الحكيم للسفير الأميركي: الحلول عراقية بعيدة عن التدخل الخارجي

أكد رئيس تيار الحكمة الوطني في العراق، عمار الحكيم، أمس، خلال استقباله السفير الأميركي في بغداد، ماثير تولر، ضرورة أن تكون الحلول عراقية خالصة لكل أزمات البلاد بعيداً عن التدخلات الخارجية.

وذكر بيان لتيار الحكمة الوطني أن «تيار الحكمة الوطني يتابع ويراقب الخطوات الإصلاحية التي تقوم بها الحكومة باعتباره تياراً معارضاً وصولاً إلى تلبية مطالب المتظاهرين»، مشدداً على «أهمية حماية المتظاهرين السلميين وتوفير الأجواء الآمنة لممارسة حقهم الدستوري، وضرورة محاسبة المتسببين بإزهاق الأرواح وسقوط الضحايا».

من جانبه أكد السفير الاميركي، وفقاً للبيان: «احترام إرادة العراقيين وقدرتهم على حل مشاكلهم الداخلية «، مبينا أن «خطاب المرجعية الدينية العليا الأخير بشأن عدم تدخل الدول في الشأن العراقي محل احترام وتقدير».

ودعا البيت الأبيض، الاثنين الماضي، لإجراء انتخابات مبكرة في العراق، ووقف العنف ضد المحتجين في أنحاء البلاد.

وقال البيت الأبيض في بيان: «العراقيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء استنزاف النظام الإيراني لمواردهم، وتحريك مجموعات مسلحة لمنعهم من التعبير عن آرائهم بسلمية»، بحسب تعبيره.

وأضاف البيان: «الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الهجمات المستمرة ضد المتظاهرين والناشطين المدنيين والإعلام في العراق، فضلاً فرض قيود على الإنترنت في العراق… وعلى الرغم من استهدافهم بالعنف وحرمانهم من الوصول إلى الإنترنت، فإن الشعب العراقي قد سمع صوته الذي يدعو إلى إجراء انتخابات وإصلاحات انتخابية».

إلى ذلك، تواصلت التظاهرات الحاشدة في بغداد والمدن العراقية، فيما أفيد بأن القوات الأمنية أطلقت قنابل الغاز على المتظاهرين بكثافة في ساحة الخلاني ببغداد.

ونفت قيادة العمليات العراقية في بغداد مقتل أي متظاهر في مواجهات أمس، مع القوى الأمنية.

وكانت وكالة رويترز قد تحدّثت عن سقوط قتيلين بين المحتجين في بغداد.

وسائل إعلام عراقية محلية أشارت إلى إصابة أكثر من 45 شخصاً بحالات اختناق من جراء القنابل المسيّلة للدموع في ساحة الخلاني وسط بغداد.

ونقلت الوسائل نفسها عن مصدر أمني قوله إنّ القوات الأمنية سعت إلى إرجاع المتظاهرين إلى ساحة التحرير في بغداد.

إلى ذلك، تتسابق السلطات الثلاث تحت ضغط الشارع في طرح المبادرات والإصلاحات، وفق سقف الدستور، بهدف حل أزْمة التظاهرات، وتلبية مطالب المحتجين.

وكانت الاشتباكات تجدّدت بين قوات الأمن العراقية والمتظاهرين، على جسر السنك المؤدي إلى المنطقة الخضراء في بغداد.

وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى جرح العشرات منهم. أمّا في المحافظات الجنوبية فأعلنت نقابة المعلمين الإضراب العام لإعادة الزخم إلى الاحتجاجات.

وكان رئيس مجلس الوزراء العراقيّ عادل عبدالمهدي عقد مساء الأربعاء اجتماعاً للقيادات الأمنية، لبحث آخر التطورات.

وناقش الاجتماع تقييم الوضع الأمني ومتابعة الإجراءات التي تتخذها القوات الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار في بغداد والمحافظات وحماية المتظاهرين السلميّين ومصالح المواطنين كافّة، كما بحث الاجتماع في محاولات استغلال الظروف الحالية من قبل الإرهابيين.

بالتزامن، أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، الأربعاء، أن القتل والاختطاف والتهديد والضرب مستمر ضد المتظاهرين.

وقالت بلاسخارت في كلمتها أمام مجلس النواب العراقي: «بينما نحيي ذكرى من فقدناهم، لا تزال قيمهم ومطالبهم كما هي، وخلال الأسابيع الستة الماضية، تظاهر مئات الآلاف من العراقيين حاملين مطالب حقيقية ومشروعة وواضحة».

وأضافت: «أعتقد أننا نتفق جميعاً أن الكثير والكثير من العراقيين يطالبون بمستقبل أكثر إشراقاً، وأن تحقق البلاد كامل إمكاناتها من أجل مصلحة كافة المواطنين العراقيين».

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي»، نشرت تقريرين خاصين حول قضايا حقوق الإنسان، مؤكدة أنها تتلقى يومياً تقارير عن حالات جديدة من القتل والاختطاف والاعتقال العشوائي والضرب والتهديد.

وشدّد بلاسخارت على أن «العنف لا يولد إلا العنف.. ينبغي أن ينتهي وأن ينتهي الآن».

ونوهت المسؤولة الأممية إلى أن «يونامي»، تواصلت بشكل فعال مع الرئاسة العراقية ومجالس الوزراء والنواب والقضاء الأعلى وكذلك مع المتظاهرين السلميين وممثلين عن النقابات، واقترحت عدداً من الخطوات الملموسة كخطوة أولية نحو بناء الثقة والإصلاح، مع الاحترام الكامل لسيادة العراق.

وقالت: «نعرف جميعاً أن أكثر ما يضرّ بثقة الجمهور هو الإفراط في الوعود والتقصير في تنفيذها.. لا يوجد ما هو مؤذ أكثر من أن نقول أ ونفعل ب .. ولا يوجد ما هو مدمّر أكثر من مناخ الغضب والخوف».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى