اللجنة المصغّرة لمناقشة الدستور تتابع اجتماعاتها لليوم الثالث.. وموسكو تطالب بسيطرة الدولة السورية على حقول النفط

تابعت اللجنة المصغّرة المنبثقة عن الهيئة الموسّعة للجنة مناقشة الدستور اجتماعاتها لليوم الثالث على التوالي في مبنى الأمم المتحدة في جنيف بمشاركة الوفد المدعوم من الحكومة السورية والوفود الأخرى.

ولفت موفد سانا إلى جنيف إلى أن اللجنة ستعقد اليوم جلستي عمل صباحية ومسائية تتخللهما استراحة، مشيراً إلى أن جلسات اللجنة مغلقة أمام الإعلام.

وعقدت اللجنة أمس، جلستين حيث أعلنت مصادر مقربة من الأمم المتحدة أنه تم اعتماد جدول أعمال هذه الدورة من أعمال اللجنة والمقترح من قبل الوفد المدعوم من الحكومة السورية.

يشار إلى أن اللجنة المصغرة مؤلفة من 45 عضواً بواقع 15 عضواً للوفد المدعوم من الحكومة السورية و15 عضواً لوفد الأطراف الأخرى و15 عضواً لوفد المجتمع الأهلي.

واتفقت الهيئة الموسعة للجنة مناقشة الدستور يوم الجمعة الماضي على أعضاء اللجنة المصغرة وأقرت ورقة مدونة السلوك والإجراءات التي تحكم عمل الهيئتين الموسعة والمصغرة.

من جهة ثانية، جددت وزارة الخارجية الروسية التأكيد على أن حقول النفط في سورية يجب أن تكون تحت سيطرة الدولة السورية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين في تصريح صحافي اليوم تعليقاً على خطط الإدارة الأميركية تعزيز وجود قواتها في مناطق حقول النفط في سورية.. إن النفط هو ثروة وطنية للشعب السوري بأكمله ونحن على قناعة بأنه يتوجّب على هذا الشعب أن يتصرف بثرواته الوطنية بما فيها النفط.

وأوضح أن روسيا لا تنوي القيام بأعمال مشتركة مع الولايات المتحدة في ما يخصّ خططها حول حقول النفط.

وتحاول واشنطن استكمال دورها الاستعماري في سورية والمنطقة سواء على الصعيد السياسي أو العسكري عبر قواتها التي تقوم بأعمال سطو ونهب للنفط السوري. وهذا ما أكدته وزارة الدفاع الروسية مؤخراً، حيث نشرت صوراً تظهر قوافل الصهاريج وهي تنقل النفط الى خارج سورية تحت حراسة العسكريين الأميركيين.

وفي سياق آخر أعلن فيرشينين أنه يجري حالياً التنسيق للاتفاق على موعد عقد الجولة المقبلة من محادثات استانا حول الأزمة في سورية في مدينة نور سلطان مشيراً إلى أن الاجتماع سيعقد في وقت قريب.

وكانت عقدت 13 جولة من محادثات أستانا حول تسوية الأزمة في سورية كان آخرها في الأول والثاني من آب الماضي وشدّدت في مجملها على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال سورية والقضاء على الإرهاب فيها.

في سياق متصل أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف أن تعزيز الولايات المتحدة وجود قواتها في مناطق حقول النفط في سورية ينتهك بشكل جذري السيادة السورية.

وأشار كوساتشيف على صفحته في موقع فيسبوك إلى أن واشنطن تتذرّع بأن الهدف من خططها هذه هو «منع الإرهابيين من الوصول إلى حقول النفط»، لكن السبب الحقيقي هو «عملية استثمار خاص للحقول المعنية في سورية بغض النظر عن حقيقة أن السيادة السورية تنتهك بشكل جذري بهذه الطريقة التي لا تهمّ الغرب كثيراً».

وحذّر كوساتشيف من احتمال تعرض القوات السورية أو الروسية الموجودة في المنطقة لهجمات عرضية مع أن وجودها وعلى عكس الأميركيين شرعي. وقال إن «الهجوم العسكري على ممثلي السلطات الشرعية في أراضيها الشرعية سيشكل عدواناً صريحاً»، مشيراً إلى أنه إذا أدى ذلك لوقوع ضحايا وتفاقم للوضع فإن مسؤولية ذلك ستكون بالكامل على العسكريين الأميركيين الذين لا لزوم لهم هناك سواء من الناحية القانونية أو السياسية.

وأشار كوساتشيف إلى أن النهج الأميركي وقح بشكل واضح بالفعل حتى أن مرشحي الانتخابات للرئاسة الأميركية يتهمون الإدارة الحالية بالاستيلاء على حقول النفط السورية والتي لا تعود ملكيتها إلى الولايات المتحدة وهي تخص الشعب السوري وهو بحاجة إليها.

وتابع كوساتشيف أنه: على خلفية الاتهامات بالاحتلال الموجهة ضد دول أخرى بما في ذلك روسيا، ومع الأخذ في الحسبان العقوبات المفروضة على الوجود العسكري غير القانوني على أراض أجنبيةٍ فإن ما تفعله الولايات المتحدة في سورية هو دجل صريح وواضح.

وتحاول واشنطن استكمال دورها الاستعماري في سورية والمنطقة سواء على الصعيد السياسي أو العسكري عبر قواتها التي تقوم بأعمال سطو ونهب للنفط السوري. وهذا ما أكدته وزارة الدفاع الروسية، مؤخراً حيث نشرت صوراً تظهر قوافل الصهاريج وهي تنقل النفط إلى خارج سورية تحت حراسة العسكريين.

ميدانياً، ينشط الطيران الحربي السوري والروسي على الشريط البرّي الواصل بين أرياف اللاذقية وحماة وإدلب مع الحدود التركية، حيث يتعامل مع هذه المنطقة باعتبارها مثلثاً لوجستياً خطيراً تتمدد عبر أضلاعه المتصلة بالحدود التركية، فصائل مسلّحة متنوّعة المشارب والجنسيات.

وتعد «جبهة النصرة» والحزب التركستاني «الصيني» أبرز المهيمنين في تلك المناطق، إلى جانب مسلحين آخرين أقل نفوذاً كتنظيم «حراس الدين» و»أنصار التوحيد» و»الفرقة التركمانية» و»الذئاب الرمادية» التركية، فيما يتدرج هؤلاء عقائدياً بين التشدد والتكفير ويتلقون الدعم للبقاء في منطقة جسر الشغور وعلى الكتف الجبلي في ريف اللاذقية الشمالي الموازي للحدود التركية.

مصدر عسكري قال إن الطائرات الحربية الروسية والسورية نفذت خلال الأيام الأخيرة عشرات الضربات بناء على معلومات دقيقة من وحدات الرصد ومن الرصد الجوي التي تراقب الأجواء على مدار الساعة، مؤكداً أن هذه الضربات المركزة ساهمت في الحد من هجمات المسلحين وكبحت محاولات آلياتهم المحملة بالأسلحة والذخيرة للوصول إلى النقاط المتقدمة في ريفي اللاذقية وإدلب.

وأضاف المصدر: إن الضربات الجوية المدمّرة ذات طابع ردعي وقائي وخاصة مع نشاط المسلحين الميداني الأخيرعلى الجبهات وقيامهم بتوجيه الطائرات المسيرة المفخخة نحو قاعدة «حميميم» وشنّ الهجمات على نقاط الجيش في الجبال الحدودية، وحققت تلك الضربات إصابات دقيقة عند تلال كباني شمال شرق اللاذقية ومحيط بلدة زيزون في ريف حماة والمجاورة لجسر الشغور، كما دمّرت مقار وغرف عمليات في عمق ريف إدلب في كل من جسر الشغور والريحانية والناجية.

وتتنوّع صنوف الطائرات القاذفة في قاعدة حميميم الروسية التي يتم استخدامها لتوجيه الضربات النوعية لقواعد الفصائل الإرهابية المسلحة، إلا أنها تتشارك جميعها بميزات تتعلّق بالتذخير النوعي ودقة الإصابة، إضافة إلى قدراتها المشهودة في التحليق ضمن ظروف الطقس الصعبة وفي جميع الاوقات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى