدم تأييده استقالة الحكومة الحالية والوقوع في الفراغ، محذراً من وضع لبنان مجدداً في دائرة الاستهداف الاقليمي والدولي.

وأكد نصرالله في كلمة له أن «الرئيس ميشال عون فتح الباب أمام الحراك للحوار والنقاش في عناوين عديدة، لكن بعض وسائل الإعلام عملت على تحريف كلامه». مؤكداً أن «الحل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في المؤسسات والسلطة وأن الفراغ إذا حصل في ظلّ الوضع الاقتصادي المأزوم والتوترات في البلد والإقليم سيؤدي الى الفوضى والانهيار، وقد يؤدي الى عدم دفع الرواتب وخلل أمني وحرب أهلية إذا كان هناك من يحضّر لها». مضيفاً «لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا انتخابات نيابية مبكرة». ولفت الى أن «رفض الحوار مع رئيس الجمهورية يعني وجود استهداف سياسي للبلد وعناصر قوته».

وفي هذا السياق، أشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن «السيد نصرالله ضد خيار استقالة الحكومة اذا كان سيؤدي الى الفراغ، أما اذا كانت استقالة الحكومة مقابل الاتفاق على بديل واضح يحقق الاستقرار فلا مشكلة به».

وبعدما استُبعد خيار إقالة بعض الوزراء بمن فيهم الوزير جبران باسيل، كما فُهم من بين سطور كلام السيد نصرالله، أوضحت المصادر أن الأمور استقرت على خيار واحد: تعيين وزراء بدلاء عن وزراء القوات المستقيلين وتقليص عدد الحكومة عبر إلغاء وزراء الدولة»، إلا أن أوساط بعبدا أكدت لـ»البناء» أن خيار استقالة الحكومة غير وارد لأنه يؤدي الى الفراغ الدستوري في ظل الوضع الأمني وتفلت الشارع والفوضى ولا ضمانات بإمكانية تشكيل حكومة جديدة في ظل ظروف الانقسام الداخلي والوضع الإقليمي»، موضحة أنه لا يمكن أن تستقيل حكومة نتجت عن انتخابات نيابية أخيرة وأقرت موازنة العام 2020 والورقة الإصلاحية الشاملة في جلستها الاخيرة»، واضافت أن «الرئيس عون فتح ثلاثة مسارات في كلمته الأخيرة الاصلاح الحوار – وإعادة النظر بالواقع الحكومي ويرصد ردات الفعل على رسالته، وبالتالي ابواب القصر مفتوحة لممثلين عن الحراك الذي لم يقم بمبادرة حتى الآن»، ولفتت الى أن «مروحة واسعة من الاتصالات واللقاءات يجريها عون بعيداً عن الإعلام ولا تقتصر على الواقع الحكومي بل على الإسراع بإقرار الورقة الاصلاحية وترجمتها الى مشاريع ومراسيم وقوانين في المجلس النيابي الذي سيلاقي الحكومة بتنفيذها».

واوضحت أن «بعبدا تميز بين حرية التظاهر وحرية تأمين انتقال المواطنين اي فتح الطرقات أمامهم»، وعلمت «البناء» أن الجيش اللبناني سيعمل منذ اليوم حتى الاثنين على حفظ الامن عبر فتح الطرقات واعادة الحياة الى طبيعتها»، ولفتت أوساط بعبدا الى أن تطعيم الحكومة أمر ضروري بوزراء مكان وزراء القوات المستقيلين وهذا يحتاج الى مشاورات طويلة»، أما تقليص عدد الحكومة او إقالة وزراء، فالأمر غير مطروح في بعبدا، بحسب الأوساط لان أي مسّ بالحكومة الحالية يؤدي الى خلل بالتوازنات السياسية والطائفية»، وأكدت ان الحكومة بإمكانها الاجتماع في اي وقت وهناك 26 وزيراً». اما عن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري فأكدت الأوساط أن الحريري يعود له تقدير مصلحة البلد العليا.

وأكدت مصادر مقربة من الحريري لـوكالة «الاناضول»: أن استقالة الحريري بدون اتفاق مسبق على حكومة جاهزة مستبعَد.

وكان الحريري قام بزيارة مفاجئة الى بعبدا والتقى الرئيس عون وخرج من دون الإدلاء بأي تصريح، وعلمت «البناء» أن الزيارة جاءت للتشاور مع عون للخروج من الأزمة وفي إطار التنسيق الذي يجري بينهما بشكل دائم. وإذ أكدت مصادر مستقبلية أن استقالة الحريري انتحار سياسي، نفى نائب رئيس تيار المستقبل أحمد الحريري ذلك معتبراً ان «المكتب السياسي للتيار لم يجتمع ولم يصدر عنه أي كلام».

قالت مصادر مطلعة لـ»البناء» في تعليقها على كلام السيد نصرالله إننا «دخلنا مرحلة جديدة بعد كلام السيد تختلف عن سابقاتها، فالمرحلة الأولى كانت تحركاً شعبياً بقيادة مقنّعة وخفية ومطالب جماهيرية معيشية ضمت الفئات الشعبية اللبنانية كافة، لكن بعد كلام السيد نصرالله تبدّل المشهد وانتقل التحرك من المطالب المعيشية الى المطالب السياسية». ولفتت المصادر إلى أن «المقاومة استطاعت بعد أيام على التظاهر تحديد القيادة والمموّل الحقيقي لهذا الحراك وكان لا بد في هذه الحال من سحب جمهورها من الشارع كي لا تمنح فرصة لاستغلاله في هذه الحرب الجديدة وملوّحة بالدفاع عن المقاومة، قاصداً التذكير بأنها هي الأقوى».

وأضافت المصادر أن «المرحلة الجديدة بالنسبة للمقاومة هي الدفاع عن لبنان مع التمسك بالإصلاحات في وجه الفريق الآخر الذي يسعى الى تحقيق أجندات سياسية انطلاقاً من الإصلاحات»، وتشير الى أن «الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات». وهنا ترجّح المصادر أن يكون السيد ألمح الى «مشروع حرب أهلية يحضر للبنان من خلف تفجير الشارع في وجه الدولة، ومظاهر هذه الحرب بائنة من خلال قطع الطرقات والحواجز النقالة وتجويع الناس والسعي للفراغ وسد أبواب الحوار». مشيرة الى أن المتظاهرين تجاوبوا مع دعوة السيد بفتح الطرقات من خلال فتح طريق الرينغ».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى