لقاء ثانٍ في بيت الوسط بين الحريري وباسيل ومصادر «البناء»: اقتراحات ولا حلّ نهائي بري: أؤيد «تكنوسياسية» وخطورة المرحلة تتطلّب الحريري وأخشى من مخطط للفتنة

محمد حمية

بعد لقاء «كسر الجليد» بين رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، عُقد اللقاء الثاني أمس، في بيت الوسط واستكمل النقاش في اللقاء الأول.

وبحسب المعلومات فإن الاجتماع كان إيجابياً وتمت مناقشة اقتراحات عدة بهدف إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها.

وإذ يعتصم الحريري بالصمت ويتكتم على كل ما يدور من نقاشات بينه وبين باسيل، أكدت مصادر لـ»البناء» أن «البحث لا يزال في الاقتراحات ولم يتم التوصل الى حل نهائي حتى الآن»، مشيرة الى أن «التواصل مستمرّ بين باسيل وباقي الفرقاء السياسيين في الساعات المقبلة ومن بينهم حزب الله لإيجاد الحلول للأزمات المالية».

ويلعب رئيس المجلس النيابي نبيه بري دوراً محورياً في حل الأزمة الحكومية. وقالت مصادر مطلعة على موقفه لـ«البناء» إن «رئيس المجلس يجري اتصالات عدة لتسهيل إعادة تكليف الحريري لتأليف حكومة تكنوسياسية مطعّمة بممثلين عن الحراك الشعبي»، ويرفض بري، بحسب المصادر، حكومة تكنوقراط صرف، مشيراً الى أن خطورة المرحلة السياسية الراهنة تتطلب وجود الحريري في موقع رئاسة الحكومة كما لا يحبذ بري تكليف وكيل او ممثل عن الحريري بل الأفضل تكليف الأصيل، لأنه من الصعب وجود رئيس سني ضعيف في ظل وجود الرئيسين القويين المسيحي والشيعي ما يحدث خللاً طائفياً ويأخذنا الى مكان آخر ويخلف تداعيات سلبية على المستوى الوطني العام، فضلاً عن أن ذلك يشكل نقطة ضعف للحكومة»، كما يؤيد بري بحسب المصادر حكومة موسعة تفوق الـ14 وزيراً»، ويُحذر بري أيضاً من فتنة قد تقع إذا لم يعاد تكليف الحريري وقد يظهر الأمر وكأنه تغييب لطائفة معينة عن الحكم».

وتشير أوساط سياسية لـ«البناء» الى أن «عرقلة عودة الحريري الى رئاسة الحكومة أو وضع شروط قاسية وصعبة على أطراف أخرى في البلد تُخفي تدخلاً خارجياً في لبنان، وبالتالي هناك شيء ما يحضر للبلد»، لافتة الى أن «ما حصل خلال الأسابيع الماضية يؤكد وجود مخطط لاستهداف رئيس الجمهورية وعهده الرئاسي عقاباً على مواقفه الوطنية لا سيما النازحين السوريين والعلاقة مع سورية وسلاح المقاومة والتمسك بثروات لبنان وسيادته الوطنية».

وقد طرح باسيل على الحريري في لقائهما الاول عرضاً يتضمن تأليف حكومة مختصين من دون وجوه سياسية أساسية، تسمي أعضاءها الكتل السياسية لتحظى بثقة البرلمان، وهو ما ينطبق على رئيس الحكومة والوزراء، على أن يعطى المجال فيها أيضاً لمشاركة ممثلين عن الحراك.

وقالت مصادر مطلعة لـ«البناء» إن «الامور باتت محصورة باقتراحين للحل: الأول عرضه باسيل حكومة بين 18 24 وزيراً يترأسها الحريري بمشاركة 3 وزراء سياسيين للوزارات السيادية و20 خبيراً في المال والاقتصاد والبيئة وغيرها، الاقتراح الثاني قدّمه الحريري عبارة عن حكومة من 14 وزيراً يرأسها قاضٍ أو أكاديمي من بيروت ووزراء اختصاصيون يعيّنهم السياسيون تمنح 3 وزراء للحراك ويجري التفاوض بين الحريري وباسيل على ذلك وهناك وساطات لحل وسط بينهما».

وأكدت أوساط سياسية للـ أو تي في أن «مقترح باسيل ليس للمزايدة ولا للعرقلة بل للبحث عن حل يواكب رئيس الجمهورية، الذي يستفيد من الوقت الذي يمنحه إياه الدستور، ليستكمل حلقة التشاور غير الملزمة قبل الاستشارات النيابية الملزمة، تسهيلاً للتفاهم، ليس فقط على مسألة رئاسة الحكومة، بل على وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، كي لا نبقى طويلاً في النفق الذي أدخلتنا فيه الاستقالة المفاجئة وغير المنسّقة لرئيس الحكومة».

ويبدو أن عين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع شاخصة الى مفاوضات بيت الوسط، وسط معلومات عن اتفاق بين الحريري وباسيل على استبعاد القوات في أي حكومة مقبلة، حاول جعجع أمس قطع الطريق على اقتراح حكومة تكنوسياسية يبقى فيها باسيل حيث أصرّ في تصريح له على «تشكيل حكومة أخصائيين مستقلين خارج الأكثرية السياسية، من دون أن يوضح من أين سيأتي بالثقة لحكومة من هذا النوع خارج إطار المؤسسات».

وردت الأوساط السياسية عينها عبر الـ أو تي في على كلام جعجع بالقول: «المؤسف أن رئيس القوات يعرف تماماً ماذا يقول، فهو يخطط للدفع بالبلاد نحو المجهول، بممارسة تصعيد مستمر حتى لا تتشكل أي حكومة، لتستفحل الأزمة أكثر فأكثر».

وقالت مصادر مطلعة على موقف حزب الله لـ»البناء» إن «الحزب بحالة ترقب لا يُقدّم عروضاً ولم يتلق عرضاً جدياً كاملاً حتى اللحظة. وعندما يحصل ذلك يناقش ويبدي رأيه، لكنه ينطلق في مقاربته للتكليف والتأليف للحكومة من ثلاثة عناوين: حكومة فاعلة تكافح الفساد – تلبي المطالب الشعبية لا تمس بالمصالح الاستراتيجية للبنان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى